إلى آخِر أمراء الأندلس . . .
إلى آخِر أمراء الأندلس . . .
.
.
.
لا تلتفت
لا تَتْلُ يا… صمتَ الذهولْ
لا تبكِها مثلَ النسا مُلكاً مُضاعاً
لم تُحا…
هل يُعْوِلُ السيفُ الظلومُ على القتيلْ ؟!
لا تحكِ عن لغةِ الهطولْ!
قد ترجـمَتْها الأرضُ
فارتدّتْ…
مواسمَ من مُحُولْ
والفجرُ!
قد برزَتْ شموس ضُحاكمُ متوهّجاتٍ
بالأفول!
لا تدّعوا الإيناع حين تُجاهرون
بغرسِ أغصان الذبولْ
* * *
العابرون
وهذه أصواتُ آثار الخُطى الخرساءُ
قد خطّت على جسدِ البطولات _ التي مضغَ الرواةُ _ وسومَ عارْ
القوم متكئون في الهيجا على صوت التراث
وما تبقّى من صدى تلك البطولات التي اجتُرَّتْ
سوى أشلاءِ قاماتِ الصليلْ!
يتنفّسون صدى التراث الأبترِ الموؤود!
فالأمجادُ أصواتٌ محنَّطةٌ
تَهاوتْ في توابيت الشفاه
تظلُّ ينخرُ طهرَها عُهْرُ المَقُولْ :
ها نحن صورة طارقٍ
(. . . . . . . . . .)!!
ويظلُّ يذبح طارقاً في قبره
سيفُ اختلافِ فحولةِ الأفعال منه
وأنثويّةِ ما نقولْ
أمجادهم محضُ الرؤى واستعطَفوا التأويل . . .
حتى أوّلوا الرؤيا بأندلسٍ ؛ فهبُّوا للخمولْ
لا تدّعوا (ما تدّعونْ)
أخجلتمُ الصهَواتِ
أحرجتم إباءً للتراث
حَنَـيتمُ هاماتِ أصداءِ الصهيلْ
* * *
لا تلتفتْ
فوراءك التاريخ موتوراً
وما بردَتْ له إلا عظام المستحيلْ
وأمامك المستقبلُ/النسْلُ اليتيم
تضج في دمه ابتهالات القتيلْ
لا تلتفتْ يا . . .
إن أثقل خطوةٍ
مرَّتْ على تاريخ هذا المجد
خطوتُك التي مرتْ خفيفاً مثلَ لمحِ البرق
لم تتركْ أثرْ
* * *
أرهقتَ أرحامَ القبور
فكم تُلقِّحُهنَّ من أشلاء شعبكَ _ ظالماً_ نُطَفَ السيوفْ
فالأرض حُبلى بالجثثْ!
ولقد رأى التاريخ
أن حقيقة الميلاد ما حملَتْ به رحِمُ
الكفَنْ
* * *
. . . . . . . . .
وتعرّتِ الأصواتُ
فافتُضحَت حناجرُ مَن حروفهمُ وسَنْ
فاصرُخ بِصَمتِك
للتراثِ
وللمعاصر
والذي يأتي
فقد يعفو الزمنْ :
أوسعتُهم سبّاً وساروا بالوطنْ!