أدمان , الأنترنت .. !
عجبني الموضوع ف نقلته .. يمكن لاني اعاني من ادمان , وفيه سبب ذكّر بالمقاله – الارجح من اسباب ادماني له , والانترنت متشعب , بحيث اني افكر عن حاجة معينه بالانترنت مثل , ومصممه ابحث عنها – , ما الاقي نفسي الا بصفحات متشعبه وانغمس فيها تلقائيا ً , بعيده عن الشيء الي في بالي .. :11pidarro
**
هل الجلوس لساعات طوال للتعامل مع شبكة الانترنت يعد سلوكاً إدمانياً ؟ واذا افترضنا أنه سلوك إدماني ، فما هي أضرار الإدمان على الانترنت ؟ واذا تبينا ان هناك اعتماد وسوء استخدام للانترنت ، فما هي سبل العلاج منه ؟
وللاجابة على هذة التساؤلات : نبدأ أولاً بتعريف ما هو إدمان الانترنت ؟ وما هي أشكال الادمانات المتعددة ؟
فالادمان كتعبير لغوي يشير إلى شكل من أشكال فقد السيطرة على السلوك ، مما يعجز أمامه المرء عن ايقاف هذا السلوك غير المرغوب ، بالرغم من عواقب هذا السلوك على الفرد من حيث القلق والتوتر وتغير المزاج للاسوأ وغيرها من اعراض الانسحاب سواء على المستوى النفسى او البدني او الاجتماعي .
واذا ما نظرنا نظرة فاحصة وجادة على الاشكال المتنوعة من الإدمان( غير الدوائي ) نجد منها : إدمان العمل ، إدمان التسوق وهوس الشراء ، إدمان المخاطرة سواء بالرياضات الخطرة كالدرجات البخارية والتزحلق على الجليد فى اماكن خطرة وغيرها من إدمانات الخطر ، وإدمان الطعام ، وإدمان التدريبات البدنية ، إدمان المضاربة فى الاوراق المالية ، إدمان المراهنات والمقامرة ، وإدمان شاشة جهاز الكمبيوتر، وإدمان مواقع وشبكة الانترنت .
ونحاول الآن استعراض شكل من أشكال السلوك الادمانى الذى ينتشر حالياً كظاهرة خطيرة فى مجتمعاتنا العربية ، ألا وهو الادمان على الانترنت :
إن الشخص الذى يستعمل الانترنت فى بداية الامر قد يكتفى بساعة او ازيد قليلا ، ويصاحب ذلك الشعور بالمتعة والغبطة فى بادىء الامر ومع تكرار محاولات الاستعمال واكتشاف المواقع المختلفة والمتنوعة والانفتاح على العالم الخارجى باسرة واكتشاف ما يدور بة والاطلاع على ثقافات واجناس مختلفة يبدأ التحول من حب الاستطلاع والفضول إلى تولد شعور ملح بالحاجة الى المزيد والمزيد ومن ثم فقد القدرة على السيطرة النفس وعدم التحكم فى التوقف على حب الاستطلاع والفضول أملاً فى الوصول الى نفس المتعة السابقة والشعور بالراحة والحالة المزاجية المنبسطة التى كان يحققها فى بداية تعامله مع الانترنت ، ويجد المستعمل نفسه اذا توقف عن الدخول الى شبكة الانترنت فى حالة من الاعراض الانسحابية.. وهو يعاني من القلق والتوتر وحدة المزاج والعصبية الزائدة واحيانا اخرى من الخمول وقلة النشاط ناهيك عن الانسحاب الاجتماعى وتقطع التواصل الاجتماعى الواقعي .
وقد قامت جمعية الاطباء النفسيين الامريكية بنشر دراسة اجريت على 500 من مستعملي الانترنت بإفراط ، كانت تصرفاتهم تقارن بالاعراض المعروفة فى تشخيص الادمان على المقامرة ، واعتمادا على الأعراض فإن 80% من الذين شاركوا فى هذة الدراسة والذين تم تصنيفهم على انهم مدمني انترنت ، اظهروا ادمانا واضحا فى سلوكهم النمطى وكانت النتيجة النهائية التى توصلت اليها هذه الدراسة ” ان استعمال الانترنت بافراط يؤدى بصورة مؤكدة الى تدمير الحياة الاكاديمية والاجتماعية والمالية والمهنية بالطريقة نفسها التى تقوم بها اشكال الادمان الاخرى الموثقة بصورة جيدة مثل المقامرة والكحول والمخدرات ” .
