مكافحة التصحر
إنّ الكثير من الأراضي التي أصابها التصحّر ، تعاني من الموت ، ويصعب إعادة إحيائها من جديد ، لذلك رأت أغلب الحكومات ،بضرورة الوقاية من التصحر ، وذلك بمكافحته قبل حدوثه ، والعناية بالأراضي قبل تعرّضها للتدهور ، وذلك وفق أعمال أكثر جديّة ، وبظروف اقتصاديّة ماليّة جادة، إنّ الرعي الجائر هو من أهمّ أسباب التصحّر في الأرض ، فكان لا بد من ضرورة تنظيمه ، وإدارته وفق شروط ملائمة ، حيث التخفيف من الرعي الجائر يسهم في مكافحة التصحّر ، وذلك بوضع ضوابط لحركة كل من الحيوانات المرعية داخل مراعيها ، إنّ كان في الزمان المناسب ، أو في المكان أيضاً ، وتنمية المراعي .
اتبعت بعض البلاد محاولة لإيقاف الكثبان الرمليّة وتثبيتها وذلك بطرق عديدة ، أهمّها الطرق الميكانيكيّة ، حيث أنشأت الحواجز العموديّة على حسب جهة الرياح ، إن كان حواجز نباتيّة ، فقامت بالتشجير الذي يعتبر من أفضل الطرق لتثبيت الكثبان ، وذلك باختيار أنواع نباتاتٍ مناسبة ، إن كان من حيث قوّة جذورها ، أو طولها أو تفرّعها ، وأيضاً مقاومتها للبيئة وظروفها القاسية ، وأيضاً قامت بوضع حواجز صلبة ، وهي التي تتكوّن من جذوع الشجر وأيضاً الجدران ، وأيضاً هنالك الطرق الكيميائيّة ، والتي هي عادة من المشتقات النفطيّة ، حيث تلتصق بدورها في التربة الموجودة في الأسطح ، ولكنها تحمل الكثير من الأخطار والأضرار ، منها تلوّث المياه والتربة أيضاً ، ناهيك عن تأثيرها الضار بالنباتات .
عمدت بعض الدول إلى صيانة الموارد المائيّة بشكل دوري من أجل حمايتها ، وذلك له أثر في تحسين استغلال الموارد المائيّة ، والترشيد في استخدامها ، وذلك عن طريق إحداث طرق ري حدثة، و إنّ من أهمّ الطرق في مكافحة التصحّر ، هي القدرات البشريّة التي لا بدّ من تطويرها ، وذلك ضمن برامج تدريبيّة حديثة ، وفق طرق استخدام للتكنولوجيا الحديثة ، وجعل مدرّبين مختصّين قائمين عليها ، ومنها أمثلة عديدة كالاهتمام بنظام ( الاستشعار عن بعد ) وأيضاً ( التصوير الجوّي ) الذي من شأنه أن يحدد أماكن وجود المياه الجوفيّة التي تتجمّع في باطن الأرض .
وأخيراً ، وهي الأهمّ في مكافحة التصحّر ، وهي نشر الوعي ، وتحديداً البيئي منه لدى المواطنين ، وخاصّة المزارعين أصحاب الأراضي ، والرعاة أصحاب المواشي .