لحم بلادي
نحن في حلّ من التذكار فالكرمل فينا وعلى أهدابنا عشب الجليل لا تقولي ليتنا نركض كالنهر إليها، لا تقولي! نحن في لحم بلادي.. وهي فينا! لم نكن قبل حزيران كأفراح الحمام ولذا، لم يتفتّت حبنا بين السلاسل نحن يا أختاه، من عشرين عاماً نحن لا نكتب أشعاراً، ولكنا نقاتل ذلك الظل الذي يسقط في عينيك شيطان إله جاء من شهر حزيران لكي يصبغ بالشمس الجباه إنّه لون شهيد إنّه طعم صلاة إنّه يقتل أو يُحيي وفي الحالين.. آه! أوّل الليل على عينيك، كان في فؤادي، قطرة قطرة من آخر الليل الطويل والذي يجمعنا، الساعة، في هذا المكان شارع العودة من عصر الذبول. صوتك الليلة، سكين وجرح وضِماد ونعاس جاء من صمت الضحايا أين أهلي؟ خرجوا من خيمة المنفى، وعادوا مرة أخرى سبايا! كلمات الحب لم تصدأ، ولكن الحبيب واقع في الأسر.. يا حبي الذي حملني شرفات خلعتها الريح أعتاب بيوت وذنوب. لم يسع قلبي سوى عينيك في يوم من الأيام والآن اغتنى بالوطن! وعرفنا ما الذي يجعل صوت القُبّرة خنجراً يلمع في وجه الغزاة وعرفنا ما الذي يجعل صمت المقبرة مهرجانا.. وبساتين حياة! عندما كنت تغنين رأيت الشرفات تهجر الجدران والساحة تمتد إلى خصر الجبل لم نكن نسمع موسيقا ولا نبصر لون الكلمات كان في الغرفة مليون بطل في دمي من وجهه صيف ونبض مستعار عدت خجلان إلى البيت فقد خرّ على جرحي شهيداً كان مأوى ليلة الميلاد كان الانتظار وأنا أقطف من ذكراه عيداً. الندى والنار عيناه إذا ارددت اقتراباً منه غنى وتبخّرت على ساعده لحظة صمت وصلاة آه سمِّهِ كما شئت شهيداً غادر الكوخ فتى ثم أتى لما أتى وجه إله. هذه الأرض التي تمتصّ جلد الشهداء تعد الصيف بقمح وكواكب فاعبديها نحن في أحشائها ملح وماء وعلى أحضانها جرح يحارب. دمعتي في الحلق يا أخت وفي عيّني نار وتحرّرت من الشكوى على باب الخليفة كل من ماتوا ومن سوف يموتون على باب النهار عانقوني، صنعوا مني.. قذيفة! منزل الأحباب مهجور. ويافا ترجمت حتى النخاع والتي تبحث عني لم تجد مني سوى جبهتها أتركي لي كل هذا الموت، يا أخت أتركي هذا الضياع فأنا أضفره نجماً على نكبتها. آه يا جرحي المكابر وطني ليس حقيبه وأنا لست مسافر إنّني العاشق، والأرض حبيبه. وإذا استرسلت في الذكرى! نما في جبهتي عشب الندم وتحسّرت على شيء بعيد وإذا استسلمتُ للشوق، تبنّيتُ أساطير العبيد وأنا آثرت أن أجعل من صوتي حصاة ومن الصخر نغم! جبهتي لا تحمل الظل وظلي لا أراه وأنا أبصق في الجرح الذي لا يشعل الليل جباه! خبئي الدمعة للعيد فلن نبكي سوى من فرح ولنسم الموت في الساحة عرساً.. وحياه! وترعرعت على الجرح، وما قلت لأمي ما الذي يجعلها في الليل خيمة أنا ما ضيّعت ينبوعي وعنواني واسمي ولذا أبصرت في أسمالها مليون نجمة! رايتي سوداء، والميناء تابوت وظهري قنطرة يا خريف العالم المنهار فينا يا ربيع العالم المولود فينا زهرتي حمراء والميناء مفتوح، وقلبي شجرة! لغتي صوت خرير الماء في نهر الزوابع ومرايا الشمس والحنطة في ساحة حرب ربما أخطأت في التعبير أحياناً ولكن كنت (لا أخجل) رائع عندما استبدلت بالقاموس قلبي! كان لا بد من الأعداء كي نعرف أنا توأمان! كان لا بد من الريح لكي نسكن جذع السنديان! ولو أن السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب ظل طفلاً ضائع الجرح.. جبان. لك عندي كلمة لم أقلها بعد، فالظل على الشرفة يحتل القمر وبلادي ملحمة كنت فيها عازفاً.. صرت وتر! عالِم الآثار مشغول بتحليل الحجارة إنه يبحث عن عينيه في رُدَمِ الأساطير لكي يثبت أني عابر في الدرب لا عينين لي لا حرف في سفر الحضارة! وأنا أزرع أشجاري. على مهلي وعن حبّي أُغنّي! غيمة الصيف التي.. يحملها ظهر الهزيمة علّقت نسل السلاطين على حبل السراب وأنا المقتول والمولود في ليل الجريمة ها أنا ازددت التصاقا.. بالتراب! آن لي أن أبدل اللفظة بالفعل وآن لي أن أثبت حبي للثرى والقبرة فالعصا تفترس القيثار في هذا الزمان وأنا أصغر في المرآه مذ لاحت ورائي شجرة.