قارة آسيا
محتويات المقال
قارة آسيا
تُعرف قارّة آسيا (بالإنجليزيّة: Asia) بأنّها إحدى قارّات العالم، والتي تُعتبر أكبرها من حيث عدد السُكّان والمَساحة الجغرافيّة، كما تتميّزُ بأنّها تمتلك أطول ساحل بحريّ، وتتنّوع البيئات الطبيعيّة فيها، ممّا أدّى إلى انتشار العديد من الكائنات الحيّة على أراضيها، كما تكمّن الإنسان من العيش فيها وتأسيس المُجتمعات العمرانيّة التي تطوّرت مع مرور الوقت.[١]
أمّا اسم آسيا فتوجد مجموعة من الآراء حوله؛ يُقال إنّه من الألفاظ التي استخدمها اليونانيّون القدماء من أجل التّمييز بين أرضهم والأراضي التي تقع في الجهة الشرقيّة لها، ويُقال إنّ أصل الكلمة يعود إلى اللّغة الآشوريّة القديمة ومعناها الشّرق، كما من الآراء الأُخرى المُحتملة أنّ هذا الاسم كان يُطلَقُ قديماً على الأراضي السهليّة التي عرفها الإغريق.[١]
يَحُدُّ قارّة آسيا من الجهة الشماليّة المُحيط المُتجمّد، أمّا من جهة الجنوب المُحيط الهنديّ، ويحدُّها من الشّرق المُحيط الهاديّ، ومن الجهة الغربيّة جزء من المُسطحات المائيّة التّابعة للمُحيط الأطلسيّ، وقارّة أوروبا. تُشكّل قناة السويس الخط الفاصل بين قارّة آسيا وقارة أفريقيا، وتصل المساحة الجغرافيّة الإجماليّة لقارة آسيا إلى 44,614,000 كم².[١]
تحتوي قارة آسيا على مجموعة من التّضاريس الجغرافيّة المُتنوّعة؛ إذ تُشكّل السّواحل جزءاً من معالمها الجُغرافيّة التي تصل إلى ما يُقارب 39,000 ألف ميل، وتحتوي القارّة على مُرتفعات مُختلفة في درجات ارتفاعها تتنوّع بين الجبال، والهضاب، كما تُشكّل المُنخفضات، كالسّهول، أقساماً عديدة من أراضي قارّة آسيا، أمّا المعالم الجغرافيّة المائيّة في آسيا فهي مُوزّعة على البحار، والأنهار، والشّعاب المرجانيّة التي تقع في سيبيريا، وغيرها من المُسطّحات المائيّة المُنتشرة في الدّول الآسيويّة.[١]
روسيا أكبر دولة في آسيا
تُعتبر روسيا أكبر دولةٍ في قارّة آسيا، ويوجد جزء منها في قارّة أوروبا، ممّا أدّى إلى تصنيفها كأكبر دولة في العالم، وروسيا دولة ديمقراطيّة مكونة من اتحاد فيدرالي، ونظام الحُكم فيها جمهوريّ، وتعتمد في حكمها على مجالسٍ سياسيّة وهي مجلس الاتحاد الروسي، ومجلس الدوما الذي يمثل البرلمان في روسيا، ويعدُّ رئيس مجلس الاتحاد الروسي؛ هو رئيساً لروسيا وقائداً لقواتها العسكريّة المسلحة، ولكن ينفذ الاتحاد الروسي قرارته بعد الحصول على موافقة رسميّة من مجلس الدوما.[٢]
تعدُّ مدينة موسكو عاصمة لروسيا ومركز الحكومة الروسيّة، والتي تُساهم في التحكّم في الوضع السياسيّ، والاقتصاديّ، والعسكريّ، والاجتماعيّ في روسيا، ومنذ تأسيس الإمبراطوريّة الروسيّة كان لموسكو نفوذها وتأثيرها في روسيا، واستمرّ هذا التأثير حتى بعد نقل العاصمة منها إلى مدينة سان بطرسبورغ، ومن ثم عودتها مُجدّداً كعاصمة لروسيا في العهد السوفيتيّ؛ إذ تميّزت موسكو في مجالها التجاريّ الذي ساهم في تقديم الدّعم للاقتصاد الروسيّ، والتّعزيز من الحركة التجاريّة بين المناطق الروسيّة الآسيويّة والأوروبيّة، والدّول المُحيطة في روسيا.[٣]
التّضاريس الجغرافيّة
