أسباب قسوة القلب
محتويات المقال
قسوة القلب
لا تقتصر الأمراض المختلفة التي تصيب الإنسان على الأمراض العضوية، فهناك أمراض أخرى كثيرة لها علاقة بالحالة النفسية التي يمر بها الإنسان والتي ينبثق عنها حالة سلوكيّة خاصة، وهناك العديد من الأمراض النفسية التي ينجم عنها إحداث خلل في نمط معاملة هذا الشخص المريض مع الأفراد الذين يواجههم في الحياة اليومية، ومع المجتمع الذي يعيش فيه ككل، وهناك أمراض أخرى لها علاقة بتباين مواقف الإنسان وسلوكه الخيّر بسبب عدة أمور تطرأ على حياته وتغير من سلوكه ومواقفه ونظرته للأمور، لذلك سنقدم أسباب قسوة القلب خلال هذا المقال بالتفصيل.
وظيفة القلب
لا تقتصر وظيفة القلب على وظيفة واحدة فقط تختص بعمله العضوي وإنما هناك العديد من الوظائف للقلب أهمها ما يلي:
- الوظيفة العضوية
التي تعنى بضخ الدم إلى جميع أعضاء جسم الإنسان لتزويد أعضاء الجسم المختلفة بالغذاء والأكسجين اللازم لجميع عمليات الهدم والبناء والعمليات الحيوية الأخرى. - الوظيفة الحسية
حيث إن له دورًا هامًا في علمية الحس والشعور، فمنه تتولد مشاعر الحب أو الكراهية، وكل ما هو إنساني، وهذا يؤثر على كيفية تعامل المحيط البشري معه. - الوظيفة الإدراكية
وجد أن للقلب بعض المهام الأخرى التي لا ترتبط بالوظيفة الحسية أو الوظيفة العضوية الاعتيادية وهي الوظيفة الإدراكية، حيث إن له دورًا بالغ الأهمية في عملية التفكر والإدراك وتحليل الأشياء والبحث في خبايا الأمور ومكنونات الوجود، وجاء ذلك جلياً في القرآن الكريم في قوله تعالى: ” وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)” الأعراف، وهذا يدلل على وجود دور محوري للقلب في التفقّه واستعياب الأشياء.
قسوة القلب
تعد قسوة القلب من الأمراض غير العضوية التي يمكن أن تترجم على شكل سلوكيات تتمثل في تولد الحقد والكراهية، والتصرف بشكل عنيف تجاه الأشخاص والأشياء والابتعاد عن الإنسانية، فصاحب القلب القاسي لا يعرف الرحمة ولا يصدر عنه سوى الغلظة، وقساة القلوب لا يرحمون الصغير ولا يعطفون على الكبير، وقد تمتد الإساءة التي يمارسونها مع الأشخاص إلى أهلهم وآبائهم وأمهاتهم.
أسباب قسوة القلب
- الابتعاد عن الله وعدم الالتزام بأركان الاسلام وارتكاب المعاصي سواء كانت صغييرة أو كبيرة
- البعد عن الإنسانية وتجاهل كل ما هو مرتبط بالشعور الرحيم تجاه الإنسان والحيوان والجمادات.
- البعد عن الطريق القويم ومنهج الرسالة الربانية والعقائد التي تربي الإنسان على الرحمة والإنسانية والإحساس بالآخر.
- كره التنوع الإنساني ووجود الطبقية والتعصب إلى العرق أو اللغة أو الدين أو الجماعة.
- وجود ظروف خاصة وعوامل تولد الكراهية في قلب الإنسان في أثناء التربية والنشوء كحالات التفكك الأسري والتشرد التي ينشأ عنها جيل يحمل في قلبه من الكراهية الكثير على المجتمع الإنساني والعالم ككل.
- التشدد والغلو وإتباع المناهج المنحرفة وممارسة الإرهاب الإنساني بشكل ينعكس على الواقع، والذي يتولد عنه بغض الآخر وتوليد الكراهية وعدم المبالاة بالقتل أو إيذاء الناس.