احسب العمر بالهجري
هو معرفه كم عمرك وكم سنه مضى لك بالعيش على هذه الارض المباركه ولكن حساب مدى الايام التي عشتها بالهجري عمرنا قصير فاعمل الحسنات لتجمع قدرا من الغفران فلا تنسى الله الذي بيده جميع الاعمار والكون والخلق وكل شي سبحانه جل جلاله واليكم طريقه حساب العمر بالهجري:
وإليك نُبْذةً مختصرة عن التقويمين: الهجري: هو تقويم قمري، يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر. يتكون التقويم الهجري من (12) شهرًا قمريًّا؛ أي: إن السنة الهجرية تساوي (354) يومًا تقريبًا، بالتحديد (354.367056) يوم؛ أي: 354 يومًا، و8 ساعات، و48 دقيقة.
والشهر القمري هو الفترة الزمنية بين اجتماعين متتاليين للشمس والقمر (بين محاق والذي يليه)، وهو يقدَّر وسطياً بـ 29 يومًا، و12 ساعة، و24 دقيقة، و3 ثانية تقريبًا؛ أي: (29.530586) يومًا تقريبًا؛ لذلك هو إما أن يكون 29 أو 30 يومًا.
التقويم الميلادي (الغريغوري): هو التقويم المستعمل في العالم الغربي وفي أغلب الدول العربية، يسمى هذا التقويم في أغلب الدول العربية بالتقويم الميلادي، أنشأ هذا التقويم العالم “اليسيوس ليليوس” الإيطالي في عام (1581) كبديل عن تقويم “يوليوسي” – نسبة ليوليوس قيصر – ويسمى “التقويم الغريغوري”؛ نسبةً للبابا “غريغوريوس” الثالثَ عشرَ، وهو يختلف عن التقويم اليوليوسي بثلاثة أيام في كل 400 سنة.
وسبب الاختلاف أن هذا البابا ومعه علماء الفلك وجدوا أن الزمن الذي تستغرقه الأرض في دورانها حول الشمس دورة كاملة: 365 يومًا، 5 ساعات، 48 دقيقة، 46 ثانية، بينما كان يحسب في التقويم اليوليانى: 365 يومًا، 6 ساعات؛ أي: بفرق قدره: 11 دقيقة، و14 ثانية.
الخلاصة: لأن هناك فارقًا (11.2) يومًا تقريبًا بين التقويم الهجري والتقويم الميلادي، فإن التقويمين لا يتزامنان؛ مما يجعل التحويل بين التقويمين أكثر صعوبةً.
وكما تَرَين حتى تحسبي عمرك بدقة بالسنين، وتعلمي أيها أدق، ستضطرين لدراسة علم الفلك والفروق التي تحدث في كل تقويم، وهي كثيرة جدًّا.
أما إذا أردت أن تحصلي على رقم دقيق وموحد بين التقويمين – الميلادي والهجري – فأرى أن تحسبي عمرك بالأسابيع، أو الأيام، أو الساعات…أو بالفيمتو ثانية – إن أردت الدقة.
وهذه طُرْفة طبعًا في سياق طرافة السؤال؛ طلبًا للدقة.
وللعلم: الفيمتو ثانية يساوي 10 مرفوعة للقوة (أي: أُس بالمصطلح الرياضي) (- 15)؛ أي: جزء من مليون مليار جزء من الثانية، وقد تم اكتشاف هذا الجزء الصغير من الزمن من قِبل العالم المصري أحمد زويل، حينما أراد أن يصوِّر بالضبط ما يحصل خلال التفاعلات الكيميائية.
وبالتالي يمكن حساب العمر بالفيمتو ثانية عن طريق حساب العمر بالأيام، ثم الضرب في 24 ساعة، ثم في ستين دقيقة، ثم في ستين ثانية، ثم الضرب في 10 مرفوعة للقوة 15 – وليس (- 15) – حتى تحصلي على عمرك دقيقًا، لا دقة تدانيها.
وهكذا تصلين إلى الحقيقة الظاهرة، التي كثيرًا ما تكون خاطئة؛ فللعمر مقياس آخر غير ما ذكرتِه في قولك: “فلحظات العمر تبقى واحدة، سواء كان بالهجري أم الميلادي، ولن تتغير، فاللحظات لن تزيد أو تنقص بالسعادة، وصنع ما هو جميل بهذه الحياة”.
فالمسلم له نظرة فريدة للوقت، فليس هو مجرد لحظات تمضي، وعمر يمرُّ، نحسبه بدقة الفيمتو ثانية؛ إنه الحياة، ولله در شوقي حين قال: دَقَّاتُ قَلْبِ المَرْءِ قَائِلَةٌ لَهُ إِنَّ الحَيَاةَ دَقَائِقٌ وَثَوَانِي أختنا الكريمة، يمكننا حساب أعمارنا بالفيمتو ثانية؛ حتى نصل إلى دقة متناهية؛ ولكن شتان بين أعمار وأعمار! يقول أحد شعرائنا في الألوكة:
كَمْ مِنْ فَتًى عَاشَ الْحَيَاةَ كَأَنَّهُ لَمْ يَأْتِ لِلدُّنْيَا كَمَا الأَنْعَامِ
وَفَتًى مُنَى الدُّنْيَا تَطُولُ حَيَاتُهُ كَالشَّمْسِ كَالأَنْهَارِ كَالأَعْلامِ
تَبْكِيهِ حِينَ وَفَاتِهِ سَمَوَاتُهَا وَالأَرْضُ حَتَّى الأُسْدُ فِي الآجَامِ
يَحْيَا بِذِكْرٍ يَبْعَثُ الأَحْرَارَ قَدْ صَارَتْ كَبَدْرٍ رُوحُهُ بِظَلامِ