تأثير القمر على الأرض
محتويات المقال
القمر
القَمر هو الجُرم السَّماوي الوَحيد الذي يَدور حَول كوكب الأرض، إِذ تَستَغرِق دَورَته حَول الأَرض 27 يَومَاً، وَنَظَراً لِحَرَكَةِ الأَرضِ حَولَ الشَّمسِ فِي نَفسِ الوَقتِ فَإِنَّ القَمَر يَأخُذ وَقتَاً أَطول لِلعَودَة إِلى الطور الذي ظَهر مِنه مِنَ الأَرض، لِذَا فَإِنَّه يُكمِلُ دَورَته كُل 29 يَومٍ بِحَرَكَةٍ مُتَناسِقَةٍ فَريدَةٍ مُتزامِنَةٍ مَع حَرَكَةِ كَوكَب الأَرض.[١]
مِنَ الجدير بِالذِّكرِ أَنَّه أَثناء حَركة القَمر وَدورَانه حَول كَوكب الأَرض، لا يَتغيَّر الوَجه المُقابِل للأَرضِ مَهما تَغيَّر مَوقعه بِالنِّسبَة للأَرض. كَما يُعتَبَر أَكثر الأَجسامِ سُطوعَاً فِي اللّيل إِذ يَعكس الأَشعة التي تَسقط عَليه مِن الشَّمسِ.[٢]
يُعتَبَرالقَمَر خَامس أَكبر الأَقمار الطَّبيعيَّة المَوجودَة فِي المَجموعة الشَّمسيَّة، إِذ يَبلغ قُطره 1737.5 كم، كَما تَبلُغ المَسافَة بينه وَبين الأَرض 384400 كم. يَملأ سَطح القَمر الفُوَّهات النّاتِجَة مِن اصطدامِالمُذَّنبات بِسَطحِه، وَالتّضاريس البركانيّة؛ إِذ يَحتَوي عَلى سُهولٍ ضَخمَةٍ تتكوَّن مِنَ الحِممِ البِازلتيَّة التي تَختَلِف عَن الحمم البازلتيّة الأَرضيَّة بِاحتوائِها عَلى كَميَّاتٍ هَائِلَةٍ مِن الحَديد وَافتقارها للعدَيدِ مِن العَناصرِ الأُخرى. يملك القَمرغِلافَاً جَويَّاً خَفيفاً جِدَّاً لا يمكن أَن يُزوده بِأَي حِمايَة مِن الإِشعاعاتِ الشَمسيَّةِ، وَيطلق عليه اسم إكسوسفير (بالإنجليزيّة: Exosphere)، كَما تَتراوح دَرجَة حرارة سطح القمر بين -173 دَرجة مِئَويَّة عَندما يَكون مُحاقَاً، و127 دَرَجة مِئَويَّة عِندما يَكون بَدراً.[١]
أطوار القمر
تُعرَّف أَطوار القَمَر (بالإنجليزيّة: Moon Phases) بِأَنَّهَا المَراحِل التي يَمرّ بِهَا القَمَر أَثناء حَركته حَول الأَرض، والتي تُؤدِّي إِلى رُؤيَة جُزء مُحدّد مِن القَمَر فِي كُلِّ طَور، وُتعتَبر أَطوار القَمر نَاتِجةً عَن وَضعيَّة كُل مِن الشَّمس وَالأَرض وَالقمر بِالنِّسبَة لِبَعضِهم البَعض.[٣] يَختَلف شَكل القَمَر فِي كُلِّ طَور اعتِمَادَاً عَلى مَوقِعِه مِنَ الأَرضِ، وَزاويَة نَظر مَن يشاهده مِنَ الأَرضِ.[٤] وَقَد استخدمت العَديد مِن الحَضارَات القَمر لِحساب التّقويم الخاصّ بها، وَقد أُطلق عَليه التّقويم القمريّ الذي اعتَمَده المُسلمون فِي حياتهم وَأَسموه التَّقويم الهجريّ. فِيما يَأتي أَطوار القَمر بالتّرتيب من بداية الشَّهر القَمريّ إِلى نِهايَته:[٥][٦][٧][٨][٩]
- المُحَاق: (بالإنجليزيّة: New moon) حَيث يَكون القَمرغَير قَابِل لِلرُؤيَة نَظَرَاً لِغيابِهِ خَلف الشَّمس عِندَمَا يَكون كُل مِن القَمَر وَالشَّمس عَلَى نَفس الجَانِب مِنَ الأَرضِ، حَيث يَكون الوَجه المُقابِل للأَرض مُظلم لا يُمكِن أَن يُرَى. يُعتَبَر طَور المُحَاق هو العُمر صِفر للشَّهر القَمَري.