تتميّز روسيا في تنوع تضاريسها الجغرافيّة، وذلك بسبب الاختلاف في مناطقها المُنتشرة على مساحتها التي تصل إلى 17,075,400 كم²، وتنتشر السّهول المُتجمّدة في الشّمال الروسيّ وتُعتبر من المناطق الباردة جدّاً، أما في الجزء الجنوبيّ من أراضي روسيافتوجد الغابات التي تحتوي على الكثير من الأشجار، وتُشكّل جزءاً من المساحات الخضراء الروسيّة، كما تُشاركها السّهول الزراعيّة المُمتدّة في المناطق البريّة التي تحتوي على مجموعة من النّباتات المزروعة. كذلك تُحيط في روسيا سلسلة جبال القوقازالتي تُعتبر من أشهر السّلاسل الجبليّة، أمّا المُسطّحات المائيّة فتُعدُّ جزءاً مُهمّاً من المساحات الجغرافيّة في روسيا، ومن أشهرها نهر الفولجا الذي يُعتَبر من أطول الأنهار الروسيّة، ويقع في القسم الأوروبيّ منها.[٤]
المناخ
يُعدُّ المناخ في روسيا قاريّاً شديد البرودة؛ إذ تستمرّ الأجواء الشتويّة في أغلب شهور العام في كافّة المناطق الروسيّة تقريباً، ويُصاحب الشّتاء في روسيا هطولاً للأمطار والثّلوج التي تتراكم على مساحات مُختلفة، وتصل درجات الحرارة في فصل الشّتاء وخصوصاً في شهر كانون الثاني (يناير) إلى أقلّ من 46 درجةً مئويّةً، بينما تصل درجات الحرارة في فصل الصّيف، وتحديداً في شهر تموّز (يوليو)، إلى ما يُقارب 38 درجة مئويّة، أمّا تساقط الأمطار فيزداد في القسم الأوروبيّ من روسيا، بينما تتراكم الثّلوج في المناطق الوُسطى والغربيّة، ويصل ارتفاعها إلى 120سم.[٤]
الاقتصاد
يُعتبر قطاع الاقتصاد الروسيّ من أهمّ القطاعات الاقتصاديّة الدوليّة، والذي يشهد نموّاً مُستمرّاً، وتنميةً مُستدامةً منذ أواخر التسعينيّات من القرن العشرين للميلاد؛ وخصوصاً بعد خروج روسيا من الاتّحاد السوفيتيّ والتّركيز على بناء قطاعها الاقتصادي مجدداً، وهذا ما ظهر بوضوح في التطوّرات المُتنوّعة في مختلف القطاعات الاقتصاديّة، مثل الأعمال المصرفيّة، والنّقل، والطّاقة، وغيرها من القطاعات الاقتصاديّة الأخرى، وخصوصاً تلك التي تعتمد على الإنتاج الصناعيّ الذي يُشكّل نسبة 32,6% من النّاتج الإجماليّ المحليّ الروسيّ. كما يُساهم القطاع الزراعيّ بحوالي 4,6% من إجمالي الإنتاج في روسيا؛ لأنّ المساحات الصّالحة للزّراعة قليلة جداً بسبب تجمّد التّربة، وانتشار الثّلوج على الأراضي الروسيّة.[٥]
السُكّان
تتميّز روسيا بوجود تنوّع سُكّاني في مُختلف المناطق الحضاريّة والريفيّة؛ إذ ساهمت الهجرات المُختلفة إليها من قِبَل الدُّول المُحيطة بها، وخصوصاً الشّعوب الأوروبيّة والآسيويّة، إلى ظهور هذا التنوّع في مُجتمعها، وتشير الإحصاءات السُكانيّة إلى أنّ السُكّان من أصول روسيّة تصل نسبتهم إلى 77,7%، أمّا المجموعات الأُخرى من السُكّان، فهي تتنوّع بين الأوكرانيّين، والتّتار، والشّيشان. يتحدّث الشّعب الروسيّ اللّغة الروسيّة بصفتها اللّغة المُتداوَلة والرسميّة في كافّة المجالات؛ وتحديداً في قطاعالتّعليم في مُختلف مستوياته، إذ تُشكّل نسبة السُكّان القادرين على القراءة والكتابة 99% من العدد الإجماليّ لسُكّان روسيا؛ وذلك بسبب التّنمية المُستمرّة في التّعليم المدرسيّ والجامعيّ، أمّا الانتشار السُكّاني الكثيف فهو مُؤثّر على كلٍّ من مدينة موسكو (العاصمة)، ومدينة سان بطرسبورغ.[٥]