معني علم النفس
محتويات المقال
محتويات
- ١ علم النفس
- ٢ أقسام علم النفس
- ٢.١ الانفعال
- ٢.٢ الانحراف السيكوباتي
- ٢.٣ البارانويا
- ٢.٤ الغريزة
- ٢.٥ السلوكيّة
- ٢.٦ الطبّ النفسي والإرشاد النفسي
- ٢.٧ الهو
- ٢.٨ الأنا العليا
- ٢.٩ الأنا
- ٢.١٠ الاستبصار
- ٢.١١ الاستبطان
- ٢.١٢ الإحباط
علم النفس
علم النفس هو العلم الذي يختصّ بسلوكيّات الفرد في ظاهرها وباطنها، كالأفعال التي يقوم بها، أو سلوكه الباطن (كالتخيّل والتفكير والتذكّر). بدأ هذا العلم الحديث عند إنشاء أوّل مختبرٍ في ألمانيا، وكان تخصّصه (علم النفس التجريبي) حيث قام العالم (فونت) في عام ألفٍ وثمانمئةٍ وتسعٍ وسبعين بإنشاء هذا المختبر الذي حوّل علم النفس لعلمٍ له منهجه وموضوعه القائم على مجموعةٍ من التجارب، وكان هذا المختبر هو نقطة انطلاقٍ نحو إحداث تطوّرٍ كبير في في المسيرة العلميّة لهذا العلم، الأمر الذي أدى إلى ظهور العديد من المدارس في أرجاء مختلفة من العالم، كالمدرسة السلوكيّة المتمثلة بـ (واطسن) ومدرسة التحليل النفسي المتمثلة بـ (سيجموند فرويد) ومدرسة الجشطلت المتمثلة بـ (فير تهايمر).
أقسام علم النفس
يقسّم علم النفس إلى عددٍ كبير من الفروع، منها علم النفس الفسيولوجيّ والعام والتربويّ، والنموّ، والاجتماعيّ، والعسكريّ، والجنائيّ، والمهنيّ وغيرها:
الانفعال
يُعرّف الانفعال في علم النفس على أنّه اضطرابٌ حادّ يصيب الفرد بشكلٍ كامل، حيث يؤثّر في كافّة سلوكياته ووظائفه الفسيولوجيّة الداخليّة، إضافةً لخبراته الشعوريّة، وهذا الانفعال الحادّ ناشئٌ في الأصل عن مصدر نفسي، حيث إنّه يؤدّي إلى استثارة الفرد عند مواجهته أي أمر أو موقف يشعر به بأنّه مهدّد أو أنّه سيؤذيه، في هذه اللحظه يتحوّل نشاطه ليصبح مركزاً على موضوع الانفعال، ويصاحبه عددٌ من التغيّرات الفسيولوجيّة الداخليّة (كعدد خفقات القلب، وارتفاعٍ في ضغط الدم واضطراب في عمليّة الهضم والتنفس) وغيرها.
الانحراف السيكوباتي
يعرّف على أنّه سلوكٌ لا أخلاقيّ أو مناهضٌ للمجتمع، وإصابة الفرد بهذا الانحراف تعني أن يسيطر عليه ليتحوّل إلى شخصيةٍ سيكوباتيّة، ويتميّز هذا السلوك بنزواته الكبيرة والعديدة دون أيّ مراعاةٍ للمسؤوليّة من نتائج تلك الأفعال، وينحصر جلّ هم هذا الشخص بإشباع اهتماماته النرجسيّة وملذاته الشخصيّة دون الاعتراف بحقوق واهتمامات وحق الآخرين.
البارانويا
فهي عبارة عن اضطرابٍ عقلي توصف بأنها حالةٌ نادرة، حيث تنمو بشكلٍ تدريجيّ حتّى تتحوّل إلى مزمنة، ويتميّز هذا الاضطراب بنظامٍ معقّد يبدو للوهلة الأولى بأنه منطقيٌّ من الداخل، ويتضمن مجموعة من الشكوك والهذيان والارتياب وشعورٌ بالاضطهاد، وهذا ما يجعل الشخص المصاب يسئ فهم أيّة إشارةٍ أو ملاحظة أو عملٍ صادر من قبل الآخرين، ويقوم بتفسيره على أنه نوعٌ من التقليل من شأنه والازدراء به، فيسعى بعدها للبحث عن أسلوبٍ لتعويض هذا العمل، فيتخيل بأنه عالمٌ بكل شئ وملمٌ بكافة الأمور، ومن هنا يحوّل نفسه إلى شخصٌ عظيم.