- الهلال المُتزايد: (بالإنجليزيّة: Waxing Crescent moon) فِي هَذه المَرحَلَة يُضيء جُزءٌ صَغيرٌ مِنَ القَمَر، وَيكون مُضيئَاً بِنسبَة 0-50%، وَهَذا الضُّوء يَزدَاد بِشَكلٍ تَدريجيِّ، وَيظهَر بَعد 3.5-7 أَيَّام مِن ظُهورِ المُحاق، حَيث يَخرج القَمَر مِن الخَطِّ الوَاصِلِ بَين الشَّمس وَالأَرض، وَظهور هَذا الطَّور هو الذي يُحدّد بدء الشَّهر القمريّ الجَديد، وَيُمكن مُشَاهَدته لِعدَّةِ دَقائِق فَقط بَعد غُروبِ الشَّمسِ.
- التّربيع الأول: (بالإنجليزيّة: First Quarter Moon) وَهو مَرئِي بِنِسبَة مُتوسطة، حَيث يُضيء نِصف مِن القَمَر بِوَاسِطَة الشَّمس، وَيَظهَر بَعد 7-10.5 أَيَّام مِن ظُهورِ المُحَاق، وَسُميِ بالرُّبعِ الأَوَّل لأنَّ القَمَر يَكون قَد تَحرَّك رُبع دَورَة مِن دَورَته حَول الأرض، حَيث تَكون الزَّاويَة بَين القَمر والشَّمس 90 دَرَجَة.
- الأَحدب المُتزايد: (بالإنجليزيّة: Waxing gibbous moon) وَهو مَرئِي بِنِسبَة تَتراوَح بَين 50-100%، وَيَظهَر بَعد 10.5-14 يوم مِن ظُهور المُحَاق، وَيَكون الجُزء المُضيء مِنه عِبَارة عَن قَرص دَائِريّ يَنقصه هِلال.
- البدر: (بالإنجليزيّة: Full Moon) وَيَكون قَرص القَمَر مُضاءَاً بِأَكمَلِه، وَيَحدُث هَذا الطّور بَعد أُسبوعَين مِن طور المُحَاق، حيث تَكون الزَّاويَة بَين القمر والشّمس 180 دَرَجة، وَتَكون الأَرض بَين الشَّمس وَالقَمَر بِحَيث تُضيء الشَّمسُ القَمَرَ بِأَكمَلِه.
- ومن الجدير بالذكر أَنَّه عِندَمَا يَصِل القَمَر بِحالَتِه وَهو بَدر إِلى أَقرَب نقُطَة مِنَ الأَرض فِي مَدَارِه الإِهليجيّ يَنشَأ أَكبر حَجم مَرئي لِلقَمَرِ يُمكِن رُؤيته مِن الأَرضِ وَيُسمَّى بالقمر العملاق (بالإنجليزيّة: SuperMoon)، وَعِندَمَا يَصِل القَمَر بِحالته وَهو بَدر إِلى أَبعَد نُقطَة عَن الأَرض فِي مَدارِه الإهليجي يَنشَأ مَا يُسمَّى بِالقَمَر المُصَغَّر (بالإنجليزيّة: Micromoon).
- الأحدب المُتناقص: (بالإنجليزيّة: Waning gibbous Moon) وَهو مَرئِي بِنِسبَة تَتراوَح بَين المُتوسطة وَالكَامِلَة، إِذ يَظهَر بَعد 3.5-7 أَيَّام مِن مرحلة البَدر، وَهو عَكس طور الأَحدب المُتزايد، حَيث يَكون الجُزء المُنير فِي تَنَاقُص.
- التّربيع الثّاني: (بالإنجليزيّة: Last Quarter Moon) وَهو مَرئيّ بِنِسبَة 50%، وَيَظهَر بَعد 7-10 أَيَّام مِن مَرحَلة البَدر، وَهو عَكس التّربيع الأَوَّل مِن نَاحِيَة الجزء المُضيء.
- الهلال المُتناقص: (بالإنجليزيّة: Waning Crescent Moon) وهو مَرئيّ بِنِسبَة أَقل مِن مُتوسّطة، وَيَظهَر بَعد 10-14 يوم مِن مَرحَلَة القَمَر البَدر، وَيستمرّ مِن يَومين إِلى ثَلاثَةِ أَيَّام.
- القمر المُظلم: (بالإنجليزيّة: Darkened Moon) وهو غير قابل للرّؤية، حَيث يَختَفي القَمَر لِفَترَةٍ قَليلةٍ ثُمَّ يُكَرّر المَراحل الأُخرى لِيَعود مُحاقَاً.