وإذا استعرضنا الأسباب التى تدفع بمستعمل الانترنت الى الوقوع فى براثن الادمان على الانترنت سنجد بعضا منها يتمثل فيما يلي :
– عدم القدرة على التعامل مع الضغوط الحياتية اليومية
– عدم القدرة على مواجهة المشكلات
– عدم القدرة على شغل وقت الفراغ بهوايات متنوعة
– عدم القدرة على اقامة علاقات اجتماعية جيدة بسبب الخجل او الانطواء
– الشعور بالخواء النفسى والوحدة
– الهروب من الواقع بضرب من الخيال فى علاقات تفتقد فيها الحميمية مع الاخر
– تجنب مواجهة الاخر وجها لوجه سواء كان الاخر الأسرة او الزوجة
– المعاناة من بعض الاضطرابات النفسية المتمثلة في الاكتئاب ، القلق ، اضطرابات النوم ، التلعثم ، الرهاب الاجتماعي ، وغيرها من الاضطرابات والامراض النفسية والهروب من مداوتها على يد متخصصين
– الافتقاد الى الحب والبحث عنه من خلال الانترنت
– الاغتراب النفسي
– الهروب من الواقع وما يحيط به من اعراف وتقاليد وقوانين منظمة تفرض ضروبا من القيود على الافعال والكلام مما يدفع الشخص الى الانفصال عن خلجاته ونفسه والدخول فى شخصية اخرى من ضرب خياله ( تناقض وجداني) يعمل على عدم نضج الشخص ويعوق نموه النفسي
– وغيرذلك .. من المسببات التى تدفع بالفرد الى الادمان على الانترنت .
هذا وقد بينت الدراسات النفسية ان اكثر الافراد تعرضا لخطر الاصابة بمرض ادمان الانترنت ، هم الافراد الذين يعانون من العزلة الاجتماعية ، والفشل فى اقامة علاقات انسانية طبيعية مع الاخرين والذين يعانون من مخاوف غامضة اوقلة احترام الذات ، والذين يخافون من ان يكونوا عرضة للاستهزاء او السخرية من قبل الاخرين ، هؤلاء هم اكثر الناس تعرضا للاصابة بهذا المرض .. حيث قدم العالم الالكترونى لهم مجالا واسعا لتفريغ مخاوفهم وقلقهم واقامة علاقات غامضة مع الاخرين تخلق لهم نوعا من الالفة المزيفة فيصبح هذا العالم الجديد الملاذ الآمن لهم من خشونة وقسوة عالم الحقيقة .. إلى أن يتحول عالمهم هذا الى كابوس يهدد حياتهم الاجتماعية والشخصية بالخطر .
– سبل الوقاية والخروج من الادمان على الانترنت :
هناك بعض المهارات المعرفية والسلوكية التي تمكن الفرد من كسر قيود السلوك الادماني والتحرر منه ومثلاً :
– على الفرد ان يحرر نفسه من النمطية فى حياته وعليه ان يخلق لنفسة بعض الانشطة والهوايات لخلق تناغم وتنوع في أسلوب حياته .
– على الفرد ان يدرب نفسه على اسلوب حياة صحي ، حيث يكون لديه مواعيد للنوم والاستيقاظ ، ومواعيد لتناول الوجبات دون اسقاط بعض الوجبات .
– تعلم المزيد والمزيد من المهارات المختلفة : لغة اجنبية ، رسم ، عزف على الة موسيقية ، تعلم حرفة من الحرف ، او ان يقوم بتعليم الاخرين مهارة يمتلكها ، الاشتراك فى الاعمال الخيرية او التطوعية ، او الانشطة الاجتماعية من خلال منظمات وجمعيات المجتمع الاهلى .
– أن يقوم الفرد بممارسة بعض التمرينات والتدريبات الرياضية ، فى الهواء الطلق ويفضل فى وسط مجموعة من الآخرين او مع الاصدقاء او احد افراد الاسرة .
– أن يخطط الفرد لممارسة مجموعة من الانشطة المشتركة مع الاصدقاء او افراد الاسرة ، مثل التخطيط لرحلة ، أو زيارة الاقرباء المحببين الى قلبه او بعض الاصدقاء .
– أن يخطط الفرد لخلق نسيج اجتماعى من العلاقات مع الاخرين ويدعم العلاقة مع الآخر بشكل يوثرعلى الفرد ويخرجه من عزلته .
– أن يقاوم فكرة الجلوس امام شاشة الكمبيوتر بكل عزم وقوة لخلق ارادة قوية واعية من خلال الالهاء السلوكي والذهني فعندما يشعر الفرد بحاجة ملحة للجلوس امام شاشة الكمبيوتر يقوم ببعض الاعمال والانشطة اليدوية المختلفة مثل تنظيف المنزل ، اجراء محادثة تليفونية مع شخص مقرب ، اعداد اعمال مؤجلة للغد ، الوضوء والصلاة وقراءة القرأن الكريم والدعاء ، اعداد وجبة غذائية متكاملة لنفسك ولافراد اسرتك .
– أن يقوم الفرد بعملية غزو تعليمي معرفي ، اى أن يقرأ عن ادمان الانترنت ومدى خطورته ، بغرض تغيير معتقداته الخاطئة وتصحيحها .
– أن يتعلم الفرد ان يدرب نفسه على مهارات الاسترخاء البدني والذهني ، وممارسة رياضة التأمل لراحة الجهاز العصبى وتجديد الطاقة البدنية والذهنية .
– يفضل فى النهاية أن يستعين مريض الادمان على الانترنت بمساعدة من الاختصاصين النفسيين ولاسيما المدربين على علاج الادمان للخروج من براثن هذا الإدمان والتعافي منه من خلال البرامج العلاجية المتنوعة وبرامج العلاج الجمعي ومنع الانتكاسة والتأهيل .