الغريزة
هي عبارة عن دوافع أساسيّة طبيعيّة في سلوك الفرد ونشاطه، حيث إنّ من شأنها تزويده بالقوّة الحيويّة الكفيلة بدفعه نحو الأمام بعد تحديد اهتماماته وغاياته. والغريزة هي سلوكٌ فطريٌ في الإنسان يولد معه، وتعمل على توجيه انتباهه نحو غرضٍ أو غايةٍ ما فيقوم يإدراكه، الأمر الذي يؤدي إلى تولّد شعور بإحساسٍ خاص حياله، لهذا فإنه يسعى إلى سلوك سبلٍ خاصّة بهدف الوصول إليه، وبمعنى آخر فإنّ للغريزة غرضاً محدداً بدقة ترمي إليه، على سبيل المثال فإنّ الغريزة الجنسيّة هدفها هو المحافظة على النوع من خلال الإنجاب والتكاثر، ومن هنا يتضح بأنّ لكلّ غريزة إحساسٌ خاصٌ بها وبأهدافها، حيث إنّ الغضب يثير الشعور بالحاجةِ إلى قتال، فيما أن الشعور بالهلع والخوف يولّد غريزة الحاجة إلى الهروب، أما التعجب من أمرٍ ما يثير غريزة الحاجةِ للبحث والاستطلاع.
السلوكيّة
هي واحدة من مدارس علم النفس، حيث تعتبر هذه المدرسة السلوك مجرّد (استجابةٍ فسيولوجيّة) للمؤثرات القادمة من البيئة الخارجيّة، وهي لا تأخذ بعين الاعتبار أيّة عوامل وراثيّة أو فكريّة أو الإرادة، إضافةً لاستبعادها كل ما هو غير ملاحظ، فالمنهج الذي تنتهجه هذه المدرسة هو منهجٌ موضوعيّ يتمحور موضوعه حول السلوك، وتهدف بشكلٍ أساسي إلى التنبؤ بسلوكيّات الفرد وتحديد الكيفيّة التي يمكن أن يستجيب بها لتلك المثيرات والعوامل الخارجيّة، يعتبر العالم واطسون هو رائد هذه المدراسة التي راجت في الولايات المتحدة الأميركيّة.
الطبّ النفسي والإرشاد النفسي
يهتم الطبّ النفسي بالكشف عن كافة الاضطرابات الشخصيّة إضافةً إلى تشخيصها ومعرفة كافّة أسبابها، ثمّ السعي إلى كشف أسباب سوء توافق الفرد، والعمل على ايجاد العلاج المناسب لها، ومن تلك الاضطرابات النفسيّة القلق وأسبابه، أمّا بالنسبة للإرشاد النفسي فهو مختصّ بالشخص السوي الذي يتواصل مع المرشد النفسي باستمرار بهدف النصح والمساعدة لا للعلاج.
الهو
هو الجانب اللاشعوري من النفس بحسب سيجموند فرويد، وينشأ هذا الهو مع الإنسان من اللحظة الأولى لميلاده، ويتضمن كافة الغرائز المنبعثة من الجسد والتي تمدّ الإنسان بالطاقة النفسيّة اللازمة لتشكيل شخصيته بأكملها، يعرّف الهو على أنه عبارة عن جانبٍ غريزي غير خاضعٍ للتأثيرات الاجتماعيّة والأخلاقيّة، حيث يبقى في سعيٍ دائم بهدف تجنب الألم والحصول على اللذّة، فهو خاضعٌ لمبدأ اللذة لا لمبدأ الواقع، والهو هو المسؤول عن مدّ الجانبين الإنسانيين الآخرين –الأنا والأنا الأعلى– بالطاقة التي تلزم لتنفيذ عملياتهما، وفي الوقت ذاته فهو يحتوي على جلّ العمليّات العقليّة المكبوتة التي قامت باستبعادها الأنا، ومن هنا فإن الأنا والأنا الأعلى تعملان على كبح الهو ولجمه وفرض السيطرة عليه.
الأنا العليا
هي القسم الثالث من شخصيّة الفرد، وهذه الأنا تنمو تحت تأثير الواقع، وتوصف على أنّها السلطة التشريعيّة والتنفيذيّة لشخصيّة الفرد، ويطلق عليها أيضاً اسم (الضمير) أو هي المعايير الخلقيّة التي يستمدها الطفل من خلال تعامله مع والديه ومعلّميه ومجتمعه، وتعرف الأنا الأعلى بأنها النزوع إلى المثاليّة لا إلى الواقعيّة، بهدف الوصول إلى الكمال لا إلى المتعة واللذة، ومن هذا المنطلق فإنها تعمل على توجيه الأنا باتجاه كفّ الرغبات الغريزيّة التي يسعى الهو جاهداً للوصول إليها، وعلى وجه التحديد تلك الرغبات العدوانيّة والجنسيّة، والعمل على توجيهه باتجاه أهدافٍ أخلاقيّة بدل تلك الواقعيّة.