تأثير القمر على الأرض
يُؤَثِّر القَمَر عَلى الأَرض بِعِدَّة ظَواهِر مِنهَا ظاهرتا المدّ والجَزْر اللّتان تَحدُثان لِلمُسَطَّحات المَائِيَّة نَتيجَة تَأثرها بِجاذِبيَّة القَمَر، فَفي ظَاهِرَة المَدّ يَحدُث ارتِفَاع تَدريجيّ فِي مَنسوب المِياه، أَمَّا فِي مَرحلة الجَزْر يَحدُث انخِفاض فِي مَنسوب مِياه البَحر أَو المُحيط، وَيَختَلِف ارتِفاع المَدّ بِاختِلاف مَوقِع القَمَر فِي مَدَارِه بِالنِّسبَة للأَرضِ وَالشَّمس، فَفي مَرحَلة البَدر وَالمُحاق يَصل المَّد إِلى أَقصى ذُروته نَتيجة لِوقوع القَمَر وَالشَّمس فِي جِهَةٍ وَاحِدَةٍ.[١٠]
تَحدُث أَيضَاً ظَاهِرَتا كسوف الشّمس وخسوف القمر اللّتان يَلعب القَمَر دَورَاً مُهِمَّاً فِيهِمَا، إِذ يَكون كُلّ مِنَ الشَّمس وَالأَرضِ وَالقَمَر عَلى نَفسِ الاستِقامَة فِي كِلتا الظّاهرتين؛ فَفي الكُسوف يَتموقَع القَمر بَين الأَرض وَالشَّمس، أَمَّا فِي الخسوف فَتكون الأَرض بين القمر والشّمس. ويتكرّر كسوف الشّمس مرّتين إلى خمس مرّات في السّنة الوحدة،[١١] أمَّا خسوف القمر فيتكرّر أكثر من أربع مرّات في السَّنَة الوَاحِدَة وَذَلك نَتيجَةً لِكبر حَجم منطقتَي ظلّ وَشبه ظلّ الأَرض بِالنِّسبة لحجم القمر، وَصِغَر حجم ظِلّ وَشبه ظلّ القَمَر بِالنِّسبَة لِلأَرض.[١٢] وَمِن الجَدير بِالذِّكر أَنّ مَن يُراقِب كُلّاً مِن الشَّمس وَالقَمَر مِن الأَرض يَتخيَّل أَنَّهما بِنَفس الحَجم تقريباً، إِلا أَنَّ مُراقبتهما بِاستِخدامِ المَعدَّات الفلكيَّة المُختَلِفة يُظهِر أَحجامهما الحقيقيَّة، فحجم القمر لا يكاد يُذكر عِند مُقارنته بِحجمِ الشَّمس.
المراجع
- ^ أ ب Nasa Solar System Exploration, “Earth’s Moon: In Depth”،Nasa Solar System Exploration, Retrieved 2016-11-16. Edited.
- ↑ Extreme Science Staff, “Full Story on the Moon”، Extreme Science, Retrieved 2016-11-5. Edited.
- ↑ Geoff Gaherty (2012-8-13), “How Moon Phases Work”، Space, Retrieved 2016-11-16. Edited.
- ↑ Moon Phases Staff, “Names and images of the 8 moon phases”، Moon Phases, Retrieved 2016-11-16. Edited.
- ↑ “THE 8 PHASES OF THE MOON “, All Good Things, Retrieved 2016-11-15. Edited.
- ↑ Sarah Lane, Ben Dieppa (2004-5-27), “The 8 Phases of the Moon”، Class Brain, Retrieved 2016-11-15. Edited.
- ↑ Moon Phases Staff, “Names and images of the 8 moon phases”، Moon Phases, Retrieved 2016-11-16. Edited.
- ↑ Timeanddate Staff, “The Phases of the Moon”، Timeanddate, Retrieved 2016-11-16. Edited.
- ↑ زغلول النجار (2016)، السماء في القرآن الكريم: الموسوعة الميسرة للإعجاز العلمي في القرآن الكريم، الرياض: العبيكان، صفحة 263. بتصرّف.
- ↑ Sci jinks Staff (2016-11-8), “What Causes Tides”، Sci jinks, Retrieved 2016-11-16. Edited.
- ↑ Space Facts Staff, “SOLAR ECLIPSE FACTS”، Space Facts, Retrieved 2016-11-16. Edited.
- ↑ “Lunar and solar eclipses”, archaeocosmology,2008-5-6، Retrieved 2016-11-16. Edited.