أضرار مشاهدة الأفلام الإباحية
محتويات المقال
مفهوم الأفلام الإباحية
يُقصد بالأفلام الإباحيّة تلك الأفلام التي تقوم بعرض مشاهد لرجالٍ ونساءٍ دون ستر أجسادهم ودون مراعاة الآداب العامة، إمّا باستعراض أجسادهم وأبدانهم العارية، أو بتصويرهم ضمن مشاهد يمارسون فيها علاقاتٍ جنسية.[١]. يقوم المُتابع بمشاهدة هذه الأفلام عبر إحدى وسائل التكنولوجيا المُنتشرة، كالتلفاز أو الهاتف الذكّي، أو أجهزة الحاسوب،[١] ممّا يُؤدّي طولُ التّحديق لهذه الأفلام -بصرفِ النّظر عن محتواها- عبر هذه الوسائل إلى إجهاد العينين، وإضعافٍ البصر، وإهدار الوقت دون أدنى قيمة.[٢]
أضرار مشاهدة الأفلام الإباحية
لمشاهدة الأفلام الإباحية الكثير من الأضرار، سواءً على الفرد نفسه أو على مُجتمعه، ومن هذه الأضرار:
الأضرار المُترتّبة على الفرد
- تتسبب بمشاكل في الارتباط والاتصال مع الزوج وشريك الحياة.[٣]
- تتسبب بوضع المُدمن في جوّ من الخيال البعيد عن الواقع، وتجعل ممارسة الجنس لديه عمليّةً افتراضيّةً، ممّا يُؤثّر على علاقته مع شريك الحياة لتحولها إلى علاقة ممارسة للجنس فقط، ممّا يُفقده شعور السعادة بشكلٍ تدريجي، وقد تتسبّب بعد ذلك في وقوع المدمن بالفشل في علاقته الزوجيّة.[٤]
- قد تتسبّب المواد الإباحيّة والإدمان عليها في إقدام الشخص المُدمن على مُمارسة أفعال جنسيّة أخرى قد تُؤدّي به في نهاية المطاف إلى إصابته بأمراض سببها الرئيسي تلك السلوكيّات والعلاقات المُحرّمة التي قام بها، كمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، ومرض السيلان.[٣]
- تتسبّب في إحراج شريك الحياة في حال حاول مُدمن هذه الأفلام تنفيذ المقاطع الإباحيّة التي يراها، لأنّ هذه المقاطع بمُجملها لا تكون على قدرٍ من المنطق والواقعيّة.[٣]
- تتسبّب في خلق مشاكل مع شريك الحياة لعدم رضى الطّرف الآخر عن شريكه مهما بلغَ الشّريك أقصى طاقاته في إرضاءه، وذلك لرؤية المُدمن أنّ شريكه غير قادر على إشباعه جنسيّاً كما تفعل تلك الأفلام.[٥]
- تتسبّب في عدم بلوغ المُدمن للإثارة الطبيعيّة الناتجة عن سلوكٍ جنسيّ فطريّ، وذلك بسبب رؤيته للمواد الإباحية بشكل مُعتاد.[٣]
- تتسبّب في إحراج شريك الحياة في حال حاول مُدمن هذه الأفلام تنفيذ المقاطع الإباحيّة التي يراها؛ لأنّ هذه المقاطع بمُجملها لا تكون على قدرٍ من المنطق والواقعيّة.[٣]
- قد تتسبّب في تدهور الحالة الاقتصاديّة للشخص المُدمن، وذلك بسبب سعيه الدائم للحصول على الأفلام والمواد الإباحيّة التي لا يُشبعه منها ما شاهده، فيسعى للحصول على كل جديد، ويصرف ماله على ذلك.[٣]
- تتسبّب في أضرار على عمل المُدمن ووظيفته؛ بسبب غيابه عنه أو مُتابعة هذه المواد في موقع العمل.[٣]
- تتسبّب في إيجاد ضغطٍ نفسي على المرأة في حال مشاهدتها الأفلام الإباحيّة قبل الزواج، ممّا يُشعرها بالانتقاص والإهانة لنفسها وأنوثتها، وعدم الاكتفاء بها دون النّساء، فيوجِدُ مشاعر سيئة وسلبية تجاه الرجل من قِبلها.[٦]
- وفق دراسة قام بها باحثون في معهد ماكس بلانك فيبرلين عاصمة ألمانيا، المعهد المُختصّ بالتطوّر البشريّ، توصّلوا إلى اختلاف في حجم جزء الدماغ المُسمّى (striatum) لدى الرجال المُدمنين على الأفلام الإباحيّة الذي يكون أصغر مُقارنةً بالرجال الذي لا يُشاهدونها. ومن الجدير بالذكر أنّ ذلك الجزء من الدّماغ يقوم بعمليّة التحفيز والتشجيع والمُكافأة في الدّماغ. كما توّصلوا إلى تدهور القشرة المُخيّة الجبهيّة في علاقة طرديّة ومشاهدة الأفلام الإباحيّة.[٣]
- تتسبّب في توجّه الشّباب لشراء وتناول المُنشّطات الجنسيّة بصورةٍ مبالغ بها كي يستطيعوا المُوافقة بين ما يشاهدوه وبين الواقع، ويقود الاستخدام الخاطئ لهذه المنشطات إلى تدفّق الدم بصورةٍ غير طبيعية لم يعتدها الجسم سابقاً، ممّا يُعوّد الجسم عليها وعلى كميّة الدم المُتدفّق جرّاء تناولها، فيُسبّب الإدمان عليها لأنّه لن يصل لوضعٍ يرضى فيه ويكتفي منه جنسيّاً إلا بتناولها مراراً.[٦]
