أنس بن مالك
محتويات المقال
صحابة رسول الله
تميّز جيل صحابة الرّسول – عليه الصّلاة والسّلام – بأنّهم كانوا خير الأجيال على الإطلاق، وقد اكتسبوا هذه المكانة العظيمة والشّرف الكبير بسبب المواقف التي وَقَفوها في خدمة الدّين والذّود عنه، كما مَثّلتْ أولى فترات التّاريخ الإسلامي مرحلةَ المخاض لِولادة الدّولة الإسلاميّة الأولى في المدينة المنوّرة، وذلك بعد الآلام والمعاناة التي تحمّلها المسلمون من قِبَلِ كفّارِ قُريش، إلى أنْ شاء الله التّمكين لهذا الدّين.
من بين صحابة رسول الله برز اسمُ الصّحابي الجليل أنس بن مالك - رضي الله عنه - كواحدٍ من كبارِ الصّحابة الّذين تشرّبوا في قلوبهم حُبَّ النّبي والإسلام، حتّى أضحى هَمُّ تبليغِ دين الله تعالى شُغلُهم الشّاغل. في هذا المقال حديثٌ عن الصّحابي أنس بن مالك، وعن أبرز محطّات حياته، وجوانباً من سيرته العطرة.
أنس بن مالك
ولادة أنس بن مالك ونشأته
ولد أنس بن مالك في المدينة المنوّرة في السّنة العاشرةِ قبل الهجرةِ النّبويّة الشّريفة، وقد كان أبوه مالك بن النّضر من بني الخزرج في المدينة، وأمّه هي أمّ سليم بنت ملحان التي آمنت بدعوة الإسلام مع ابنها، وقد رفض والد أنس الإيمان بالرّسالة فَرَحل إلى الشّام حيث مات هناك كافرًا.
بعد ذلك تزوّجت أمّ سليم من أبي طلحة الأنصاري، وكان من بين إخوة أنس - رضي الله عنه - البراء بن مالك، وزيد بن مالك - رضي الله عنهما -، وأخوه من قِبَل أمّه أبو عمير، الذي كان يُمازحُهُ النّبي الكريم وهو طفلٌ صغير.
علاقة أنس بن مالك بالنّبي الكريم
كانت علاقة أنس بن مالك بالنّبي – عليه الصّلاة والسّلام – علاقةً وثيقةً؛ حيث لازم النّبي الكريم مُنذُ قُدومه إلى المدينة المنوّرة مُهاجراً، وقد كان عُمُر أنس – رضي الله عنه – حينها هو عشر سنوات حين أَتَتْ به أُمّه (أمّ سليم) إلى رسول الله لِتعرضَ عليه أنْ يَكونَ أنس خادمًا وكاتبًا بين يديه.
أحبّ أنس النّبي الكريم حبّاً عظيماً، ووصف تعامله الرّفيق معه؛ إذ إنّه لم يُعنفه يومًا، ولم يسبّه أو يغلظ له في القول، كما لم يَأمره بشيءٍ من حوائج الدّنيا ولم ينهه عن شيء، وقد وَصف أنس النّبي - عليه الصّلاة والسّلام - في أحاديثه، حينما حدّث بأنّه لم يمس كفّاً ألين مِن كَفِّ رسول الله، ولم يَشتَم رائحةً أجمل وأزكى من رائحة رسول الله.
وفاة أنس بن مالك
دعا النّبي – عليه الصّلاة والسّلام – للصّحابي الجليل أنس بن مالك أنْ يُكثِّر اللهُ ماله وولده، وقد استجاب الله دعاء نبيّه؛ حيث كان لِأنس الكثير من الأولاد والأحفاد، كما طال عُمُرُ أنس – رضي الله عنه – حتى كان آخر من تُوُفّي من صحابةِ رسول الله، وكان ذلك في العام الثّالثِ والتّسعين للهجرة، رضي الله عنه وأرضاه .