ما هي الكتب السماوية
بيّن الله تعالى في الحديث الشّريف أنّه خلق النّاس جميعًا حنفاء موحّدين حتّى جاءتهم الشّياطين وحرفتهم عن المنهج وحرّمت عليهم ما أحلّ الله تعالى، وأمرتهم أن يشركوا بالله تعالى ما لم ينزل به سلطانا، وقد كان النّاس في بادىء الأمر كلّهم على الإسلام حتّى انحرفوا عن السّبيل واتخذوا الأصنام ليعبدوها من دون الله تعالى، فبعث الله تعالى لهم سيّدنا نوح عليه السّلام كأوّل رسول من عند الله، وقد ظلّ بينهم ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلا دين التّوحيد فما آمن معه إلا قليل، وقد جاء بعده كثيرٌ من الأنبياء منهم من ذكر الله تعالى في كتابه ومنهم من لم يذكر، وإنّ من أكثر قصص الأنبياء التي ذكرها الله تعالى قصّة سيّدنا موسى عليه السّلام حيث بعثه الله تعالى نبيًّا ورسولًا إلى بني إسرائيل، وقد أنزل الله تعالى عليه التّوراة فيها تفصيل وحكم كلّ شيء، وقد احتوت على كثيرٍ من الشّرائع الرّبانيّة التي جاءت لصلاح البشر، وقد جاء من بعده سيّدنا عيسى عليه السّلام وبعثه الله نبيًّا في بني إسرائيل من بعد أن ضلّوا، وقد بيّن لهم نبيهم أنه جاء ليحلّ لهم بعض الذي حرّم عليهم، وقد أنزل الله تعالى مع سيّدنا عيسى عليه السّلام كتاب الأنجيل الذي جاء مكمّلا للتّوراة، وبالتّالي يفهم من ذلك بأنّ دين الله تعالى واحد ولكن قد تختلف الشّرائع اختلافًا بسيطًا بسبب اختلاف الزّمان والمكان وطبيعة البشر، فهل هناك أديان سماويّة فعلًا ؟ أم الأمر لا يعدو كونها شرائع سماويّة قد تختلف قليلًا عن بعضها لمناسبة الزّمان والحدث ؟
بيّن الله تعالى في محكم التّنزيل أنّ الدّين عنده هو دين الإسلام وحده، قال تعالى ( إنّ الدّين عند الله الإسلام )، وفي آية أخرى بيّن جلّ وعلا أن من يعدل عن دين الله إلى غيره فلن يقبل منه، قال تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين )، وبالتّالي يفهم من ذلك بأنّ دين الأنبياء واحد وهو دين التّوحيد الذي دعوا أقوامهم إليه، وما الدّيانة اليهوديّة والدّيانة النّصرانيّة بشكلها الحالي إلا إنحراف عن دين الله تعالى ومنهجه الذي حمل أمانه تبليغه الرّسل والأنبياء جميعًا، ونختم بحديث الرّسول عليه الصّلاة والسّلام الذي يؤكد هذه الحقيقة وانّ الدّين واحد حين قال نحن معاشر الأنبياء أخوات علّات ديننا واحد، أي أخوة لأبٍ واحد وأمّهات شتى كناية عن تعدّد الشّرائع مع وحدة الدّين.