نسب عمر بن الخطاب
إنه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، العدوي القرشي . أبو حفص الملتقي بنسبه مع الرسول- صلى الله عليه وسلم- في كعب بن لؤي بن غالب. الملقب بالفاروق الذي أعزه الله تعالى بالإسلام، وأعز الإسلام به حين أسلم وعمره سبع وعشرون سنة، حيث كان إليه من السابقين، وثاني الخلفاء الراشدين، وأحد أصهار خاتم النبيين والمرسلين، ومن كبار علماء الصحابة الزاهدين، فكان أول من دعي بأمير المؤمنين، وأول من استقضى القضاة في الأمصار، واتخذ بيت مال المسلمين، وهو نفسه من دون الدواوين.
وهو ابن عمّ زيد بن عمرو بن نفيل الموحد على دين إبراهيم. وأخوه الصحابي زيد بن الخطاب، والذي كان قد سبق عمر إلى الإسلام.أمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر. يجتمع نسبها مع النبي محمد في كلاب بن مرة.وهي ابنة عمّ كلٍ من أم المؤمنين أم سلمة، والصحابي خالد بن الوليد وعمرو بن هشام المعروف بلقب أبي جهل.
كان عمر قوياً اميناً، ورعاً وعادلاً غيوراً لا يفجر، وفياً لا يغدر، شجاعاً لا يجبن أو يخور، متواضعاً لا يغتر، نزيهاً لا يغل، حريصاً لا يذل؛ فأصبح مناط الجميع، واثق النفس كريمها، ومترفاً بشمائلها، فلا ريب إن كانت شخصيته قوية تهابه قريش قبل إسلامه وبعده، كيف لا ؟ وقد كان يحظى بفراسة عجيبة و نادرة يعتمد عليها، ويرى: “إن من لم ينفعه ظنه لم تنفعه عينه”. فاشتهر بالفطنة، وبعد النظر الثاقب، وقد عاشره الدهاة؛ فخبروه وحذروه وشهدوا بأن له عقلاً يمنعه من أن يُخدع، وفضلاً يمنعه من أن يَخدع، وهو من قال: “لست بالخب ولا الخب يخدعني”، فنبعت هيبته من قوة نفسه التي ملأت أنظاره، فلم يجترئ عليه من عرفه، وهو يملأ منصبه، ولا يملؤه منصبه، وقد وصفه عثمان بن عفان بلقمان الحكيم فرأيه صريحاً واضحاً، جريئاً حاذقاً، فأين في الناس مثل عمر ؟