دعوة عيسى عليه السلام
يعدّ سيّدنا عيسى عليه السلام من الأنبياء الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه الكريم كواحدٍ من أولي العزم من الرّسل، فما قصّة النّبي عيسى عليه السّلام منذ مولده إلى حين رفعه إلى السّماء؟
مولد عيسى عليه السلام
كان مولد النّبي عيسى عليه السّلام معجزةً وآيةً من آيات الله تعالى، فقد جاء عيسى عليه السّلام من أمّ من دون أب وهي مريم الصدّيقة؛ حيث كانت البداية عندما بعث الله جبريل عليه السّلام ليخبر مريم بأمر الله تعالى في خلق عيسى فاستسلمت مريم لأمر الله تعالى وفي قلبها خشية من كلام النّاس وما سيقولونه عندما يرونها تحمل طفلاً، فثبّتها الله سبحانه وربط على قلبها وأوحى إليها أن لا تكلّم النّاس حتّى يكلّمهم عيسى عليه السّلام وهو في المهد، وعندما أتت قومها تحمل رضيعها بدأت ألسن النّاس تنال منها فأشارت إلى رضيعها فظنّ القوم أنّها تستهزئ بهم؛ إذ كيف يكلّمون طفلًا رضيعًا لا يزال في مهده، فانطلق لسان الطّفل عيسى في آيةٍ مبهرة من ربّ العالمين ليخبر القوم أنّه عبد الله ونبيّه الذي أتاه الكتاب وأوصاه بالصّلاة والبرّ وحسن الأخلاق.
دعوة عيسى عليه السلام
عندما شبّ النبيّ عيسى عليه السلام وبلغ رشده بدأ بدعوة النّاس إلى دين الله تعالى، وقد اختصّ بالدّعوة قومه بني إسرائيل، وقد أيّده الله تعالى بعددٍ من المعجزات منها: إحياء الموتى، وإبراء المرضى، وإعادة نعمة البصر إلى من فقدها، وقد تعرّض عيسى عليه السّلام إلى كثيرٍ من الأذى من قومه حتّى أن كبراءهم سعوا إلى الحاكم الرّوماني ليسجن عيسى عليه السّلام أو يقتله، وعندها أصدر الحاكم أوامره إلى جيشه لاعتقال عيسى عليه السّلام كي يصلب أمام النّاس بتهمة الزّندقة وتغيير دين الحاكم ولكنّ الله سبحانه وتعالى حفظ نبيّه الكريم فرفعه إليه ونجّاه من القوم الظّالمين، وقد رأى القوم شبيهًا لعيسى عليه السّلام فقاموا باعتقاله وصلبه، ويقال إنّه أحد الحواريّين وهو خان عيسى عليه السّلام ووشى بأمره إلى الحاكم فانتقم الله تعالى منه.
وفي المعتقد الإسلامي أنّ النّبي عيسى عليه السّلام ما هو إلّا عبد لله ونبي قد أرسله الله تعالى إلى بني إسرائيل ليحلّ لهم بعض الذي حرّم عليهم وليذكّرهم بما حرّم الله تعالى عليهم، وقد أنزل الله تعالى عليه كتاب الإنجيل، بينما ضلّ كثيرٌ من النّصارى في اعتقاد الألوهيّة في شخص النّبي عيسى عليه السّلام أو ما يسمّى بالثّالوث المقدّس وهم الأب والابن والرّوح القدس، وكل هذا من الضّلال الكبير، فالله سبحانه وتعالى واحدٌ أحد لم يلد ولم يولد.