- قد تتسبّب في ضعف الانتصاب لدى الرجل نتيجةَ الحالة النفسيّة السيئة التي تجتاح المُدمن، ممّا يجعله غير قادر على الاستجابة لأي مُؤثّر طبيعيّ، وهذا يزيد العبء على شريكة حياته التي تعمل على إثارته وجذبه حتّى لو كانت على قدرٍ كبير من الجمال.[٧]
- تتسبّب بأضرار على الرجال؛ متزوجين كانوا أم لا، لأّنها قد تُصيبهم بأمراض عضويّ، كالتهاب البروستاتا، والتهاب المجرى البوليّ الذي يُؤدّي إلى مرض التبّول الليلي اللاإرادي، واحتقان الغدد التناسليّة، وتضخم البروستاتا في عمرٍ مبكر.[٦]
الأضرار المُترتّبة على المُجتمع
- تتسبّب في سلوكٍ غير طبيعيّ ضد المرأة من عنفٍ وقسوة، بحسب دراسة علميّة نُشرت عام 2011م في مجلة مُختصّة بعلم الأعصاب الجراحيّ.[٣]
- تتسبّب في سلوكات غير طبيعيّة تجاه الأطفال، كالاعتداءات الجنسيّة عليهم في الواقع.[٣]
- تتسبّب في خسارة اقتصاديّة للمُجتمعات لأجل إنفاق الكثير من الأموال على صناعة المواد الإباحيّة.[٣]
الأضرار المُترتّبة على الأطفال
يكون الخطر كبيراً عند مشاهدة الأطفال الذين تكون أعمارهم تحت 14 سنةً للأفلام الإباحيّة، حيثُ توصّلت الدراسات إلى أنّ الأطفال بهذا العُمر يتأثّرون بشكل كبير بمشاهدة هذه المواد، إذ تقوم بإحداث تغيير كبير ودائم في مُكوّنات دماغه وتُحدث تأثيراً في سلوكاته، ولوحظ انحراف سلوكات الأطفال الذين يُشاهدون المواد الإباحيّة في مستقبلهم.[٤]
ويكونُ الخطر الأكبر في كونِ هذه الأفلام تعمل على إحداث تغييرات أبديّة في دماغ الطفل المُشاهِد لها، ممّا يترتّب على ذلك تغيُّر في أفعاله وأفكاره وقناعته، لتصل إلى اعتياد فكرة مُمارسة الجنس، واعتبارها شيئاً طبيعيّاً أساسيّاً في المستقبل. ويقول الدّكتور فكتور كلاين في مقالة له أنّ المشاهد الإباحيّة الفاحشة تعمل على تطوير سلوك وفعلٍ شاذ لدى مُشاهدها، إذ تزيد من احتماليّة ارتكابه لجريمة أخلاقيّة، كالاغتصاب، والتحرّش، والاعتداء الجنسيّ، ومُعاكسات الأطفال.[٤]
حقائق حول مشاهدة الأفلام الإباحية
هُناك بعض الحقائق المهولة والمُخيفة حول مُشاهدة الأفلام الإباحيّة، ومنها:[١]
- ما يُقارب 9 فتيان من أصل 10 يُتاح لهم مواد إباحيّة قبل بلوغ سن 18.
- وفق دراسات، فإنّ عمليّة بحث واحدة من أصل 8 عمليّات بحث على الإنترنت حول العالم هي عن المواد الإباحيّة.
- أكثر من عمليّة بحث واحدة على الهواتف من أصل 5 عمليّات هي عن المواد الإباحيّة.
- يفوق احتمال نظر الرجال للمواد والأفلام الإباحيّة عنها لدى النّساء بنسبة تبلغ 543%.
- يزداد احتمال النظر للمواد الإباحيّة عند الأشخاص الذين سبق ومارسوا الزّنا بنسبة تبلغ 218% عن الأشخاص الذين لم يسبق لهم ذلك.
- يزداد احتمال النظر للمواد الإباحيّة عند الأشخاص الذين سبق لهم أخذ المال مُقابل ممارسة العلاقة بنسبة تبلغ 270% عن الأشخاص الذين لم يسبق لهم ذلك.
- يقلّ احتمال النظر للمواد الإباحيّة بنسبةٍ تبلغ 63% عند الأشخاص الذين يشعرون بالسعادة مع أزواجهم.
- يقلّ احتمال النظر للمواد الإباحيّة بنسبةٍ تبلغ 45% عند الأشخاص الذين يعيشُ معهم أولاد في سن المراهقة في البيت.
- يتعرّض ما يُقارب من 64-68% من الرجال البالغين وما يُقارب من 18% من النساء للأفلام والمواد الإباحيّة بشكل عام، مرّةً واحدةً على الأقل خلال الأسبوع.
- ما يُقارب 39% من مُمثّلي ونجوم المواد الإباحيّة تعاطوا حبوباً مهلوسة لكي يستطيعوا تقبُّل الوضع الذي يتعرّضون له أثناء تمثيل هذه المواد؛ 44% منهم تعاطوا مادة الكوكايين، 50% منهم تعاطوا وتناولوا مُخدّر الإكستازي، وما يُقارب 79% منهم تعاطوا الماريجوانا، مما يُشير إلى نسب كبيرة وخطيرة.
- ما يُقارب 7% من مجموع مُمثّلي المواد الإباحيّة مُصابون بفيروس HIV الذي يُسبّب مرض نقص المناعة المُكتَسبة (الإيدز).
- صناعة الإباحيّة في أميركا تُحقّق أرباحاً سنويّةً بما قيمته 20 مليار دولار.