أنواع الخاطرة
الخاطرة: هي نوع من النثر الأدبي الغني بالمحسنات البديعية وهي فن أدبي يتشابه إلى حد ما مع القصيدة النثرية والرسالة الأدبية والقصة إلا أنّ الخاطرة لا تلتزم بوزن أو قافية او رتم معين . فهي تعبر عن حالة شعورية إنسانية يمر بها الكاتب تعبر عن مكنوناته لذا نجد الكلمات القوية البليغة والتصوير المبدع .
والخاطرة لا تحتاج إعداد مسبق فهي وليدة الحين وتكون على ثلاثة وجوه :
قصيرة تتسم بالبساطة وسهولة المعاني ، ومتوسطة تتميز بإنحصار المعنى والتماسك الفكري ، وطويلة تتميز بالإسهاب في المعاني والوصف فتكون مبالغ فيها.
أنواع الخاطرة :
1- الخاطرة المركبة : وهي تهتم بنقل الموقف أو الحدث مع أحاسيس الكاتب ( الخاطرة الرومانسية ).
تتميز بالوضوح والترابط تتشابه مع القصة القصيرة .
تقل فيها المحسنات البديعية والصور البلاغية فهي تحوم في عالم الأحاسيس والخيال.
2- الخاطرة المجردة : وهي تعنى بنقل أحاسيس الكاتب دون ذكر الموقف ( الخاطرة الوجدانية ).
تتميز بالغموض والابهام وعدم وضوح المعاني في مقاطعها وتكثر فيها المحسنات البلاغية .
بعض الأخطاء يجب تجنبها عند كتابة الخاطرة :
- تغطية عدة مواضيع في الخاطرة يشتت القارئ ولا يستطيع التركيز .
- تكرار في الصور والكلمات يشوه النص ويضعفه .
- كن نفسك ولا تقلد فالمشاعر صدقها في أسالتها من الداخل لا في تقليدها .
- اقتباس جزء من خاطرة ونسبها للذات غير مقبول فهذا يعد سرقة أدبية .
- الإطالة بشكل ممل يفقد الخاطرة رونقها الخاص المتمثل بالإيجاز والإختزال .
- الكتابة بأسلوب السرد اليومي العادي يجعلها غير مقبولة كنص أدبي .
- استخدام العبارات الغريبة صعبة الفهم يجعلها لا ترسخ بالذاكرة .
- عدم مراجعة الخاطرة بعد كتابتها ، يجب تدقيقها لغوياً ونحوياً وفنياً .
يجب مراعاة الذوق العام وتقافة المجتمع الذي نعيش فيه عند كتابة أي نص أدبيوليس الخاطرة فحسب .
في النهاية الخاطرة خاطر يجول ويصول في داخل الكاتب الذي يهتز قلمه على السطور فيسل لعابه الحبري صوراً ومعانٍ لا تنضب حتى وإن استأثرت النفس بها فلا بد من أن تخرج للعلن بطلةٍ تعبر عن صاحبها .
هذه خاطرة نزفها قلمي في ساعات خلوة بيني وبين نفسي أحب أن تتذوقوها معي .
( أين حدسي )
ما تنقم مني إلا أن رتبتك داخل الحشا وأسدلتك ميقاقاً غليظاً على سريرتي ، كنست اوراق أيلول المهترئة كي تعبرني ملامحك بلا خشخشة، تلذذتَ بجدائل الليل على كتفي واستقامت ترانيمك في خاطري فأشبعت فيَّ كل ما فيَّ وأشقيت الخطوط الحمراء التي بيننا كطيف ما كان له في حيزنا وجود . ما بالك مللت نحتاً لصميمي ، ما بالك برئت من شعث كلماتي التي صفقت لها بالأمس وأَنْبَتَّها اليوم في قاموس حبك صنماً نفعاً ولا ضراً، ما بالي لا أرى الصمت في حقائب عينيك كما الأمس ، كما لو أن سراً عصيُ على الفهم قد جال فيهما ما بال شفتاك ما عادت تحدق في ثوانيِّ وأجزائي ، ما بال رقعة الأوهام في مخيلتي تزداد اتساعا وأنت تصادق عليها، هل أخفقت في حبك !؟ هل أكثرت من عشقك !؟
هل أدمنتك فلا بعدُ ولا مرتع ؟! هل كنتُ اللاهثة خلف رذاذ عطرك تحت شرفات أنامك ؟!
هل كنتَ بيناً ؟! ياااااااه !!! أين حدسي ؟! أين حدسي ؟!!