أهمية الشباب في تقدم المجتمع
يتكوّن المجتمع من مجموعة من الأفراد كبار، وشباب، وصغار من مختلف الجنسين، حيث إنّ صغار السن هم اللذين تتراوح أعمارهم من يوم إلى أربعة عشر سنة، وفئة الشباب من سن الرابعة عشر إلى سن الأربعة والستين، وأمّا فئة كبار السن فهم من تزيد أعمارهم عن خمسة وستين، وعلى تصنيف المجتمعات بناءً على نسبة كل فئة من الفئات السابقة مثل المجتمع الفتي والمقصود به هو أنّ نسبة الشباب فيه تفوق نسبة كبار السن، ويعتبر الأردن من المجتمعات الفتية وما يميّز المجتمع الفتي هو أنّه أكثر قدرةً على الإنتاج وكذلك على مواكبة تطورات العصر السريعة، لما يمتلكونه من طاقات عالية وقدرة على التحمل تفوق تلك الفئتين الصغار وكبار السن.
ولكن ما معنى “الشباب”؟
ورد في كثير من المعاجم معنى كلمة الشباب، حيث إنّ لها أكثر من صيغة؛ فالشباب هم تلك الفئة المتوسطة من العمر التي تجاوزت سن البلوغ، وهناك كلمة الشبب والمقصود بها التفاؤل والأمل بالمستقبل المشرق وهي تدلّ على أول النهار، والشاب هو الفرس الذي يتّسم بالقوة وحب المغامرة وتحمل الصعاب، والمشابيب وتعني القادة حيث إنّ القيادة التي تكون بيد الشاب تتسم بالتغيير السياسي والاجتماعي نحو الأفضل، وتتمتع قيادة الشباب بالنشاط والحيوية والتعاون للوصول إلى النهضة والرقي بالمجتمع كافة.
أهمية الشباب
منذ أقدم العصور ودور الشباب يحتل مراكز متقدمة جداً في بناء المجتمعات حيث إنّ صلاح المجتمع يعتمد على صلاح أبنائه الشباب، فالدعوة الإسلاميّة قامت على كاهل الشباب، وكان الشباب هم الفئة الأكثر إسلاماً في البداية، وهنا تكمن أهمية فئة الشباب إذ أنّهم قابلون للتطور والتغيير وبناء نهضة في زمن قصير، لأنّهم يتمتعون بصفات عدة تساعدهم على ذلك مثل النشاط والقوة الجسدية والفكرية وغيرها، فالشباب ذكروا في مواطن كثيرة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ممّا يدلّ على أهميتهم في بناء المستقبل.
ازدهار الأوطان وتقدّمها مصدره الشباب، حيث إنّ وجود الموارد الطبيعية والإمكانيات المادية دون توفر الموارد البشرية لا يمكننا الاستفادة منها، لأنّ الموارد البشرية وخاصةً فئة الشباب هي من تقوم بعملية التخطيط والإدارة والسعي لتنمية كافة القطاعات وتطويرها، مثل التنمية الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والدينية، والمساعدة في المحافظة على استدامة الموارد الطبيعية إلى الأجيال القادمة. وكلّما كانت فئة الشباب أكثر نضوجاً وتعليماً كانت المجتمعات أكثر نهوضاً، ولا نعني بالشباب فئة الذكور فقط، بل تضمّ فئة الإناث التي لايقلّ دورها أهميةً عن دور الذكور فهي من تربي الأجيال وهي نصف المجتمع. وهناك دور كبير يقع على عاتق الاسرة وهو القيام على تربية الأبناء أخلاقياً، واجتماعياً، ودينياً لينشأ جيل من الشباب الواعي الذي يشكّل المجتمع وبالتالي الدولة.