الأنا
تعرف على أنها أحد الجوانب اللاشعوريّة في الإنسان، يأتي تكوّن الأنا مع الهو وتنمو بنمو الفرد تحت تأثير العالم الخارجيّ الواقعيّ، وتسعى الأنا دوماً للتحكم في المطالب الغريزيّة التي يسعى الهو للحصول عليها، مراعيةً في هذا الأمر القوانين الاجتماعيّة والواقع، ومن هنا يأتي القرار إما بالسماح بإشباع تلك المطالب أو تأجيلها حتى تحين الظروف التي تكون أكثر ملائمةً للإشباع، أو تعمل الأنا على قمعها ورفضها بشكلٍ نهائي، فالأنا تراعي الواقع وتتمثل في الإدراك والتعلّم والحكمة، وقد شبه (سيجموند رويد) علاقة الأنا بالهو كالرجل الذي يمتطي حصاناً يحاول توجيهه بكل قوته والسيطرة عليه.
الاستبصار
هو أحد مصطلحات علم النفس ويعني التأمل الباطني للذات، ووعي الإنسان بكافة دوافعه الرئيسيّة إضافةً لمشاعره ورغباته، وتقييم لقدراته العقليّة الخاصة والسعي للمعرفة بنفسه. يفيد مصطلح الاستبصار معنى آخر وهو تفهّم الفرد المريض للعلاقات القائمة بين سلوكه وذكرياته ودوافعه ومشاعره في الوقت الماضي، كما أنه يعني (الإدراك الفجائي) للعناصر في موقفٍ ما، وإدراك علاقة هذه العناصر بعضها ببعض، الأمر الذي يؤدي إلى فهم الموقف بشكلٍ تام وكلّي.
الاستبطان
هو تأمل الفرد لكل ما يحدث في أعماقه من خبرات عقليّة وحسيّة، وقد بدأ هذا المنهج الذي أطلق عليه اسم الاستبطاني مع العالم الألماني (فونت) ويهدف إلى معرفة ما يحدث للعقل الإنساني من تحولاتٍ وتغييرات عند خضوعه لمؤثراتٍ خارجيّة، حيث إنّه يتناول حالات شعوريّة قائمة أو سابقة، وتم استخدام هذا المنهج بشكلٍ موسّع في علم النفس والدراسات النفسيّة، إلّا أنّ المدرسة السلوكيّة قامت باستبعاده معتبرةً إيّاه منهجاً غير علمي لأنّه قائمٌ على الملاحظة الذاتيّة للفرد وليس الملاحظة الموضوعيّة.
الإحباط
هي حالةٌ يتعرّض لها الفرد عند عجزه عن تحقيق عددٍ من الرغبات سواء كانت رغبات اجتماعيّة أو نفسيّة بسبب عائقٍ ما، قد يكون هذا العائق خارجيّاً كالعوامل الاجتماعيّة أو الماديّة أو الاقتصاديّة، وقد يكون بسبب عوامل داخليّة كعيبٍ بدنيّ أو نفسيّ أو حالاتٍ من الصراع التي يعيشها الفرد مع أعماقه بشكلٍ قد تحول دون الوصول لإشباع دوافعه أو رغباته، ويدفع هذا الشعور الفرد إلى بذل جهدٍ مضاعف لتجاوز تلك التأثيرات النفسيّة والتغلّب على تلك العوائق المتسببة في حالة الإحباط التي يشعر بها الشخص بطرقٍ مباشرة أو غير مباشرة، ويطلق على بعض الطرق الغير مباشرة في علم النفس اسم (الحيل العقليّة) أو (الميكانزمات) وهي عبارة عن سلوكٍ يهدف للتخفيف من حدّة التوتّر الناجم عن الإحباط وخاصّة بعد استمراره لفترةٍ طويلة، وهي عبارة عن حيلٍ لا شعوريّة يلجأ الفرد إليها دون شعور أو تخطيطٍ منه، كالكبت والنسيان والتبرير والتعويض والتوجيه، والإسقاط وتكوين رد فعل، أوالانسحاب وتكوين أحلام يقظة وغيرها، وعند تكرار حدوث حالة الإحباط مع الفرد فإنه من شأنها أن تؤدي إلى حدوث مشاكل نفسيّة عميقة ومعقدة ويمكن أن تتحوّل إلى خطيرة تستدعي العلاج الفوريّ.