احتباس الدورة الشهرية
محتويات المقال
احتباس الدورة الشهريِّة
احتباس الطّمث أو الدّورة الشهريّة (بالإنجليزية:Amenorrhea) هو المُصطلح الطبيّ لعدم وجود فترات طمث، إمّا على أساس دائم أو مُؤقّت، كما يُمكن تقسيم احتباس الطّمث إلى احتباس اوليّ، واحتباس ثانويّ؛ الاحتباس الأوليّ، هو عدم حدوث الدّورة الشهريِّة للفتاة مُطلقاً رغم بلوغها عمر 15 سنة أو أكثر، أمّا الاحتباس الثانويّ، فهو غياب الدّورة الشهريِّة وانقطاعها لمدّة ثلاثة شهور إذا كانت الدّورة منتظمة، أو لمدّة ستّة أشهر إذا كانت الدّورة الشهريِّة غير مُنتظمة.[١][٢]
أسباب احتباس الدورة الشهريِّة
فيما يأتي أسباب احتباس الدّورة الشهريِّة الأوليّ والثانويّ:
احتباس الدورة الشهريِّة الأوليّ
تحدث الدّورة الشهريِّة لدى الفتيات ما بين عمر 9-18 سنة (المتوسط 12 عاماً)، واحتباس الطّمث الأوليّ يحدث عندما تصل الفتاة لعمر 15 عاماً ولم تحدث أيّ دورة شهريّة، سواء ظهرتعلامات البلوغ الأُخرى أو لم تظهر. ومن أسباب احتباس الطّمث الأوليّ ما يأتي:[٣]
- وجود عيوب خَلقيّة في الأعضاء التناسليّة والحوض، مثل انسداد أو تضيُّق عنق الرّحم، أو عدم وجود فتحة لغشاء البكارة، أو عدم وجود الرّحم أو المهبل، أو وجود الحاجز المهبليّ.
- وجود مَشاكل في الهرمونات التي لها دور في تنظيم الدّورة الشهريِّة، وقد يعود سبب هذه المشاكل إلى حدوث تغييرات في الجزء المسؤول عن إفراز هذه الهرمونات في الدّماغ، أو لعدم فاعليّة المبايض، وفي الحالتين قد تكون أسباب المُشكلة ما يأتي:
- فقدان الشهيّة.
- وجود أمراض مُزمنة، مثل أمراض القلب، ومرض التليُّف الكيسيّ.
- التهابات الرّحم، أو التهابات ما بعد الولادة.
- عيوب خلقيّة أُخرى.
- سوء التّغذية.
- الأورام.
- وجود اضطرابات وراثية وكروموسوميّة، مثل:[٤]
- مُتلازمة تيرنر، وهو اضطراب في عدد الكروموسومات ، ينتج عنه وجود كروموسوم جنسيّ X واحد بدلاً من كروموسومين.
- مُتلازمة نقص الأندروجين، وتتمثّل بارتفاع مستوى هرمون التّستوستيرون.
أسباب احتباس الدورة الشهريِّة الثانويّ
قد يعود احتباس الدّورة الشهريِّة الثانويّ لمجموعة من الأسباب بعضها طبيعيّ، والبعض الآخر قد يكون أحد الآثار الجانبيّة لنوع من الأدوية، أو دليلاً على وجود مُشكلة طبيّة، وفي ما يأتي تفصيل لهذه الأسباب:[٥]
- قد يحدث احتباس الدّورة الشهريِّة لأسباب طبيعيّة، مثل الحمل، والرّضاعة الطبيعيّة، الوصول لعمر انقطاع الدورة الشهريِّة (سنّ اليأس)، واستخدام موانع الحمل مثل حبوب منع الحمل.
- قد تُسبّب بعض أنواع الأدوية احتباس الدّورة الشهريِّة، مثل مُضادّات الذّهان، والعلاج الكيميائيّ للسّرطان، ومُضادّات الاكتئاب، وأدوية ضغط الدَّم، وأدوية الحساسيّة.
- عوامل ترتبط بنمط الحياة مثل:
- انخفاض وزن الجسم المُفرِط الذي قد يُؤدّي إلى تغيُّرات هرمونيّة غير طبيعيّة ممّا يُعيق عمليّة الإباضة.
- زيادة الوزن المُفاجِئة والسُّمنة الزّائدة.
- النّشاط المُفرِط الذي يحتاج تدريباً دقيقاً قد يُسبّب انقطاع الدّورة الشهريِّة، وقد ينتج عن النّشاط المُفرِطانخفاض الدّهون في الجسم، والإجهاد، واستهلاك الطّاقة المُرتفع.
- يتسبّب الإجهاد العقليّ بالتّأثير على عمل منطقة تحت المِهاد؛ وهي منطقة في الدّماغ تتحكّم بإفراز الهرمونات التي تُنظّم الدّورة الشهريِّة.
- عدم التّوازن الهرموني، وقد يحدث لعدّة أسباب، منها مُتلازمة تكيُّس المبايض، واضطراب الغدّة الدُرقيّة، وورم الغدّة النُخاميّة، وانقطاع الدّورة الشهريِّة المُبكّر.
- وجود مشاكل في الأعضاء التناسليّة، مثل مُتلازمة أشرمان (بالإنجليزية: Asherman’s syndrome)، وأي ندوب والتصاقات في بطانة الرّحم، وتحدث في بعض الأحيان بعد العمليّات القيصريّة، أو الكشط لعلاج الأورام الليفيّة في الرّحم، وينتج عنها تغيُّر في وظيفة الرّحم.
