ولايات السودان بعد الانفصال
محتويات المقال
الجمهورية السودانية
الجمهورية السودانية من الدول العربية التي تتميز باتساع مساحة أراضيها، فكانت تعتبر من أكبر الدول الإفريقية مساحةً، كما أنّ تنوع أقاليمها المناخية وتوفّر المياه فيها كان يؤهلها لتصبح من أكثر البلدان العربية إنتاجاً للغذاء، إلا أنها لم تقم باستثمار هذه الميزات بسبب انشغالها منذ الاستقلال بحروبٍ أهليةٍ لم تنقطع أدّت في نهاية المطاف إلى تقسيم البلاد إلى سودان شمالي وسودان جنوبي.
بداية النزاع بين الشمال والجنوب
خضعت السودان للاستعمار البريطاني، وخلال هذه المرحلة نشطت حركات التبشير في الجنوب السوداني في الوقت الذي يشكّل الشمال السوداني أغلبية مسلمة، وقبل انسحاب بريطانيا من الأراضي السودانية كانت تعلم الفروقات ما بين الشمال والجنوب وحاولت فصل كل منهما عن الآخر، إلا أنّ افتقار الجنوب للموارد الطبيعية وعدم وجود منافذَ بحريةٍ يعيق إقامة دولةٍ في الجنوب، فبقيت السودان موحدةً.
كانت العلاقات ما بين الشمال والجنوب بتوترٍ دائمٍ فكان الجنوبيون يطالبون بالانفصال عن الشمال واستمرت الحروب بين الطرفين حتى جاء عام 2011 حيث تمّ توقيع اتفاقية سلامٍ بين الطرفين تنص على انفصال الجنوب السوداني عن شماله.
ولايات الشمال السوداني
لقد فقد السودان 25% من أراضيه بعد انفصال الجنوب عنه فكانت مساحة السودان تقدر بـ 2,500,000 كم2، ثم أصبحت الآن مليون و881 كم2. يتألف الشمال السوداني بعد الانفاصل من “18” ولاية وهي : ولاية البحر الأحمر، والجزيرة، والخرطوم، والشمالية، ونهر النيل، والقضاريف، وكسلا، وسنار، وشمال كردفان، وجنوب كردفان، وغرب كردفان، وشمال دارفور، وجنوب دارفور، وغرب دارفور، وشرق دارفور، ووسط دارفور، والنيل الأبيض، والنيل الأزرق.
نبذه تاريخية
لقد مرّ التاريخ السوداني بمراحلَ متعددةٍ جميعها كانت تُظهر تبايناً واختلافاً بين سكان السودان الشماليين والجنوبيين، فبعد انتهاء الحضارة النوبية في السودان في القرن السادس الميلادي قامت مكانها عدة ممالك مسيحيةٍ، حيث وصل عدد هذه الممالك إلى “60” مملكة شملت جميع الأراضي السودانية وكان لكلّ مملكةٍ عاصمةٌ.
بعد أن ضعفت الممالك المسيحية في السودان بدأ الإسلام بإقامة ممالك إسلاميةٍ شملت أيضاً أغلب الأراضي السودانية وكانت لكلّ مملكةٍ عاصمةٌ خاصةٌ بها حتى أرسل والي مصر العثماني محمد على باشا في عام 1821 حملةً عسكريةً أدت إلى احتلال السودان وإخضاعه للنفوذ العثماني من خلال والي مصر محمد علي باشا، فساءت أحوال السكان وانتشر الفساد والظلم مما مهد إلى قيام ثورةٍ إسلاميةٍ من شخصٍ ادعى بأنه المهدي المنتظر الذي بعثه الله لينقذ البشر ويخرجهم من الظلم إلى العدل، وهي الثورة المهدية فدخلت هذه الثورة بحروبٍ مع الأتراك والمصريين أدّت في نهايتها إلى إقامة دولةٍ إسلاميةٍ مهديةٍ، إلا أنّ هذه الدولة لم تدم طويلاً إذ استطاعت بريطانيا إزالة هذه الدولة والسيطرة على السودان في عام 1898.