العُمرة.. عندما ترتبط الشعائر بالعُمْلات!!….
السودان اليوم:
أحمد تاج الدين موظَّف بإحدى المؤسسات الحكومية بالخرطوم، ظلَّ يراقب فتح أبواب العُمرة بعد أن (عاكسته ظروفو) من أداء فريضة الحج، فقرَّر أن يخوض تجربة العُمرة في العام التالي لكنه كذلك فشل في توفير مبلغ (6000) جنيه قيمة عُمرة ربيع وعندما جاء رمضان ارتفعت إلى (10) آلاف جنيه غير شاملة التذاكر، وهكذا وجد (صاحبنا) نفسه في سباق حتى مع مبلغ العُمرة فكلما أفلح في جمع مبلغٍ يجد أن الآتي قد تجاوزه..!!
سماسرة الحج والعُمرة
أحمد تاج الدين قال لـ(السوداني) إنه وبغض النظر عن القيمة المادية المرتفعة بشكل جنوني سواءً للحج أو العمرة إلا أن الحسرة تكمن في إدارة الشعائر الدينية بواسطة سماسرة السوق السوداء وسيطرتهِم على اقتصاد الدولة الذي يعيق المواطن البسيط من أداء الشعائر الدينية، لافتاً إلى أن الرسوم التي تُدفع للوكالات غير كافية بل يحتاج المسافر إلى قرابة (2000) ريال والتي تعادل قيمة (30) ألف جنيه لكي تعينهُ في المملكة على قضاء حوائجهِ. وأضاف لقد أصبح حالي (كالمُستجير من الرمضاء بالنار) فبعد أن استعصى عليَّ الحج العام قررت أداء العمرة ولكن حتى العمرة وجدت تكلفتها تفوق الـ (40) ألف جنيه، وبالتالي أصبح الوصول إليها فوق طاقة أمثالي.
قائمة أسعار
أحمد شبرين صاحب وكالة أحمد شبرين للسفر والسياحة وخدمات الحج والعمرة أكد لـ (السوداني) أن التقديم لعُمرة العام (1440هـ) (2018م) سيبدأ هذا الأسبوع.
وعن أسعار العمرة أوضح شبرين أنها تختلف حسب الفئات العمرية (الكبار – الأطفال) فمثلاً الكبار الذين استوفوا الشروط (660) ريالاً سعودياً أو مايعادلها بالجنيه بسعر السوق الموازي إضافة لمبلغ 800جنيه تدفع منها خدمات ٤٠٠ جنيه للسفارة السعودية عبارة عن رسوم تأشيرة ومبلغ ٤٠٠ جنيه خدمات داخلية للجهات المنظمة لعمل العمرة، أما الأطفال أقل من 10 سنوات عليهم دفع 400 ريال إضافة لـ 500 جنيه خدمات، في حين أن الرضع عليهم دفع مبلغ (250) ريالاً ويعفوا من رسوم الخدمات، منوهاً إلى أن الاتفاق قد تم مع شركات الخطوط الجوية السعودية، وطيران بدر وناس.
وتحسَّر الرجل على تأخير العمرة من قبل الجهات المُختصة لمدة شهرين من زمنها الأصلي مما أضاع عليهم موسماً ثميناً يتم الاعتماد عليهِ لأصحاب الوكالات وهو موسم عمرة ربيع التي هي بمثابة فرصة في العام التي يطول انتظارها لمضاعفة فرق الأرباح.
ماذا يقول اتحاد وكالات السفر؟
من جهتهِ أكد رئيس اتحاد وكالات السفر والسياحة محجوب المك لـ (السوداني) بداية التقديم للعُمرة منذ السبت بداية الأسبوع الحالي، موضحاً أن تكلفة العمرة تنقسم إلى قسمين : التكلفة بالطيران بلغت (22) ألف جنيه، أما عن طريق البحر فبلغت التكلفة (15) جنيهاً كحد أدنى مع مراعاة الزيادة في العملات الأجنبية وما يعادلها بالجنيه السوداني، وتوقع المك حدوث زيادة في أسعار العمرة في الأيام القادمة إذا قامت شركات الطيران بتغيير السعر الحالي وهو (18) جنيهاً، مُشيراً إلى أنها إذا طلبت سعر آلية السوق (47,50) جنيه سوف ترتفع أسعار العمرة فوق المُحتمل عن الطيران أو البواخر. ونوه محجوب إلى أن أدنى سعر للعمرة هو (9000) جنيه لأصحاب الوكالات غير شامل التذاكر إضافة لمبلغ خدمات قدرهُ (940) جنيهاً يتم تفصيلها كالآتي تُدفع منها لولاية الخرطوم مبلغ (200)جنيه، و(300) للإدارة العامة للحج والعمرة، (168) جنيهاً رسوم تأشيرة الخروج بالجوازات، وباقي المبلغ يدفع للشركة الإسلامية للتأمينات عبارة عن رسوم تأمين للمُعتمر ومعالجتهُ إذا حدث لهُ حادث أو حدثت وفاة وغيرها من حقوق المعتمر على شركة التأمين. وعن اختلاف الأسعار بين الوكالات، قال المك إن اختلاف الأسعار بين الوكالات لا يعني حدوث فوضى في رسوم العمرة، بل تختلف الأسعار وتزيد حسب جودة الخدمة المقدمة في قُرب المسافة عن الحرم، الترحيل، مستوى الفندق حسب (النجوم) بحيث تتطلب بعض الوكالات من المعتمر مبلغ (550) ريالاً، وبعضها (660) ريالاً وتزيد التكلفة وتنقص حسب الخدمة المقدمة من الوكالة وطلب المعتمر بحيث بعض المعتمرين يطلبون سكناً في الأبراج مما يضاعف التكلفة وتزيد عن غيره ممن يطلب السكن كأقرانهِ. وكشف المك أن عدد الوكالات التي استوفت الشروط بلغ (180) وكالة سفر وسياحة، منها (30) وكالة تم تفعيلها وممارسة نشاط العمرة بشكل رسمي، وما تبقى منها هي تحت الإجراءات مثل خطابات الضمان من الاتحاد التي تحفظ للمعتمرين وشركات التأمين حقوقهم و يبلغ خطاب الضمان للوكالة قيمة (500) ألف جنيه، بينما تطلب الشركة السعودية من صاحب الوكالة دفع مبلغ (200) ألف ريال تحسباً لتخلف بعض المعتمرين بالمملكة العربية السعودية فيتم منها سداد المخالفات بالمملكة.
وعن المعوِّقات التي تواجهه قال إن شركات الطيران عند حلول عمرة رمضان ترفع أسعار تذاكرها فوق المعدل مما يُعيق عدم حصول المواطن البسيط على قيمة التذكرة وإحجام بعض المواطنين عنها، ورداً على سؤالي حول شكاوى أصحاب الوكالات من تأخير موسم العمرة وضياعهِ منهم؟ أجاب أن الإدارة العامة للحج والعمرة واتحاد وكالات السفر والسياحة قاما بعمل ورش مكثفة عن كيفية الترتيب بشكل مؤسسي لعمرة هذا العام وتحسُباً من تكرار ماحدث من تكدس للمعتمرين بمدينة سواكن في رمضان الفائت، وأن الاتحاد ألزم الوكالات بمراعاة الحجز المسبق للمعتمر ومشاورتهِ في زمن الذهاب والعودة حتى يؤدي الهدف المنشود ويكلل الموسم بالنجاح.