تكوين الصداقات
محتويات المقال
محتويات
- ١ مقدمة
- ٢ فطرة الإنسان
- ٣ تكوين الصداقات
- ٤ كيفية تكوين الصداقات
مقدمة
من عظمة الخالق أنه أودع فينا روح المحبة والإخاء، ورسم في قلوبنا القدرة على التعاطي مع الأخرين بالصورة التي يحتاجها المرء بشكلٍ مستمر، فلو أردت أن تكوّن علاقة ما، فما عليك إلّا أن تذهب لأي شخص تريد أن تقربه منك، وتبتسم في وجهه، فالابتسامة هي مفتاح العلاقات في كل زمان ومكان، ولها القدرة الخارقة على تكوين أهم وأجمل العلاقات التي قد تدوم معنا بدوام حياتنا، ومن الملاحظ حقاً أن هذه الحياة لا يمكن أن تسير كما نحن نريد، وإنّما تسير بالطريقة التي يراها الله مناسبة لعباده، فلا تجزع مثلاً إن أخذ الله منك شيئاً لأنّه في الغالب قد أعطاك شيئاً أهم بكثير ممّا تتخيل، وعندما يتصور لنا الحياة بشكل أو بآخر فإنّنا لا نريد منها إلّا بعض الأشخاص الذين كبروا معنا، وترعرعنا على أيديهم، فهم مفتاح الحياة الجميلة، والروح المرحة التي عشقناها منذ الطفولة.
فطرة الإنسان
أودعنا الله على هذه الأرض، وجعلنا غير قادرين على التأقلم فيها من تلقاء أنفسنا، فعندما ينزل الصغير من بطن أمه، تجده لا يعرف غيرها، ولا يطمئن إلّا على صدرها، ولو تركته قليلاً، وذهبت لتفعل أي شيء، فإنّه يبدأ بالبكاء المستمر، ففطرته التي خلق عليها جعلته يميز الأم التي أودعته في بطنها لمدة تسعة أشهر، وتحملت الآلام والأوجاع في سبيل تربيته، وابقائه مرتاحاً، وقادراً على التكيف مع هذه الحياة الصعبة، ولو أردت حقاً أن تعرف فطرة الإنسان، فما عليك إلّا أن تضع مولوداً على صدر غير صدر أمه، وستلاحظ أنه يعوف عنها ، وهذه إحدى عجائب قدرة الله فينا على هذه الأرض .
تكوين الصداقات
ولكي تكون قادراً على تكوين صداقة تدوم معك إلى الأبد عليك أن تعي جيداً أن هناك بعض الناس يستغلون هذه الصفة، من أجل أن يصلوا بها إلى أغراض غير صحيحة، فحاول أن تنتقي أصدقائك بالشكلِ الذي تراه مناسباً، فالصديق هو مرآة صديقه في الحياة، فإن كان صديقك سفيهاً مثلاً، فإنّ الناس سيأخذون عنك فكرة أنك مثله، ولن يقتنعوا أنك تختلف عنه في شيء، ولو أردت أن تحافظ على علاقة قد رسمتها بيديك، فكل ما عليك فعله أن تجعل طريقتك في الوصول إلى الصديق من أهم الطرق في هذه الحياة.
كيفية تكوين الصداقات
ولكي أكون علاقة صحيحة عليك أن تتبع بعض النصائح التي تساعدك في الحصول على علاقات جيدة ومستديمة وأهم ما في الأمر أنّها توضح لك الطريق الصحيح الذي يجب أن تسلكه في هذه العلاقات، ومن أهم هذه الأمور ما يلي:
- أن تكون على وعيٍ تام بضرورة معرفتك بهذا الصديق من قبل، وأن تعرف سلوكه وطباعه، وإن شعرت أنك تميل إليه وتريد أن تكون صديقاً له فلا بأس في ذلك، ولكن لا تحاول أن تتطاول على شيء منه، واجعل الأمور تسير ببطء فذلك أسلم لك على الدوام، فكم من الأصدقاء قد غششنا بجمال الابتسامة، وقتلنا السم الذي ينبع من قلوبهم.
- اجعل ابتسامتك طريقاً لكي تدخل بها إلى قلوب الناس، فكما أسلفنا فالابتسامة هي جواز سفرك وعبورك إلى القلوب، ولا تكن متكبراً أو جاحداً، وحاول أن تظهر الجميل من الداخل دوماً، ولا تكن لأحدهم الضغينة والكره، وسامح على الدوام، فإنّ الشخص الذي يسامح الآخرين سيجد في الغالب من يلتمس لتصرفاته العذر، ويجعله يبدو أنه على حق في جميع الأوقات.
