الاستعفاف يا شباب
الاستعفافياشباب
)وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَنِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)
(النور:33( .
وقالالرسول صلى الله عليه وسلم:
(يا معشرَ الشبابِ من استطاع منكُمالباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصَن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصومِ فإنه لهوجاء)
(رواه البخاري ومسلم( .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(ما تركتُ بعدي فتنة أضَر على الرجالِ من النساءِ)
) رواه البخاريومسلم(.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
)إن الدنيا حلوةخَضِرة وان الله مستخلفكم فيها فينظر ماذا تفعلون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإنأول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء)
) رواه مسلم(.
وقال الرسول صلى اللهعليه وسلم: (
(من وَقاهُ الله شرَ ما بينَ لحيَيه وشر ما بين رجليهِدخلَ الجنة)
) رواه الترمذيصحيح(.
*قصة عجيبة وثباتكالجبال*
عن احمد بنسعيد العابد عن أبيهقال:كان عندنا بالكوفةشاب متعبد لازم المسجد الجامع لا يكاد يفارقه وكان حسن الوجه وحسن القامة وحسنالسمت فنظرت إليه امراءة ذات جمال وعقل فشغفت به وطال عليها ذلك..
فقالت له:يا فتى اسمع منيكلمات أكلمك بها ثم اعمل ما شئت فمضى ولم يكلمها ثم وقفت له بعد ذلك على طريقه وهويرد منزله ..
فقالتله:يا فتى اسمع مني كلمات أكلمك بها فاطرق ملياً ..
وقال لها:هذا موقف تهمه وأنااكره ان أكون للتهمة موضعاً..
فقالتله:والله ما وقفت موقفي هذا جهالة مني بأمرك ولكن معاذ الله انيتشوف العباد إلى مثل هذا مني والذي حملني على ان لقيتك في مثل هذا الأمر بنفسيلمعرفتي ان القليل من هذا عند الناس كثير وانتم معاشر العباد على مثال القواريرأدنى شي يعيبها وجملة ما أقول لك ان جوارحي كلها مشغولة بك فالله الله في أمريوأمرك..
قال:فمضىالشاب إلى منزله وأراد ان يصلي فلم يعقل كيف يصلي فأخذ قرطاسا وكتب كتابا ثم خرج منمنزله وإذا بالمراءة واقفة في موضعها فألقى الكتاب إليها ورجع إلى منزله وكان فيه :-
بِسْمِ اللَّهِالرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اعلمي أيتهاالمرأة: ان الله عز وجل إذا عصاه العبد حلم فإذا عاد إلى المعصية مرة أخرى سترهفإذا لبس لها ملابسها غضب الله تعالى لنفسه غضبة تضيق منها السماوات والأرض والجبالوالشجر والدواب فمن ذا يطيق غضبه؟
فان كان ما ذكرت باطلا فاني أذكرك يوما تكونالسماء كالمهل وتصير الجبال كالعهن وتجثو الأمم لصولة الجبار العظيم .
وانيوالله قد ضعفت عن إصلاح نفسي فكيف بإصلاح غيري وان كان ما ذكرت حقاً فاني أدلك علىطبيب هدى، يداوي الكلوم الممرضة والأوجاع المرمضة ذلك الله رب العالمين .
فاقصديه بصدق المسألة فاني مشغول عنك بقوله تعالى:- (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِكَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ * يَعْلَمُخَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) (غافر:18-19) .
فأين المهرب من هذه الآية، ثم جاءت بعد ذلكبأيام فوقفت له الطريق: فلما رآها من بعيد أراد الرجوع إلى منزله كي لا يراها فقالتله يا فتى لا ترجع فلا كان الملتقى بعد هذا اليوم أبدا إلا غدا بين يدي الله تعالىثم بكت بكاء شديدا، وقالت أسأل الله الذي بيده مفاتيح قلبك أن يسهل ما قد عسر منأمرك .
ثم إنها تبعته، وقالت امنن عليَّ بموعظة احملها عنك، وأوصني بوصية أعملعليها..
فقال لها:أوصيك بحفظ نفسك من نفسكوأذكرك قوله تعالى:-
(وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْبِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِلِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمّىً ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَاكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (الأنعام:60) .
قال:فأطرقت وبكت بكاء شديدا اشد من بكاءها الأول ثم أنهاأفاقت ولزمت بيتها وأخذت في العبادة فلم تزل على ذلك حتى ماتت كمداً فكان الفتىيذكرها بعد موتها ثم يبكي
فيقال له:مما بكاؤكوأنت قد أيأستها من نفسك؟
فيقول:أني قد ذبحتطمعها في أول أمرها وجعلت قطيعتها ذخيرة لي عند الله تعالى فأنا استحي منه ان أستردذخيرة ادخرتها عنده تعالى)