مظاهر الحياة في العصر الجاهلي
محتويات المقال
العصر الجاهلي
شملت مظاهر الحياة في العصر الجاهلي جوانب متعدّدة من جوانب حياة النّاس والمجتمعات الاجتماعيّة والثّقافية والاقتصاديّة، وعلى الرّغم من أنّ الحياة في الجاهليّة كانت فيها صور سوداء قاتمة من ناحية عقيدة النّاس وعبادتهم وكذلك في جانب النّظرة إلى المرأة فقد كانت هناك أخلاقيّات تحكم علاقات النّاس في بعض الظّروف والأحوال، فما هي أبرز جوانب الحياة في العصر الجاهلي؟
العقيدة والإيمان
لم يكن كثيرٌ من العرب في الجاهليّة موحّدين لله تعالى؛ بل كانت عقيدتهم مبنيّة على أنّ ثمّة أندادًا وشفعاء يمثّلون دور الوسيط بين البشر والله الخالق سبحانه، لذلك ابتدع العرب في الجاهليّة الأصنام والأوثان ليعبدوها من دون الله تعالى علّها تكون شفيعةً لهم عند الله، كما عبدت قبائل من العرب النّجوم والكواكب، كما كانت هناك قلّة من العرب الذين بقوا على دين الحنيفيّة وهو دين إبراهيم عليه السّلام، وتنصّر عددٌ من العرب وتهوّد آخرون.
النّاحية الاجتماعيّة
كان العرب في الجاهليّة عبارة عن قبائل غالبًا ما تجتمع بروابط النّسب والعشيرة، وقد كانوا يفتخرون كثيرًا بأنسابهم وأحسابهم حتّى انبرى شاعر كلّ قبيلةٍ لنظم القصائد التي تُبيّن مفاخر قبيلته، وقد ساد مبدأ القوّة والغلبة بين القبائل العربيّة فكانوا يحرصون على بناء الأحلاف مع الأقوياء، فقوّة القبيلة عندهم كانت تقاس بمدى قدرتها على ردع القبائل الأخرى وتحقيق أمنها، ذلك لأنّ الحياة في الجزيرة العربيّة بدت أحيانًا حياة رعبٍ وخوف يتخطّف فيها القوي الضّعيف، ويسيطر فيها صاحب النفوذ والمنعة.
النّاحية الأدبيّة
اهتمّ العرب في الجاهليّة كثيرًا بالشّعر والأدب، وقد عقدوا أسواقاً خاصّة من أجل ذلك منها سوق عكاظ وذو المجنة، وقد برز كثيرٌ من الشّعراء الذين كان له حضورهم وسمعتهم بين قبائل العرب ومنهم النّابغة الذّبياني، وعنترة بن شدّاد، وامرؤ القيس؛ وقد سمّوا بأصحاب المعلقات؛ حيث كانت تُعلّق أشعارهم على أستار الكعبة في مواسم الحج .
العلوم والطّبّ
اهتمّ العرب في الجاهليّة ببعض العلوم منها: علم النّجوم ومتابعة حركاتها، كما عرفوا القيافة والعيافة، أمّا في الطّب فقد عرف العرب عددًا من الأطباء الّذين تميّزوا في هذا المجال منهم الحارث بن كلدة وابن أبي روميّة.
طرق الكسب
اشتهر العرب في الجاهليّة باشتغالهم بالرّعي والتّجارة؛ فوجود بيئة صحروايّة صرفت أنظار العرب في الجزيرة عن مهنة الزّراعة؛ حيث كانوا يأتون بما يحتاجون إليه من رحلات التّجارة في الشّتاء والصّيف بين الشّام واليمن، وكان الجشع مُسيطرًا على نفوس النّاس حينئذٍ؛ حيث كثرت بينهم المعاملات الرّبويّة والقمار والميسر التي حرّمتها الشّريعة الإسلاميّة فيما بعد.