دروس اللغة العربية , درس من أسرار التقديم والتأخير
دروس اللغة العربية , درس من أسرار التقديم والتأخير
دروس اللغة العربية , درس من أسرار التقديم والتأخير
فكم مرة قرأنا درس التقديم و التأخير دراسة تقليدية تكاد تكون الأمثلة فيه مكررة و من خلال هذه الأمثلة القرآنية تبين لنا أن للتقديم و التأخير أسبابا قد تغيب عن كثير منا و هذا النص من كتاب بدائع الفوائد كفيل ببيان ذلك فإليكموه منقولا و أرجو أن يكون مفهوما…..
قال السهيلي:
والمعاني تتقدم بأحد خمسة أشياء ، و ربما قدمت بأكثر ، أو بها كلها :
1- بالزمان :
كقوله تعالى:” أولئك الذين حقّ عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجنّ والإنس، إنّهم كانوا خاسرين.” (الأحقاف- آية 18 ) فقد تقدم لفظ الجن على الإنس ، وذلك لتقدم خلق الجن على الإنس من حيث الزمان .
2- بالطبع:
كقوله تعالى:” ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ، ولا خمسة إلا هو سادسهم ..”( المجادلة – آية 7 ) وما يتقدم من الأعداد بعضها على بعض إنما يتقدم بالطبع. كذلك في قوله تعالى: ” سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم “(الحشر- آية 1) فتقدم اسم العزيز على الحكيم لأنّه لما عزّ حكم. وربما من تقدم السبب على المسبب .
3- بالرتبة :
كقوله تعالى:”وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ” ( الحج – 27 ) لأن الذي يأتي راجلا يأتي من المكلن القريب والذي يأتي على الضامر يأتي من المكان البعيد .
4- بالسبب:
كقوله تعالى:” والله يحب التوابين ويحب المتطهرين” لأنّ التوبة سبب الطهارة.
5- بالفضل والشرف :
كقوله تعالى:” واسجدي واركعي مع الراكعين” لأنّ السجود افضل وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
وربما كان ترتب اللفظ بحسب الخفة والثقل لا بحسب المعنى. كلفظ الجن والإنس، فإنّ لفظ الإنس أخف لمكان النون الخفية والسين المهموسة فكان الأثقل أولى بأول الكلام من الأخف لنشاط المتكلم وراحته ، ولحكمة اخرى كما ذكر سابقا لتقدم خلق الجن على الإنس.
المصدر :
“من بدائع الفوائد ” لابن القيّم