الحضارة المصريّة
تُعتبر الحضارة المصريّة من أعرق الحضارات التي قامت عبرَ التاريخ وأكثرها تنوّعاً وازدهاراً، ونستطيع رؤية ذلك من خلال الآثار التي تركتها الشعوب والحضارات التي قامت في تلك المنطقة والتي تدلّ على ازدهار وتطوّر كبير وصلوا إليه حينها، وتدلّ أيضاً على عبقرية فذة في مجالات مختلفة كالطب والعمارة والزراعة والهندسة.
عرفنا من خلال الحضارات السابقة الأهرامات المثلثيّة التي حيّرَت المهندسين لمدة طويلة من الزمن بسبب شكلها الغريب وبسبب المداخل والممرّات السرية والسراديب المنتشرة فيها، وعرفنا أيضاً تحنيط الأموات وكيفيّة حفظ جثثهم لآلاف الأعوام، ومن أهمّ الآثار التي لا زالت موجودةً حتى وقتنا الحاضر هي الأهرامات المختلفة وأهمّها أهرامات الجيزة وتمثال أبو الهول.
أهرامات الجيزة
تمتدّ الأهرامات المصريّة من محافظة الجيزة إلى منطقة هوارة على أطلال محافظة الفيوم، وهي أبنية ملكيّة تم بناءؤها من قبل المصريين القدماء في الفترة الممتدة من 2630 قبل الميلاد إلى 1530 قبل الميلاد، ويوجد ما يقارب الـ 100 هرم تمّ بناؤها في فترات مختلفة وفي أماكن مختلفة، وأشهر ثلاث أهرامات هي الموجودة في منطقة الجيزة وهي: هرم خوفو الأكبر، هرم خفرع، وهرم منقرع.
تمّ بناء هذه الأبنية بهدف الحفاظ على مومياء فرعون ومساعدته في العبور إلى السماء في رحلته إلى الآخرة؛ حيثُ كان المصريون القدماء يعتقدون أنّ روح الملك تبقى ترعاهم حتى بعد وفاته؛ حيثُ إنها تصعد إلى السماء وتنضمّ إلى الآلهة وتستمر في رعاية الشعب عن طريق تحفيز فيضان النيل من أجل نمو النباتات وإرسال الرخاء والراحة لهم ومنع الشر عنهم.
كان الكهنة والفنانون ينقشون العبارات باللغة الهيروغليفية القديمة على جدران غرفة الدفن الملكية؛ وهي عبارة عن تعاليم وآيات وتراتيل يتلوها الملك المُتوفّى أمام الآلهة أثناء الانتقال إلى الآخرة، وتعاويذ أخرى لتحميه خلال رحلته. تجلّت العبقريّة المعمارية في تصاميم الأهرامات؛ حيثُ إنّ الأضلاع الأربعة لها متعامدة مع الاتجاهات الأربعة: الشمال، والجنوب، والشرق والغرب، وتمّ بناؤها في الصحراء غربي النيل؛ بحيث إنّ الشمس تغرب من ورائها دائماً لأن قدماء المصريين كانوا يعتقدون أنّ روح الملك الميت تغادر جسده كل يوم وتسافر مع الشمس.
تمثال أبو الهول
هو تمثال لكائن أسطوري برأس إنسان وجسد أسد، تمّ نحته من حجر الكلس، والأرجح أنّه كان مغطىً بطبقةٍ ملوّنة من الجبص قديماً وزالت مع الزمن، وآثارالألوان لا تزال ظاهرةً بشكل خفيف بجانب أذن التمثال. يقع تمثال أبو الهول العظيم على هضبة الجيزة أمام هرم خفرع، حسب الاعتقادات المصرية القديمة هو يحرس الهضبة؛ هذا التمثال العظيم يبلغ من الطول 73.5 متراً، وعرضه يقارب 19.3 متراً.