- تقرب من الشخص قبل أن تتخذه صديقاً، وتعرف عليه عن قرب، وإن لاحظت أنه يشبهك في حياتك، وفي طريقة تصرفك فلا بأس في ذلك أمّا إن شعرت أنّه مختلف عنك فهذا أمر قد يجعل الأمور تسوء بشكلٍ كبير، وسيجعلك تشعر أنك أصبحت في ورطة بدلاً من علاقة جميلة جيدة، ولا تتهاون في ترك الأشخاص الذين تشعر أنهم لا يناسبوك في العمر أو القدر، وتعامل مع نفسك أنك غير مجبر على اتخاذ صديقٍ لا تشعر معه بالأمن أو الراحة أو أي أمر آخر، واستمع لرأي أهلك بما يخص أصدقاءك، فلهم النظرة الثاقبة التي تميز الجيد من الخبيث، ونصيحتهم تكون بفائدة لك.
- انتقاء الأصدقاء أمر مهم، فهم الأشخاص الذين ستقضي معهم معظم حياتك، لذا حاول أن تكون محبوباً بين الناس، وأن تكون قادراً على تدبر أمور حياتك، ولا تستهين بالكلمة الطيبة التي تعتبر صدقة كما ذكر النبيّ صلّى الله عليه وسلم، فهي تحبب الخلائق بك، وتجعلك أفضل من غيرك على الدوام، ولا تقصر تجاه أي شخص، وقم بتأدية الواجب مع الأشخاص الذين تميل إلى التعرف إليهم، سواء في الخير أو الشر، ولا تقاوم رغبة في القيام بالأمور الجنونية مع الأصدقاء، فهذه المرحلة تتطلب منك أن تكون خارجاً عن العادة.
- عليك أيها الإنسان تتذكر دوماً أن الصديق الذي ستنتقيه اليوم سيكون لك رفيقاً لعمرك ودربك ، فلا تستعجل في شيء، وحاول أن تكون بشكل أو بآخر الرجل الأول أو الأنثى الأولى في المجموعة التي يتخللها مجموعة من الأشخاص الذين تختلف أفكارهم وعاداتهم عن بعضهم البعض، ولا تحاول أن تكون سيداً عليهم، فكل ما في الأمر أن تبدو شخصاً محترماً في نظرهم، حتى لا تتهاوى علاقتك بهم عند أول مطب يحدث.
- صديقك الذي تحب أن تكون بجانبه من الممكن أن يحمل بعض الصفات المنفرة، فيجب أن تكون أنت المؤثر لا المتأثر، وحاول أن تغير من طباعه، ومن أسلوب حياته، وأن تثنيه عن الدرب الذي يسير عليه إن شعرت أنّه من الممكن أن يصلح حاله على يديك، فهذا سيجعلك تشعر بالرضا.
- حاول أن تتولى مسؤوليتك تجاه نفسك وتجاه الشخص الذي تريد أن يكون صديقاً لك، فلا تقلل من شأنه ولا تزيد من مكانته، وضعه دوماً في مكانته الحقيقية، وحاول على الدوام أن تتصرف على طبيعتك؛ لأنّ هذا الأمر قد يجعل الأشخاص يأخذون عنك فكرة غير التي عليك حقاً، لذلك فإنّ توضيح الأمور من أهم الأشياء التي يجب أن تتم بين الأصدقاء.
- لست مضطراً للكذب أو الخداع، لذلك حاول على الدوام أن تكون في نظر صديقك الشخصية التي تعطي الكلام الصافي بدون تجريح أو تقليل من القدر، وهذا ما يجعل العلاقات تتوطد، وتصبح أقوى من وقت لآخر.
- البعض يفضل الصديق الصادق، الذي لا يكذب، وهناك من يفضل الصديق الذي يجامل على حساب الحقيقة، فمن الممكن أن تكون هذين الشخصين مرةً واحدة، فمن الممكن أن تجامل أصدقائك وتظهر لهم المودة والحب، وفي نفس الوقت تقدم لهم النقد البناء، في صورة مهذبة حتى لا ينفروا منك، وتكون بالنسبة إليهم شخصية مزيفة ولا تمت للحقيقة بصلة.
- إنّ قدرتك على التحكم في علاقة الصداقة ستجعلها تنضج وتصبح أقوى، فحاول على الدوام أن تكون مثالاً طيباً لأصحابك، ولكن في حدود المعقول، فلا تمثل عليهم أنك مثاليٌ في كل أمور حياتك، لأن هذا أمر مستحيل، بل كن على الدوام الشخصية التي يطمح الجميع لمصادقتها.