خبير مقدسي يطالب بوضع برنامج وطني لوقف التدهور في كافة أنحاء المدينة
السودان اليوم:
تحدث خبير فلسطيني بارز، عن أخطر ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، مطالبا بوضع برنامج وطني لوقف التدهور المتواصل في كافة أنحاء المدينة باتجاه تهويدها.
تطويق الأحياء
وأوضح خبير الاستيطان والخرائط ونظم المعلومات الجغرافية، خليل التفكجي، أن “أخطر ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي حاليا في مدينة القدس المحتلة، هو تطويق الأحياء الفلسطينية”.
وأكد في حديث خاص، أنه “البناء الاستيطاني بداخل التجمعات السكانية الفلسطينية بالقدس المحتلة يزيد مستوى الخطورة؛ بهدف تفتيتها وتشتيتها، مثل ما يجري في سلوان وقرية بيت صفافا وشعفاط وغيرها”.
ونوه التفكجي، إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي قفز لمرحلة تحويل الأحياء الفلسطينية في مدينة القدس، إلى فسيفساء في داخل المستعمرات الإسرائيلية”.
وذكر أن ما “تمت ملاحظته في القدس، أنه بعدما قامت سلطات الاحتلال بتطويق العديد من الأحياء الفلسطينية بالمستعمرات من جميع الجهات أو من خلال الشوارع العريضة التي تخدم تلك المستعمرات، فقد بدأت بعملية البناء لطرد السكان الفلسطينيين وإحلال المستوطنين الإسرائيليين مكانهم”.
وتابع التفكجي: “وهنا وصلنا لمرحلة خطيرة، وهي تحويل كل الأحياء الفلسطينية إلى مجموعة بيوت محاطة بالبؤر الاستيطانية، وعندما تبحث عن تجمع فلسطيني لا تجد، وما تعثر عليه مستوطنات إسرائيلية بها بيوت فلسطينية متناثرة”، مشددا على أن هذا “الوضع الخطير أكثر ما تشاهده في قرية بيت صفافا في الجزء الجنوبي من مدينة القدس”.
ذرائع أمنية
وبين خبير الاستيطان والخرائط، أن قرية بيت صفافا، كانت منقسمة لقسمين؛ جزء تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، والثاني تحت السيطرة الأردنية، وبعدما تم توحيد القرية عام 1967 واستكمال سيطرة الاحتلال عليها، بدأت عملية البناء الاستيطاني في القرية من الجهات الأربع، وشرع الاحتلال بتقطيعها عبر الشوارع العريضة وبناء المستوطنات بداخلها”.
وأرجع قيام الاحتلال بمثل هذه الإجراءات للعديد من الأسباب؛ منها “وقف النمو السكاني الفلسطيني، إضافة لذرائع أمنية إسرائيلية مختلفة”، مؤكدا أن “هذا الواقع الخطير يمنع قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس”.
ونبه التفكجي، أن “إسرائيل تعمل على خلع وتصفية الوجود الفلسطيني في القدس، عبر برنامج إسرائيلي واضح، يسعى للوصول بالسكان العرب في القدس إلى 12 بالمئة مقابل 88 بالمئة لليهود”.
ومضي بحديثه: “نحن اليوم لا نتحدث عن جغرافيا وإنما عن سكان؛ لأن الجغرافيا حسمت لصالح الاحتلال؛ فنحو 87 بالمئة من مساحة القدس تحت السيطرة الإسرائيلية، والآن بدأت سياسية تقليص السكان الفلسطينيين”، لافتا أن “هذه السياسة وضعت عام 1973، عندما وضع مخطط إسرائيلي لتقليص عدد السكان العرب من إجمالي عدد السكان في حدود البلدية إلى 22 بالمئة، واليوم قلصت النسبة لتصل 12 بالمئة”.
خطوات متسارعة
ولفت الخبير الفلسطيني المقيم في القدس المحتلة، إلى أنه “يجري اليوم طرح إخراج السكان الفلسطينيين في القدس إلى خارج الجدار للتخلص منهم، إضافة لضم الكتل الاستيطانية وإقامة القدس الكبرى بالمفهوم الإسرائيلي؛ والتي تعادل 10 بالمئة من مساحة الضفة الغربية المحتلة”.
وأكد أن “البرنامج الإسرائيلي يسير اليوم بخطوات متسارعة مستغلة ثلاثة ظروف دولية هي؛ الانقسام الفلسطيني، وما يحدث الآن في العالم العربي من تطبيع وصمت على ما يحدث بالقدس، وجعل المدينة المقدسة في آخر الأجندات العربية، إضافة لتحويل البوصلة العربية نحو سوريا ولبنان وغيرها في ظل انقسام عربي وإسلامي”.
أما الظرف الثالث، فهو “دعم الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل، والذي تمثل في نقل السفارة الأمريكية للقدس، وشرعنة الاستيطان”.
وحول كيفية مواجهة هذا التغول الإسرائيلي على مدينة القدس، شدد التفكجي، على ضرورة وأهمية “وضع استراتيجية لمواجهة مخططات الاحتلال، وهي إلى اليوم غير موجودة”.
ونبه أننا “بحاجة لوضع برنامج؛ فكما وضع الجانب الإسرائيلي برنامجا للقدس عام 2020 ونقله اليوم لعام 2050، يجب أن يكون لدينا برنامج واضح تماما في كافة الجوانب والأبعاد المختلفة”، مشددا على وجوب “وضع موازنات مالية لأجل تنفيذ هذا البرنامج، على الأقل وقف عملية التدهور التي تجري حاليا”.
وكشف الخبير، أن “ما يصرف على القدس عربيا يصل إلى نحو 27 مليون دولار، مقابل مليارات الدولارات من الجانب الإسرائيلي”، متسائلا: “كيف ستصمد القدس؟”، وقال: “نحن لا نستطيع أن نقاتل بلا أموال والقدس بجاجة للمال”.