نبيل سليم: هايس بكري وفول معتز.. والذاكرة الذبابية
كتب رئيس الوزراء في إحدى تغريداته مؤخرآ، إن البلاد شهدت هزة عابرة في وفرة الخبز، أفلحت الترتيبات في المعالجة وعادت الأمور لطبيعتها، نأسف لماحدث ونعد بمضاعفة الجهد لإحكام الإدارة والتنسيق لضمان عدم التكرار باذن الله. إنتهى.
لم تمر اسابيع من اعتذار الوزير، وها هي أزمة الخبز عادت من جديد، بل تفاقمت أزمة الجازولين وعادت أزمة البنزين.
بالمقابل فإن الصرافات والمصارف لا تزال خالية من النقود، والدولار اقترب من حاجز الستين؛ ورغم كل ذلك لازال معتز موسى “يُغرد”.
بالأمس، دق وزير الصحة الاتحادي ناقوس الخطر وكشف عن نفاد ٣٤ صنفا من الأدوية المنقذة للحياة من مستودعات الإمدادات الطبية؛ بجانب توقف شركات أدوية شهيرة عن استيراد الدواء بسبب شح النقد الأجنبي.
رئيس الوزراء وحكومته، محاصرون بالأزمات من كل جانب “الدواء أمامهم والوقود وهبوط الجنيه من خلفهم”.
رغم كل هذه الأزمات، لا يزال بعض الكتاب الصحفيين، يمتدحون سياسات رئيس الوزراء، فقبل أيام إمتدح كاتب شهير معتز، لمجرد منحه فرصة للمشاركة في جلسة لمجلس الوزراء والسماح له بالإدلاء برأيه والتعقيب على مداخلات الوزراء، وكتب مقالاً عنونه بـ”اللهم أحفظ الحكومة”.
الكاتب الذي يعتقد أن السوادنة أصحاب “ذاكرة ذبابيية”، صور للقراء بأن مجرد منحه فرصة للمشاركة في جلسة المجلس نجاح لرئيس الوزراء.. وكأنما يعتقد أن الأزمة الاقتصادية الطاحنة “غيبت عقولنا، وبتنا نعاني من خرف مبكر”، لكننا بحمد الله “محافظين”، فرئيس الوزراء السابق منح الكتاب ورؤساء التحرير المشاركة في جلسات مجلس الوزراء، وساقهم إلى مخازن السكر في هايس “مُكيف” ليس كـ”هايسات” الحاج يوسف وليبيا بالخلاء.. كما إصطحبهم إلى أسواق البيع المخفض، ولم ننسى أن البعض كتب “زيارة مفاجأة لرئيس الوزراء الى اسواق أمدرمان”، بالرغم من لافتة الترحيب الملصوقة في مداخل الأسواق والكباري.
كتب ذات الكاتب في تحليله “لقد قلت من قبل أن واحدة من مميزات معتز موسي انه ينتهج نهج التفكير خارج الصندوق .. اي تجاوز الاطر التقليدية فى التعاطى مع مختلف القضايا”، يا ترى ما هي محصلة التفكير خارج الصندوق، هل الصفوف التي تسد الطرقات، أم الأدوية المعدومة؟ أم السوق الموازي للجنيه السوداني “بيع الكاش” ؟.
ما الفرق بينك وبين رئيس الحكومة الذي يقول نحن نسير في الطريق الصحيح والبلد “عدمانة حُقنة التاتنوس”.
درج الوزراء بعد أي تعيين حكومي جديد، على إطلاق “وهمات” لخدعة المواطنين عبر لسانهم “الصحفيين”، بكري صور نفسه كمراقب وضابط إيقاع حقيقي للحكومة ومحارب للفساد، ومعتز دشن حكومة التغريدات والتغشف بتقديم “ساندوتش” فُول للوزراء والصحفيين في إحدى جلسات مجلس الوزراء.
مع كل صباح، تتأكد حقيقة أن الأزمة لم تكن في وزير النفط السابق صاحب المقولة الشهيرة ” الأزمة مكانا وين” لأن في عهد الوزير الحالي تفاقمت أزمة الوقود.
كما أن معتز موسى ليس بمنقذ وليس بأفضل من بكري.
فجولاته الميدانية كإستقبال ناقلة وقود، تظهره كاللاعب بكري المدينة إبان لعبه في الهلال، وقتها كان يحاور “العقرب” الجميع لكنه يفشل في إحراز الهدف من داخل خط الـ18، قبل أن ينجح المدرب البرازيلي الشاطر “ريكاردو” في ضبط “مضربه”.
لكن شتان ما بين ريكاردو وهؤلاء !!.