أهمية موقع مكة المكرمة
مكة المكرمة هي المدينة الأولى المقدسة والمفضلة لدى العديد من المسلمين، بها المسجد الحرام، والكعبة المشرفة والتي تعد قبلة المسلمين في صلاتهم. تقع مدينة مكة المكرمة غرب المملكة العربية السعودية، وتبعد عن المدينة المنورة بـ 400 كيلو متر مربع، ومن أقرب الموانىء إليها ميناء جدة الإسلامي، وأقرب المطارات إليها مطار الملك عبد العزيز الدولي. ويبلغ ارتفاع مكة المكرمة عن مستوى سطح البحر حوالي 277 متراً. وتعد مكة المكرمة منطقة مأهولة بالسكان، حيث بلغ عدد سكانها حوالي 1675000 نسمة.
كانت مكة المكرمة في بداياتها قرية صغيرة، تحيط بها الجبال من كل الجهات، حتى انتقل إليها السكان واستقروا فيها في زمن سيدنا إبراهيم وإبنه اسماعيل، عندما ترك ابراهيم زوجته هاجر وابنه اسماعيل فيها؛ امثثالاً لأمر الله.
ومكة المكرمة من أقدس المناطق؛ لأنها تضم العديد من المعالم الدينية المهمة؛ كالمسجد النبوي، والمسجد الحرام حيث يضم باسمه الكعبة المشرفة، والحجر الأسود الذي وضعه النبي محمد “صلّى الله عليه وسلّم” في زمن قريش عندما اختلفوا في وضعه على جدار الكعبة. ومن الحديث الذي يدل على أهمية وقداسة هذا المكان، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي “صلّى الله عليه وسلّم” قال: ” لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد هذا، والمسجد الأقصى “.
كما تضم مكة المكرمة آثاراً تساعد في زيادة السياحة الثقافية إليها، ليزورها العديد من السياح من كل أنحاء العالم، مثل: جبل النور الذي يضم غار حراء حيث كان يتعبد به النبي محمد “صلّى الله عليه وسلّم” ، ونزول الوحي إليه في هذا المكان ، وأمر سيدنا جبريل لمحمد بالقراءة والعلم . وأيضاً هناك جبل ثور الذي مكث فيه سيدنا محمد “صلّى الله عليه وسلّم” مع صاحبه أبي بكر أثناء الهجرة إلى يثرب. وجبل عمر ، وجبل خندمة ويقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد الحرام، وجبل عرفة وهو الجبل المهم جداً حيث أنه يعد ركن من أركان الحج في التاسع من شهر ذي الحجة، وجبل قيقعان ” جبل القرن “، واخيراً جبل الطارقي الذي يقع في مشعر منى.
موقع مكة المكرمة وأهميتها التاريخية ساعد بشكل كبير في دعم اقتصاد المملكة العربية السعودية، فقديماً كانت محطة القوافل بين الشمال والجنوب في عصر الجاهلية، وعلى مرّ الزمن ساهم في إقامة الأسواق المهمة كسوق عكاظ وسوق مجنة وسوق ذي المجاز. أمّا في العصر الحالي تمحورت الأهمية الإقتصادية حول المواسم الدينية والإنفاق الحكومي، فموسم الحج والعمرة هو مصدر دخل أساسي لأهل مكة، حيث أغلب السياح يحرصون على أخذ الهدايا والذكريات الجميلة في هذه الأرض المطهرة. كما أن دعم البترول في أرض السعودية جعلها تنفق حوالي 50 مليون دولار لتنمية البنية التحتية لمكة المكرمة والمدينة المنورة، وتوفير حاجات السياح وتنفيذ المخططات التنموية، وتشييد الطرق وتعبيدها.
كما تضم مكة المكرمة العديد من الأسواق التي تعتمد فيها على بيع السلع، كسوق العتيبية، وسوق ذي المجاز، وسوق الحجاز، وسوق الضيافة، وسوق العزيزية المركزي، وسوق بلازا، وسوق شارع الستين. ومن مساجدها: مسجد التنعيم، ومسجد نمرة، ومسجد الخيف، ومسجد الإجابة، ومسجد البيعة، ومسجد الراية. ومن مقابرها المهمة : المقبرة العامة في مكة ” مقبرة المعلاة ” والتي تقع في بداية طريق الحجون وتضم بعضاً من قبور زوجات النبي “صلّى الله عليه وسلم” كقبر زوجته خديجة بنت خويلد وأم المؤمنين عائشة – رضي الله عنهما -.