الحرب الباردة والعدوان الغربي
محتويات المقال
عوامل سقوط الاتحاد السوفيتي
إصلاحات غورباتشوف
تُعدّ تغييرات غورباتشوف (القائد الأخير للاتحاد السوفيتي) من أكثر العوامل التي أدّت إلى تسريع سقوط الاتحاد؛ حيث غيّرت هذه الإصلاحات الأنظمة والقوانين التي اعتاد عليها الشعب، وأثرت التغييرات أيضاً على النخب الاقتصادية والسياسية، وبالتالي أصبحت الحكومة ضعيفة، وبدأت الانتقادات توجّه ضدها، وبهذا تمّ إنهاء الحكم السوفيتي عام 1991م.[١]
فساد المكتب السياسي
يعتبر فساد المكتب السياسي السوفيتي سبباً من أسباب سقوطه؛ حيث كان الاتحاد السوفيتي في العشرينات من القرن العشرين بقيادة فلاديمير لينين، وليون تروسكي، وجوزيف ستألين، وكانت لديهم العديد من السلبيات والعيوب في قياداتهم، ولكنهم كانوا مُندفعين بالنقاء الأيديولوجي المرتبط بالماركسية.[١]
منذ عام 1963م بدأ المكتب السياسي (البوليتبورو) the Politburo السوفيتي بالانحراف عن سياسات لينين مع اتباع منهجٍ متحفّظ نوعاً ما؛ حيث شهدت الستينيات والسبعينيات زيادة ثروات نخبة الحزب؛ إذ كانوا يمتلكون السيارات الألمانية المستوردة، وينامون على الحرير الإيطالي الفاخر، ويأكلون أشهى أصناف الطعام الفرنسي الثمين، بينما الملايين من أبناء الشعب يموتون من الجوع، وبالتالي خلق فساد الحكم ردة فعل عنيفة من قبل الجيل الشاب، الذين رفضوا أيديولوجية الحزب الفاسد التي رضي بها آباؤهم وثاروا عليه.[١]
الحرب الباردة والعدوان الغربي
تسبّبت الحرب الباردة بسقوط الاتحاد السوفيتي؛ حيث كانت هذه الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، وكانت مصدر قلق كبير على الصعيد الدولي، ومن الجدير ذكره أنّ الحرب الباردة كان هدفها نشر الشيوعية إلى الولايات المتحدة، وإلى بقية العالم أيضاً، وبدأت استعدادات الولايات المتّحدة لحرب من خلال تطوير أسلحة للانتقام، وكانت تُسمّى هذه الأسلحة بالثالوث الاستراتيجي Strategic Triad ، والتي شملت قاذفات قنابل بعيدة المدى، وغواصات حربية، وصواريخ أرضية، وأدّى هذا إلى نشوء ما يُدعى بـ “سباق التسلح النووي”، وذلك لأنّ الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة قامتا بتخزين أكبر عدد ممكن من الأسلحة النوويّة.[٢]
منذ الستينيات، زادت الولايات المتحدة وتيرة الحرب الباردة إلى أعلى مستوياتها، ودخل رونالد ريغان البيت الأبيض كمُعارض للاتحاد السوفيتي عام 1981م، ووصف الاتحاد بالإمبراطورية الشريرة، وأدّت قيادة ريغان إلى زيادة الإنفاق العسكري الأمريكي؛ حيث دعم مبادرة الدفاع الأمريكي “سدي”Strategic Defense Initiative (SDI)، التي قامت بتدمير القوة النووية السوفيتية من خلال تدمير الصواريخ السوفيتية، كما دمّر ريغان الاقتصاد السوفيتي من خلال عزل الاتحاد السوفيتي عن بقية الاقتصاد العالمي، وخفض أسعار النفط إلى أدنى مستوى، وهذه الأعمال كانت سبباً في انهيار الاتحاد السوفيتي.[١]
الحركات القومية
يمكن ربط سقوط الاتحاد السوفيتي ببنية الاتحاد وقوميته؛ حيث كان الاتحاد السوفيتي يتألّف من 15 جمهوريّة اشتراكية سوفيتية وهي:[٣]
- أرمينيا.
- أذربيجان.
- بيلاروسيا.
- استونيا.
- جورجيا.
- كازاخستان.
- قيرغيزيا (قيرغيزستان).
- لاتفيا.
- ليتوانيا.
- مولدافيا.
- وروسيا.
- طاجكستان.
- تركمانستان.
- أوكرانيا.
- أوزبكستان.
شتمل الاتحاد على العشرات من اللغات والثقافات المختلفة، وكثيرٌ من هذه الاختلافات لم تتّفق مع بعضها البعض، وقد قاد هذا الاختلاف إلى تشكّل الأقليات العرقية من قبل الأغلبية الروسية، الأمر الذي نتج عنه توتّر في مختلف المقاطعات وخاصّةً في القارة الأوروبية، وفي عام 1989م تغيّر النظام البولندي بفعل الحركات القومية في أوروبا الشرقية، وانتشرت الحركات القومية بسرعة رهيبة إلى تشيكوسلوفاكيا، ويوغسلافيا، وبدأ العديد من الحلفاء السوفياتيين بالانقسام على أساس أصولهم العرقية، مما أدّى إلى تكوين الحركات الانقسامية في أوكرانيا، وبيلاروس، ودول البلطيق، وهكذا بدأ الانسحاب والاستقلال عن الاتحاد السوفيتي، وبالتالي ضعفت القوة المركزية للاتحاد السوفيتي، وبحلول عام 1991م كانت نهاية الاتحاد السوفيتي.[١]