يوم عرفة
يوم عرفة
من أفضل الأيام عند المسلمين وهو يوافق 9 من الشهر
الثاني عشر (ذو الحجة) وأحد أيام العشر من ذي الحجة.
يقف الحجاج يوم عرفة بعرفة وهو موقع قريب من مكة المكرمة.
وعرفة أو عرفات أبعد المشاعر المقدسة من مكة إذ
يبعد عنها 22 كم، كما أنه خارج حدود الحرم.
محتويات
1 التسمية
2 حدود عرفات الله
3 من فضائل يوم عرفة
3.1 إنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة
3.2 يوم عيد
3.3 إنه يوم أقسم الله به
3.4 أن صيامه يكفر سنتين
3.5 أنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم
3.6 يوم عتق من النار ومغفرة
4 مناسك يوم عرفة
5 المراجع
التسمية
هناك عدة أقول لتسمية عرفة بهذا الاسم، ذكرها الإمام
القرطبي في تفسيره: [1]
قالوا في تسمية عرفة بهذا الاسم لأن الناس يتعارفون فيه.
وقيل لأن جبريل عليه السلام طاف بإبراهيم فكان
يريه المشاهد فيقول له: أعرفت أعرفت؟
فيقول إبراهيم عرفت عرفت.
وقيل لأن آدم عليه السلام لما أهبط من الجنة
هو وحواء التقيا في ذلك المكان فعرفها وعرفته.
حدود عرفات الله
وهذا المكان محدد بحدود شرعية، لا يجوز الوقوف خارجها،
ومن أهم هذه الحدود حد طبيعي هو وادي عرفة.
وهو وادٍ جاف يقع غرب عرفة وهوالحد الأساسي لها.
ثم إن باقي المكان يتخذ شكل قوس واسع محدد بالجبال
من جميع الجهات بينما تتميز أرضه بالانبساط.
هذا اليوم يمثل أهم أركان الحج في الإسلام،
حتى وصفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله
(الحج عرفة)
– رواه الترمذي وأبو داود –
وهذا أسلوب قصر وحصر وتخصيص للدلالة على
أهمية هذا الركن.
و يوم عرفة من الأيام الفاضلة، تجاب فيه الدعوات،
وتقال العثرات، ويباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات،
وهو يوم عظَّم الله أمره، ورفع على الأيام قدره.
وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة،
ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران.
من فضائل يوم عرفة
إنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة
ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب
أن رجلاً من اليهود قال له:
يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها،
لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً،
قال: أي آية؟ قال:
﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ
نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً﴾
(المائدة: 3).
[2] قال عمر:
قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي ،
وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
يوم عيد
قال :
(يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا
أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب) ”
رواه أهل السّنن”
وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال:
(نزلت – أي آية (اليوم أكملت) – في يوم الجمعة ويوم عرفة،
وكلاهما بحمد الله لنا عيد).
إنه يوم أقسم الله به
والعظيم لا يقسم إلا بعظيم،
فهو اليوم المشهود في قول القرآن :
{وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } البروج.
فعن أبي هريرة أن النبي قال:
(اليوم الموعود : يوم القيامة،
واليوم المشهود : يوم عرفة،
والشاهد : يوم الجمعة)
رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله:
{ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } الفجر.
قال ابن عباس:
الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة،
وهو قول عكرمة والضحاك.
أن صيامه يكفر سنتين
فقد ورد عن أبي قتادة أن رسول الله سئل
عن صوم يوم عرفة
فقال:
(يكفر السنة الماضية والسنة القابلة)
رواه مسلم.
وهذا إنما يستحب لغير الحاج،
أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛
لأن النبي ترك صومه،
وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة.
قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر:
“انه مستحب استحبابا شديدا “.
وقال عليه الصلاة والسلام:
(ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله
إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار
سبعين خريفا)
متفق عليه.
أنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق
على ذرية آدم
فعن ابن عباس قال:
قال رسول الله:
«إنَّ الله أخذ الميثاق من ظهر
آدم بِنَعْمان (يعني: عرفة)
وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر،
ثم كلمهم قِبَلا» قال:
يوم عرفة 12px-Ra_bracket.png وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ
مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ
أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا
أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ يوم عرفة 20px-Aya-172.png
أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا
مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ
أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ يوم عرفة 20px-Aya-173.png يوم عرفة 12px-La_bracket.png
(الأعراف: 172، 173)
رواه أحمد وصحّحهُ الألباني.[3]
يوم عتق من النار ومغفرة
أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار
والمباهاة بأهل الموقف:
ففي صحيح مسلم عن عائشة
عن النبي قال:
(ما من يوم أكثر من أن
يعتق الله فيه عبدأ من النار
من يوم عرفة، وإنه ليدنو
ثم يباهي بهم الملائكة فيقول:
ما أراد هؤلاء؟).
قال ابنُ عبدُ البر :
وهذا يدلُ على أنهم مغفورٌ لهم لأنه
لا يباهي بأهل الخطايا
إلا بعد التوبة والغفران والله أعلم أهـ.
وعن ابن عمر أن النبي قال:
(إن الله يباهي ملائكته عشية عرفة
بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي،
أتوني شعثا غبراً)
رواه أحمد وصححه الألباني.
وسُئل فضيلة الشيخ بن عثيمين () :
لماذا يدعو الإنسان ولا يستجاب له ؟
والله عز وجل يقول:
{ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } ؟