اروع الاشعار لامى الغالية
إنَّ الحياة بأسرِها، تخطرُ على فكر الإنسان، عندما تتجاوزُّ لفظة الأمّ في فكرِهِ؛ لأنّها مثال حيٌّ للحياة التي تُرى بأمِّ العين، وتُلمَسُ بأنامِلِ الرُّوح، وتُكتبُ بماء العيون، فهي رمز الحياة الأسمى، وإكسيرُها الذي لولا وجودِهِ لما واصلّ الإنس على تلك الأرض، لهذاَ كرّمَها الشرع وأمر ببرِّها، أمرًا إلهيًّا منزَّلًا للبشرية جمعاء، منذ بدايتها وحتى يرثَ الله -سبحانه وتعالى- الأرضَ ومن عليها، لهذا قيل: إنَّ الجنة تحت أقدام الأمهات، ولذلك جعلَ الإنس عيدًا للأم في مختلف عام، فتُقام الاحتفالات احتفاء بأمهات العالم أجمع، ولأنَّ الشعر ديوان العرب، وعرّاب مشاعِرِهم وأحاسيسهم، لا مفر من أوضح شعر عن عيد الأم يُفرحُ القلوب ويُواضح النفوس.
شعر عن عيد الأم
لأنّ قدرَ الأمِّ جليٌّ واضحٌ لكل البشر، كان قليلًا عليها أن تُهدى قصيدة في عيدها، وربَّ قليلٍ في العدد، كثير في القلوب، وهذا بعض ما قيل من شعر عن عيد الأم ومن كلمات في يومِ فرحِها:
- قصيدة قالها محمد شودب من سوريا:
يُنسى الزمانُ ولا تُنسى أناشيدي وتظهرينَ فيمحو الحبُّ تسهيدي
لأنَّ وجهكِ أعراسي، تركتُ لهُ -ما بينَ ضوأينِ- آلافَ المواعيدِ
العيدُ أنتِ، فلولا ما تكونُ بهِ عيناكِ، ما كانَ لي في العمرِ من عيدِ
أكملتِ حلمَ فراشاتي، مشيتِ معي جداولًا من عبيرٍ غير معهودِ
أمِّي، ويكفي فؤادي أنْ أقولَ لهُ: أُمّي، ليرتاحَ من همِّ التناهيدِ
- وإنَّ من عظيمِ الأمِّ أنّها لم تغادر ألسنةَ الشعراء، فقد قال عنها الشاعر أحمد شوقي:
إنـي لـتطربني الخلالُ كريمةً طـرب الـغريب بـأوبة وتـلاقِ
وتهزُّني ذكرى المروءةِ والنَّدى بـيـن الـشـمائل هــزة الـمشتاقِ
فــإذا رزقــتَ خـلـيقةً مـحـمودةً فـقـد اصـطـفاكَ مـقسِّمُ الأرزاقِ
فـالـنَّاس هــذا حـظـُّه مــالٌ، وذا عــلـمٌ، وذاك مــكـارم الأخــلاقِ
والـمـال إن لـم تـدخره مـحصناً بـالـعـلم كـــان نـهـاية الإمــلاقِ
والـعـلم إنْ لــم تـكـتنفْهُ شـمائلٌ تـُعـلـيهِ كـــانَ مـطـيَّةَ الإخـفـاقِ
مـن لـي بـتربية الـنساء فـإنها فـي الـشرق عـلة ذلـكَ الإخفاقِ
الأم مــدرســـة إذا أعــددتْــهــا أعـددتْ شـعبًا طـيِّبَ الأعـراقِ
الأمُّ روضٌ إنْ تــعـهَّـدهُ الـحَـيـا بـالريِّ أورقَ أيــمــا إيـــراقِ
الأم أسـتـاذ الأســاتـذة الألـــى شغـلت مـآثـرهم مــدى الآفـاقِ
- وقال الشاعر الإماراتي كريم معتوق:
مــا قــلتُ والله يـا أمـي بـقـافــيـةٍ إلا وكـان مــقـامـًا فــوقَ مـا أصـفُ
يَخضرُّ حقلُ حروفي حين يحملها غـيـمٌ لأمي علـيه الطـيـبُ يُـقتـطفُ
والأمُ مـدرسـةٌ قـالوا، وقـلتُ: بـهـا كـل الـمدارسِ سـاحـاتٌ لـها تـقـفُ
