المهرجانات السياحية.. إلغاء (رئاسي) بأمر التقشف…..
السودان اليوم:
على نحو مفاجئ، قرر رئيس الجمهورية، المشير عمر البشير، إلغاء المهرجانات السياحية التي كانت تنعقد بشكل سنوي في عدد من الولايات، ويأتي القرار في إطار النهج التقشفي الذي انتهجته الحكومة مؤخراً بغية محاصرة الضائقه الاقتصادية.
عدد الولايات
مهرجانات السياحة، لم تكون مقصورة على ولاية بعينها، حيث شهدت ولايات البحر الأحمر والجزيرة والشمالية مهرجانات سياحية في السنوات الماضية؛ بيد أن لولاية البحر الأحمر قصب السبق في تنظيم مثل هذه الكرنفالات خاصة على عهد إيلا، بعده بدأت الظاهرة في الانتشار.
عراب الفكرة
يعد والي ولاية الجزيرة محمد طاهر إيلا هو عراب فكرة المهرجانات السياحية، حيث بدأت معه إبان ولايته على البحر الأحمر التي كانت تنظم كرنفالاً سنوياً يشهده رئيس الجمهورية، ويحشد له قادة الإعلام والثقافة والفن.
انتقال الظاهرة
إيلا بعد تعيينه والياً على الجزيرة لم يتخل عن عادته المحببة وهي تنظيم مهرجانات سياحية وثقافية، حيث أقام خلال العامين الماضيين مهرجان الجزيرة للثقافة والسياحة، وكان يتأهب في الشهر الجاري لعقد النسخة الثالثة، إلا أن القرار الصادر من رئيس الجمهورية قطع الطريق أمام النسخة الثالثة بالرغم من تشكيل لجان مهرجان الجزيرة السياحي الثالث.
انتشار كبير
فكرة المهرجانات السياحية وجدت رواجاً في عدد من ولايات السودان مثل الشمالية التي نظمت أكثر من مرة مهرجان البركل السياحي الذي كان يضاهي مهرجان البحر الأحمر في الضخامة والحشود من نواحٍ إعلامية وسياحية وثقافية، بل تطور الأمر وتم تكوين هيئة خاصة بمهرجان البركل أسندت رئاستها لدكتور عبد الرحمن الخضر، وتتبع لرئاسة الجمهورية، ولكن بعد القرار سيذهب مهرجان البركل السياحي والهيئة إدراًج الرياح.
كيف تلقّى إيلا القرار؟
كما ذكرنا آنفاً فإن محمد طاهر إيلا والي الجزيرة الحالي والبحر الأحمر الأسبق هو صاحب فكرة المهرجانات السياحية، وكان يعد العدة لتنظيم النسخة الثالثة من مهرجان الجزيرة السياحية، فقد كان قرار إلغاء المهرجانات مفاجئاً له، وبحسب مصدر مقرّب من إيلا فإن الرجل لم يكن يتوقع القرار خاصة وأنه أعطى الضوء الأخضر لحكومته للعمل من أجل إنجاح النسخة الجديدة من مهرجان الجزيرة، وأشار المصدر للصيحة أن إيلا رغم تفاجؤه بالقرار إلا أنه تقبله بصدر رحب باعتبار أنه صادر من رئيس الجمهورية .
سر المفاجأة
لم يكن في الحسبان صدور مثل هكذا قرار خاصة بعد الإشارات الواردة من الجزيرة على التأكيد بقيام نسخة جديدة من مهرجان السياحة، بيد أن المطالب الواردة لرئيس الجمهورية من عدة جهات أبزرها مجلس الوزراء كانت كافية لإلغاء المهرجان.
ما وراء القرار
قرار إلغاء المهرجانات السياحية بالولايات وجد ارتياحاً كبيراً لدى قطاع عريض من المتابعين للساحة الاقتصادية، اعتبر البعض القرار واحدة من الإصلاحات التي لجأت إليها الدولة لتقليل الصرف البذخي على الولايات وإيقاف الصرف على المناشط عديمة الجدوى وتوظيف أموالها لأغراض أخرى تساهم في دفع العملية الاقتصادية للأمام، وقال خبراء إن القرار يأتي تماشياً مع سياسة رئيس الوزراء ووزير المالية معتز موسى الرامية لتخفيض الإنفاق وتقليل الصرف؛ بالمقابل أشار مصدر عليم للصيحة أن معتز موسى قد طالب بإلغاء مثل هذه المهرجانات وتحويل عائدها لجهات أخرى وتوظيفها في دفع مسيرة الإنتاج والإنتاجية..
فوائد متوقعة
في السياق، يتوقع عدد من الخبراء الاقتصاديين أن يأتي القرار بنتائج إيجابية أهمها توفير أموال طائلة لخزينة الدولة، علاوة على إرسال رسالة من قبل الدولة لكل الناس بأنها ماضية في سياسة التقشف من أجل سد الفجوات الاقتصادية.