التلوث بصفة عامة
مع تطوّر مجتمعاتنا، وزيادة التطوّر العمراني والإقتصادي والعسكري، تغيّرت الكثير من ملامح البيئة والكرة الأرضيّة. هذا التطوّر نتج عنه نتائج إيجابيّة في زيادة التكنولوجيا، وزيادة استخدام موارد الأرض والإستفادة منها. إلا أنّه لهذا التطوّر جانب سلبي، كان له أثر كبير في سلامة الكرة الأرضيّة وزيادة الكوارث الطبيعيّة فيها، وهذا كلّه بسبب ما يطلق عليه “التلوّث” أو “التلوّث البيئي”، فما هو التلوّث؟ وما هي أنواعه؟
التلوّث هو إحداث خلل كبير في توازن البيئة، ويحدث هذا الخلل نتيجة عمل تغيير في البيئة التي تعيش فيها الكائنات الحيّة، وهذا بفعل بشري من الإنسان ونشاطاته اليوميّة، حيث أنّ بعض السلوكيات الخاطئة والنّشاطات الغير مدروسة تؤثّر في البيئة التي تعيش فيها الكائنات الحيّة وتؤدّي إلى اختلالها وتغيّر بعض المعالم فيها. فالإنسان هو من يتحكّم بالبيئة، فإمّا أن يستغل مواردها بطريقة صحيحة فيفيد البيئة، وإمّا أن يستغلها بطريقة خاطئة وغبيّة فيضرّ البيئة ويسبّب تلوّثها.
وبناءاً لما سبق، فإنّ السّبب الرّئيس في التلوّث هو الإنسان. هناك طبعاً عوامل عديدة ساعدت في ذلك، فالتوسّع الصّناعي وزيادة المصانع، والتقدّم التكنولوجي، وسود استخدام الإنسان للموارد أحياناً، كما أنّ الإنفجار السّكاني والزيادة الكبيرة في عدد السّكان والتوسّع العمراني، كانوا أسباباً رئيسة وعوامل مساعدة في زيادة التلوّث في العالم.
وعليه، فإن هناك أنواعاً عديدة للتلوّث، وحيث أن العناصر الأساسية في هذا الكون تتكون من: الهواء، والماء، والتربة، فإن أنواع التلوّث البيئي هي:
1. التلوّث الهوائي: ويقصد به تلوّث الهواء بالمواد الضارّة والمواد الكيميائيّة التي تضر بالبيئة والإنسان والكائنات الحيّة الأخرى. وقد تكون طبيعيّة سواء من الأتربة المتناثرة في الهواء، أو من صنع الإنسان كالدّخان المنبعث من عوادم السيارات والوقود، ودخّان السّجائر والتبغ، أو الغازات الضارّة. حيث أنّ التلوّث الهوائي يضر بالإنسان بالدّرجة الأولى ويسبّب له أمراض عدّة منها: الإلتهابات الرئويّة، والحساسيّة، والرّبو، وغيرها من الأمراض الأخرى. كما أنّ التلوّث الهوائي يسبّب المشكلة الأكبر التي يعاني منها العالم حاليّاً ألا وهي مشكلة الإحتباس الحراري ومشكلة طبقة الأوزون.
2. التلوّث المائي: ويقصد به تلوّث مصادر المياه بالملوّثات سواء أكان تلويث المياه العذبة التي يستخدمها الإنسان في الشرب وأغراض أخرى، أو تلويث المياه البحريّة التي تفيد الكائنات البحريّة والحيوانات كذلك. وقد يحدث التلوّث المائي سواء بسبب سوء استخدام الإنسان للماء وعدم حرصه عليها، كما أنّه قد يحدث التلوّث خاصّةًَ للماء البحري نتيجة الحوادث التي تتعرّض لها سفن نقل النّفط خاصّةًَ، أو نتيجة إلقاء مياه الصّرف الصحّي والصناعي في البحار والمحيطات. وللتلوّث المائي أضرار جسيمة على الإنسان، حيث أنّه قد يصاب بأمراض الكوليرا، والملاريا، وأمراض الكبد، والتيفوئيد، وأمراض أخرى خطيرة. كما أنّ ضرر التلوّث المائي لا يقتصر على الإنسان، وإنّما يهدّد حياة الكائنات البحريّة كذلك والحيوانات الأخرى.
3. تلوّث التّربة: تلوّث التّربة يرتبط بالتّربة نفسها، وهو نوع خطير من أنواع التلوّث يحاول الإنسان الحدّ من أضراره. وقد يحدث نتيجة استخدام مياه الصّرف الصحّي، أو المياه الملوّثة إشعاعيّاً أو كيميائيّاً، أو من خلال إضافة مواد ضارّة بالبيئة إليها كالمبيدات الحشريّة والكيميائيّة، وغيرها من الأسباب الأخرى. حيث يؤدّي هذا التلوّث إلى نقص في توفير العناصر الغذائية المفيدة للإنسان والحيوانات كذلك، وكما تؤدّي إلى زيادة ظاهرة التصحّر في العالم.
بمعرفة أسباب التلوّث الرئيسة وأضرارها الكبيرة في العالم، فعلى الإنسان أن يسعى إلى محاولة التّقليل من التلوّث ومخاطره؛ وذلك من خلال اتّباع الوسائل والإرشادات التي تساعد في الحفاظ على البيئة من التلوّث، وزيادة الوعي بذلك، حتى نستطيع أن نعيش في عالم نظيف خالٍ من الأمراض ومسبّباته ومن الكوارث الطبيعية