- التوقّف عن تناول وسائل منع الحمل قد يُؤدّي إلى تأخّر الدّورة الشهريّة.
أعراض احتباس الدورة الشهريِّة
من أعراض احتباس الدّورة الشهريِّة ما يأتي:[٦]
- أعراض احتباس الدورة الأوليّّ: الصّداع، واضطراب في ضغط الدّم، ومشاكل في الرّؤية، وحبّ الشّباب، ونمو الشّعر غير المرغوب فيه.
- أعراض احتباس الدّورة الثانويّ: غثيان، وتورّم الثّديين،والصّداع، ومشاكل في الرّؤية، والعطش الشّديد، وتضخّم الغدة الدرقيّة، واسوداد الجلد.
تشخيص احتباس الدورة الشهريِّة
يتمّ تشخيص احتباس الدّورة الشهريِّة من خلال فحوصات سريريّة ومخبريّة مثل:[٧]
- لتشخيص احتباس الدّورة الشهريِّة الأوليّ يتم إجراء فحص سريريّ للتأكّد من عدم وجود مَشاكل في الأعضاء التناسليّة، وفحص الثّديين للتأكّد من ظهور علامات البلوغ.
- قد يكون احتباس الدّورة الشهريِّة إشارةً لوجود مَشاكل هرمونيّة، لذا من المُفيد إجراء الفحوصات المخبريّة الآتية:
- فحص الحمل.
- فحص وظائف الغدّة الدرقيّة لقياس مُستوى الهرمون المُنبِّه للغدّة الدُرقيّة (TSH).
- فحص قياس كميّة الهرمون المُنبّه للجريب (FSH) في الدّم الذي يُمكن أن يُحدّد ما إذا كانت المبايض تعمل بشكلٍ صحيح.
- فحص البرولاكتين؛ فالمستوى المنخفض من هرمون البرولاكتين قد يكون علامة على وجود ورم في الغدّة النخاميّة.
- فحص مُستوى الهرمونات الذكريّة.
- اختبار التحدّي الهرمونيّ؛ ويتمّ الفحص بإعطاء المريضة الدّواء الهرمونيّ لمدّة تتراوح بين (7-10) أيّام، ونتائج هذا الاختبار قد تدلّ على نقص هرمون الإستروجين.
- اختبارات التّصوير، وتشمل:
- فحص الموجات فوق الصوتيّة للتحقّق من أيّ تشوّهات في الأعضاء التناسليّة.
- التّصوير المقطعيّ المُحوسِب (CT) للتأكّد من سلامة الرّحم، والمبيض، والكِلى.
- التّصوير بالرّنين المغناطيسيّ (MRI) للتأكّد من عدم وجود ورم في الغدّة النخاميّة.
- فحص المهبل والرّحم بالمنظار.
علاج احتباس الدورة الشهريِّة
يعتمد علاج احتباس الدّورة الدمويّة على أسباب الاحتباس والحالة الصحيّة للفرد، وفيما يأتي تفصيل لوسائل العلاج:[٤]
- إذا كان سبب احتباس الدّورة الشهريِّة يتعلق بنمط الحياة فمن المُفيد إجراء بعض التّغييرات الضّرورية، مثل المُحافظة على وزن صحيّ ممّا يُساعد على توازٍ الهرمونات في الجسم، وتقليل التعرّض لمُسبّبات الإجهاد والتّوتر، وتعديل مُستوى النّشاط البدنيّ.
- علاج احتباس الدّورة الشهريِّة الأوليّّ يعتمد على عمر الفتاة ونتائج اختبار وظائف المبيض؛ فإذا أظهرت النّتائج أنّ مستوى الهرمون المُنشّط لحُويصلات المبيض (FSH)وهرمون ملوتن (LH) ضمن الحدود الطبيعيّة، يُعتبر احتباس الدّورة طبيعيّاً إذا كان هناك تاريخ عائليّ لتأخّر الدّورة الشهريِّة.
- احتباس الدّورة الأوليّ النّاتج عن اضطرابات وراثيّة وكروموسوميّة كما في حالة الاضطراب الوراثيّ الذي ينتج عنه أنثى تحمل الكروموسومين (XY)، وإذا كانت المبايض لم تتطوّر بشكل طبيعيّ فهذا يزيد من احتمال الإصابة بسرطان المبيض، لذا لا بدّ من التدخّل الجراحيّ باستخدام المِنظار.
- استخدام وسائل منع الحمل التي تُعطَى عن طريق الفم، كحبوب منع الحمل، أو أيّ علاج هرمونيّ، قد تُفيد في انتظام الدّورة الشهريِّة.
- استخدام الأدوية التي تعمل على تخفيف أعراض مُتلازمة تكيُّس المبايض.
- العلاج ببدائل الإستروجين (ERT) قد يُساعد على توازن مُستويات الهرمونات وإعادة الدّورة الشهريِّة عند النّساء التي تُعاني من قصور في عمل المبايض، ويجدر بالذّكر أنّه يجب مُناقشة الآثار الجانبيّة لاستخدام بدائل الإستروجين مع الطّبيب لاتّخاذ القرار المُناسب؛ لأنّها قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرّحم.
- إزالة ندب الرّحم جراحيّاً قد تُفيد في استرجاع الدّورة الشهريِّة.
- إزالة ورم الغدّة النخاميّة باستخدام الأدوية أو الجراحة أوالعلاج بالاشعّة.