أيصلح البشير بين قوش ومعتز ام يضطر للتضحية بأحدهما
خاص السودان اليوم:
في عددها ليوم السبت ٨ ديسمبر أشارت صحيفة نخبة السودان الإلكترونية إلي تأكيد ما شاع من خلاف حاد بين السيد رئيس الوزراء معتز موسي ورئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق صلاح قوش، وذكرت الصحيفة ان الصراع ليس جديدا إذ سبق أن احتوي السيد رئيس الجمهورية خلافا بين الرجلين كاد أن يفضي إلي تطور اكبر في علاقة الشركاء المتشاكسون لولا أن الرئيس البشير أصلح بينهما ولملم أطراف النزاع بين الرجلين الذي بسببه أشيع أن السيد رئيس الوزراء قد استقال او علي الاقل عزم علي الاستقالة لكنه نفي صحة الخبر وأكد أنه باق في منصبه وسيكمل تكليفه ويؤدي المطلوب منه.
الزميلة “نخبة السودان” أشارت تصريحا لا تلميحا إلي نقاط الخلاف بين الرجلين التي ادت الى توتر العلاقة بينهما وأوصلت الحال إلي هذا الحد من التأزم حتي ان الأستاذ معتز ذهب إلي الرئيس شاكيا من زميله الفريق صلاح قوش وافادت الانباء بحسب “نخبة السودان” أن عقدة الخلاف الأساسية بين الرجلين تكمن في قضايا النقد الأجنبي وعجز الأجهزة الأمنية عن إيقاف التدهور المريع لسعر الصرف بتهاونها وعدم حسمها كبار تجار العملة والاشارة بشكل واضح أن شبهة وجود مصلحة مشتركة بين كبار التجار وآخرين ربما كان بمقدورهم المساعدة في إنجاح آلية صناع السوق وقراراتها لولا تقديمهم المصلحة الخاصة الضيقة علي المصلحة العامة الواسعة.
الأنباء ذكرت أن السيد رئيس المخابرات من جانبه لايري جدوائية لقرارات معتز وجهازه التنفيذي ويجزم بعدم صوابية مايقومون به بخصوص أزمة السيولة ، وان جلب شاحنات محملة بالاوراق النقدية وتغذية الصرافات الآلية بها اظهارا لوفاء السيد رئيس الوزراء بوعده بتوفير السيولة في الصرافات وهي ستنفد في يومين حتما هو أمر خاطئ ولن يحل المشكلة، ويري جهاز الأمن والمخابرات الوطني أن هذه الأموال التي جلبت كان الأجدي توظيفها في شراء الدولار من السوق الموازي والسيطرة عليه من موقع القوة لا أن يترك الأمر لتجار العملة ليتصرفوا في السوق وحدهم ويهزموا سياسة الحكومة وتعجز بالتالي عن تحقيق وعودها وتفشل بسبب سوء ادارتها.
مراقبون فى الساحة و محللون يرون ان الفريق قوش يتبني الرأي القائل أن هذا الامر – هزيمة سياسات الحكومة حول النقد الاجنبى – حال وقوعه سيكون خصما علي الحكومة ككل لا رئيس الوزراء في شخصه لذا فإن الاعتراض علي سياسته ربما يجعله يعود إلي الطريق الصحيح ، وهذا الكلام تحليل كما أسلفنا وليس خبرا منسوبا إلي الجهاز ورئيسه الفريق قوش .
الأخطر علي الإطلاق في خبر الخلاف بين الرجلين الاتهام المبطن من السيد رئيس الوزراء لكبار لم يسمهم بأنهم السبب في إعاقة برنامجه للإصلاح عبر ارتباط مصالحهم بكبار تجار العملة والمتحكمين في حركة بيع وشراء النقد الأجنبي مما يعني أن السيد معتز لايطمئن لقادة الأجهزة الأمنية وبالتالي فإن جهوده لايمكن أن تثمر مطلقا طالما أن الإعاقة تأتيه من فريقه وأخوانه لا من المعارضة أو عديمي الضمير أو من لابحسبون حسابا للوطن والوطنية .
الرئيس البشير الذي أصلح بين الرجلين قبل أيام كما في الأخبار سيكون في حيرة من أمره وهو يري مساعديه واركان نظامه في تنافر وسيفكر كثيرا في كيفية التوفيق بينهما والعمل علي عدم تجدد نزاعهما أو يضطر إلي التضحية بأحدهما حتي لايتسببا له في صداع دائم ويربكانه صباح مساء علي ارتباكه بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية والضبابية التي تحيط بكل شيء حوله.