أسئلة طفلك المحرجة ، طريقه التعامل مع أسئلة طفلك المحرجة
الشغف المعرفي المبكر رغم براءته، إلا أنه يمثل تحدٍ تواجهه كل أم، حيث يتجسد في أسئلة لا تنتهي تتلقاها الأم من أطفالها، بعضها طبيعى والآخر محرج يحير الأم في الإجابة عليه ويجلب حمرة الخجل أحيانا إن حضره آخرون، فتقف الأم محرجة مترددة بين إعطاء الجواب الصحيح أو الكذب والتملص من السؤال. وفي حال أعطت الإجابة الصحيحة فكيف ستوصلها إلى عقل الطفل الصغير، وكيف ستتصرف بدون أن تكذب على الطفل؟
بداية يجب أن تعرفى أن الذي يدفع الطفل لهذه الأسئلة نشاطه العقلي، وحبه للمعرفة، وجذب انتباه الكبار إليه. وعدم الإجابة عن هذه الأسئلة يقتل دافع الفضول وحب الاكتشاف في نفس الطفل. والتساؤل هنا أمر طبيعي، فإن رغبة الإنسان الشديدة في اكتشاف حقائق الأشياء من الخصائص والصفات الفطرية التي أودعها الله في البشر بحكمته البالغة كي يساعد الناس على الرقي والسمو لكي يحل الكثير من المعضلات ويصل إلى الاكتشافات والاختراعات
ويخطئ الآباء والمربون في الضيق والتهرب من أسئلة الأطفال وعدم الرد عليها، أو يردون عليها ردودًا مبهمة أو بعيدة كل البعد عن الحقيقة أو بإعطائهم إجابات طويلة معقدة تربك الطفل، وتحير عقله الصغير. يجب أن تكون إجاباتنا عن أسئلة الطفل صادقة ومبسطة بحيث يهضمها الطفل. فمثلا إذا سأل الطفل: «أنا من أين جئت؟» أو من أين جاءت أمي بأخي الصغير؟» فيمكن أن تقول الأم إنها وضعته في المستشفى، وبذلك تكون صادقة ولم تكذب عليه، ومن ثم لا يكتشف عندما يكبر أنها كذبت عليه
المهم أن القاعدة الأساسية في الإجابة عن أسئلة الأطفال أن تكون إجابات بسيطة قصيرة دون الدخول في التفاصيل، ويلاحظ أن الإجابة غير الصادقة وغير الكافية تجعل الطفل يفقد الثقة في والديه ويبتعد عن الحياة الاجتماعية. وقد تسأل طفلة صغيرة «لماذا لا ألد؟» والإجابة الصحيحة السهلة تختصر في الآتي: «عندما تكبرين ستتزوجين.. وعندئذ سوف تلدين طفلاً». ولو سأل الطفل: «لماذا لا نستحم أنا وأختي معًا؟» تكون الإجابة: «لأنك الآن صرت كبيرًا، كما صارت أختك كبيرة، والكبار يستحمون وحدهم» .. إليك بعض النصائح الهامة التى يجب مراعاتها مع أسئلة صغيرك..
أولاً: ينبغي أن ننزل إلى مستوى الطفل ولا نكلمه من فوق. بمعنى ألا ننسى ونحن نتحاور مع أطفالنا أنهم لا يزالون أطفالاً، وهناك بعض الألفاظ والتعبيرات العلمية التي قد لا يفهمونها
ثانياً: توافق الإجابة مع سن الطفل الذي يسأل، فالطفل الذي في الثالثة من عمره يختلف في إدراكه عن طفل المرحلة الابتدائية. وبناءً عليه فالإجابة التي تقنع طفل في الحضانة لا تكاد تقنع طفلاً في العاشرة من عمره.
ثالثاً: مراعاة دقة الإجابة وبساطتها وتدرجها، وهذه الملاحظة –في الحقيقة– صعبة من الناحية العلمية. فلو أعطينا الطفل إجابة فيها مخادعة فإنه ومع الوقت سيفقد ثقته فينا.” وأيضاً يثق بك– أي الطفل– إن كنت صادقاً معه سواء الصدق في المعلومات التي تقدمها له، أو الصدق في المواعيد التي تعده بها. فتبسيط الإجابة بحيث تناسب عقلية الطفل لا تعني أن نقدم إجابة خطأ عن سؤاله أو نقدم معلومة غير صحيحة
رابعاً: الاستعانة بأمثلة من الواقع. أحياناً ولكي يفهم الطفل الحقائق المرتبطة بالجنس والتكاثر نحتاج لأن نقدم له أمثلة من عالم النبات أو من عالم الحيوان، وفى الثقافة البريطانية لا يزال يستعمل مصطلح “النحل وتلقيح الزهور”. كتعبير عن حقائق الحياة الجنسية عند البشر، وفي الثقافة الريفية والبدوية يشاهد الأطفال الحيوانات المتنوعة أثناء تلاقحها وولادتها
خامساً: فلتكن أول من يرشد الطفل وأول من يمده بالمعرفة، حيث أن الطفل لديه فضول ويريد أن ويسأل فمن الأهمية بمكان أن الوالدين هما أول من يقدما له المعرفة؛ لأن الطفل يصدق من يقول المعلومة أولاً
سادساً: لا تقدم الحقائق دفعة واحدة، بل أجب على سؤال الطفل دون أن تعطيه كل المعرفة مرة واحدة لئلا يرتبك وتختلط الأمور في عقله، وبعدما يعرف الطفل إجابة سؤاله لا مانع من تكرار المعلومة عدة مرات في مناسبات مختلفة كلما كانت هناك فرصة مناسبة حيث إن تكرار المعلومة يؤدى تثبيتها وتأكيدها
سابعاً: الحوار مع الطفل :من الرائع أن تأخذ التربية الجنسية شكل الحوار، وقد يكون الحوار وسيلة لنتعرف على ما في عقول أطفالنا وما يعرفونه، وما لا يعرفونه، فتكون هذه فرصتك لتقديم الإرشاد والمعرفة لطفلك، أحياناً يسأل الطفل سؤالا ذكيا غير مباشراً نفهم منه أنه يبحث عن تفسير لأمر ما جنسي مثلاً، فمن خلال الجو الودي للحوار نسمع لأطفالنا ولأسئلتهم المباشرة، وغير المباشرة ونجيبهم بكل صراحة ووضوح