هـا جـئتُ بالشعرِ أدنيها لقافيتي كـأنـما الأمُ في اللا وصـفِ تـتّصفُ
إنْ قلتُ في الأمِ شعرًا قامَ معتذرًا ها قـد أتـيتُ أمـامَ الجـمعِ أعـترفُ
- وقال الشاعر السوري نزار قباني في قصيدته، خمسُ رسائل إلى أمي:
صباح الخير يا حلوة
صباح الخير يا قدّيستي الحلوة
مضى عامان يا أمي على الولد الذي أبحرْ
برحلته الخرافيّة، وخبأ في حقائبه صباح بلاده الأخضرْ
وأنجمها، وأنهرها، وكل شقيقِها الأحمرْ
وخبَّأ في ملابسهِ طرابينًا من النّعناع والزّعترْ
وليلكةً دمشقيّة،
أنا وحدي، دخَان سجائري يضجرْ
ومنّي مقعدِي يضجرْ
وأحزاني عصافيرٌ، تفتش -بعد- عن بيدرْ
عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ عرفتُ حضارةَ التّعبِ
وطفتُ الهند، طفتُ السّند، طفت العالم الأصفرْ
ولم أعثرْ
على امرأةٍ تمشّط شعري الأشقرْ
وتحملُ في حقيبتها، إليّ عرائسَ السُّكّرْ
وتكسوني إذا أعرى وتنشلني إذا أعثرْ
أيا أمّي، أيا أمّي،
أنا الولدُ الذي أبحرْ
ولا زالتْ بخاطرهِ تعيشُ عروسةُ السُّكّرْ
فكيفَ، فكيفَ يا أمِّي غدوتُ أبًا، ولم أكبرْ؟
- وقال الشاعر معروف الرصافي في إحدى قصائدِه:
هي الأخلاقُ تنبتُ كالنّباتِ إذا سُقيت بماء المكرماتِ
تقوم إذا تعهدها المُربي على ساق الفضيلة مُثمِراتِ
وتسمو للمكارم باتّساقٍ كما اتّسقت أنابيبُ القناةِ
وتنعش من صميم المجد رُوحاً بأزهارٍ لها متضوعاتِ
ولم أرَ للخلائق من محلٍّ يُهذِّبها كحِضن الأمهاتِ
فحضْنُ الأمّ مدرسةُ تسَامتْ بتربية ِ البنين أو البناتِ
وأخلاقُ الوليدِ تقاس حسناً بأخلاق النّساءِ الوالداتِ
وليس ربيبُ عالية المزايا كمثلِ ربيب سافلة الصّفاتِ
وليس النّبت ينبت في جنانٍ كمثل النّبت ينبتُ في الفَلاة
فيا صدرَ الفتاة رحبت صدراً فأنت مَقرُّ أسنى العاطفاتِ
نراك إذا ضممتَ الطّفل لوْحاً يفوق جميع ألواح الحياةِ
إذا استند الوليد عليك لاحتْ تصاوير الحنان مصوَّراتِ
لأخلاق الصّبي بكُّ انعكاسٌ كما انعكس الخيالُ على المِراةِ
كلام عن الأم
بعدَ ما ورَد من شعر عن عيد الأم وشعر للأم، فإنَّ من أجمل ما قِيل عن الأم من عبارات الآتي:
- لو دُرْتَ الأرض بأسرِها، لن تجدَ وسادةً أحنَّ من حضن الأم.
- مرضت يومًا فنام الجميع، وسهرَتْ أمي.
- إنّ الأمَّ التي تهزُّ المهدَ بيسارِها، تهزُّ العالمَ بيمينِها.
- قلبُ الأمِّ كعودِ المسك، كلّما احترقَ فاحَ شذاهُ.
- الأشياءُ الثمينةُ لا تتكرَّرُ مرَّتينِ، لذلكَ نحنُ لا نملكُ إلاّ أمًّا واحدةً.
- أمي تعلَّمتُ منها كيف أنزلُ بتفكيري عندما أتحدَّثُ مع الصغار، وكيف أسمو وأرتقي بكلامي حين أناقش الكبار.
- بك يا أمّي أستطيع أن أعرفَ الله وأرى الجنّة.