من هو جميل التغلبي
جميل التغلبي ، هو البحار الذي أوصل المهاجرين بسفينته إلى الحبشة ، و هو حامل رسالة رسول الله إلى ملك الروم هرقل ، و هو من ترجم الحديث بين هرقل و ابو سفيان . و هو سفير رسول الله إلى ملك الحبشة .
نسبه ::
ابوه : سلطان بن جبير بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هناة بن يذكر بن عامر بن أسد بن ربيعة .
امه : أروى بنت حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر .
اخوته لامه و ابيه : فاطمة .
أخوته لأبيه : محمد و ناصر .
أخوته لأمه : معتب و عتبة و درة .
سيرته ::
هو ابن عم زيد بن حارثة ، و خاله هو : ابو سفيان بن حرب ، و زوج امه هو : ابو لهب بن عبدالمطلب .
ولد جميل بعد عام الفيل بـ 17 سنه ، 587 ميلادية ، في نعام في اليمامة .
أمه أروى بنت حرب سيدة قريش ، و أبوه (سلطان بن جبير) كان ذا جاه عريض وشرف رفيع في “ربيعة”، و كان معروفًا بالحكمة و العقل ، و كان ثَريًّا صاحب ضياع و بساتين لا ينقطع ثمرها طوال العام ، و هو اول من كسى الكعبة بالمخمل .
و في هذا الجو المترف المحفوف بالنعيم نشأ “جميل التغلبي”، و تعلم الفروسية كغيره من أبناء الأكابر، و لكنه أبدى نبوغًا و مهارة في المبارزة منذ وقت مبكر، و تميز على جميع أقرانه، كما عُرف بالشجاعة و الجَلَد و الإقدام، و المهارة و خفة الحركة في الكرّ و الفرّ . و استطاع “جميل” أن يثبت وجوده في ميادين القتال ، و أظهر من فنون الفروسية و البراعة في القتال ما جعله فارس عصره بلا منازع .
بالإضافة الى مهارته في المبارزة بسيفين ، كان جميل ماهراً في استخدام السكاكين و تصويبها بمهارة في جسد العدو ، كما أنه كان بارعاً في رمي الرمح .
جاب جميل بلاد الهند و الصين و الروم مع الفاكه و المنخل و دواس الهزاني و ابوشجرة ، و كان (جميل) ثرياً ، يمتلك 3 سفن ، في بحر العرب و بحر الروم و بحر القلزم .
قال عمر بن الخطاب (جميل عميق التفكير، يصدر رأيه عن رويَّة و تبصر) .
قالت هند بنت عتبة (جميل يشبه أمه في قوتها و يشبه أباه في كرمه و عزة نفسه) .
قالت الخنساء (جميل من خيرة العرب طولاً و جمالاً و فروسية و حسباً و نسباً) .
قال خالد بن الوليد (جميل يشبه البحر في جماله و هيبته) .
قال الاغريقي فالنتينوس (جميل التغلبي رجل بديع الجمال خلاب المظهر، لديه وجه كأنه من رسم الملائكة ) .
اسلم جميل (طائعاً) قبل الهجرة ، في السنة الثالثة من البعثة . و هو من اعتق بلال بن رباح .
شارك جميل إلى جانب الرسول في معركة بدر و معركة مؤتة ، و شهد بيعة الرضوان ، و فتح مكه .
و بعد وفاة رسول الله ، شارك في معركة صنعاء و معركة اليمامة و ذات السلاسل و معركة اجنادين و معركة اليرموك .
اسلام جميل ::
لقد كان رسول الله يعرف شخصية جميل ، و ما يتميز به من عقل بين فتيان العرب ، و تحدث رسول الله عن ذلك أمام أبن عمه زيد بن حارثة ، لينقل الحديثَ إلى جميل ، و كان مما نقله زيد أن رسول الله قال : “جميل .. نعم فتى العشيرة ، ما مثله جهل الاسلام” .
و سبب ثناء رسول الله عليه ، هو أن جميل رغم إقامته في مكه احياناً ، لم يكن ممن يؤذون رسول الله ، رغم أن أمه (أروى بنت حرب)، كانت من زمرة أعداء رسول الله، لكنه كان ذو رأي مستقل .
اسلم جميل (طائعاً) قبل الهجرة ، في السنة الثالثة من البعثة ، و هو من أوصل المهاجرين بسفينته إلى الحبشة .
قال عبدالله بن مسعود (قال رسول الله لجميل :”الحمد لله الذي هداك ، لقد كنت أرى لك عقلاً رجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير) .
من عظم قوة جميل أنه المسلم الوحيد الذي لم يهاجر الى الحبشة او يثرب ، و مرد ذلك إلى هيبته و خوف قريش منه ، فلم يستطع أحد أن يزلزله أو يؤثر عليه .
بعد معركة بدر ، منع كفار قريش جميل من الدخول إلى مكة و مقابلة أمه، و بعد نحو عامين حاول جميل دخول مكه لزيارة أمه فوقف له كفار قريش (عمرو بن العاص و خالد بن الوليد و ابو سفيان بن حرب) و منعوه ، فقال لهم و هو على ظهر الحصان : “من يريد منكم ان يتلقى طعنات لا قبل له بها فليمنعني” ، فابتعدوا عن طريقه ، و دخل مكه .
البحارة الخمسون ::
هم البحارة العرب الذين ذاع صيتهم في بحر الروم و بحر الهند . كانت سفينتهم تقل التجار العرب إلى بلاد الهند و الصين و الروم .
لقبهم العرب بـ “البحارة الخمسون”، و بعض العرب لقبوهم بـ (بحارة الندى) ، و لقبهم الرومان بـ (البحارة العرب) و هؤلاء البحارة هم من ساعد “صهيب ” على الهرب من روما .
قال أبو شجرة السلمي (سافرنا في البحار ثلاثين عاماً) .
سفن جميل ::
كان جميل يمتلك 3 سفن :
1 . الندى : الراسية في بحر القلزم (البحر الاحمر) .
2 . نوت : الراسية في بحر الروم ( الابيض المتوسط) .
3 . الخيزران : الراسية في بحر العرب .
و قد انشد حمزة بن عبد المطلب ابيات يمتدح سفينة الندى ، قال فيها :
جزى الله عنا جميل في سفينته .. بمعترك الأبطال خير جزاء
هو خير من ركب البحر و الندى .. إذا ما الصبا ألوت بكل خباء
و قال عمر بن الخطاب رجزاً في سفينة الندى :
لله در جميل أنى اهتدى .. فوز من الشعيبة الى الندى
خمسا إذا سار به الجيش بكى .. ما سارها قبلك إنسي يرى
عند انبلاج الصبح يحمد القوم السرى .. و تنجلي عنهم عيابات الكرى
مـعـارك جـمـيـل ::
خاض جميل عدة معارك في الجاهلية و الاسلام .
خاض معركة كاظمة / سنة 604 ميلادية ، و قتل 37 من الفرس .
قاد معركة روما / سنة 608 ميلادية ، و تسمى ايضاً معركة تحرير صهيب .
خاض معركة وادي رم / سنة 618 ميلادية ، و قتل 270 من الروم .
قاد معركة الحبشة / سنة 621 ميلادية ، و قتل 31 من الاحباش .
خاض معركة بدر / و قتل 16 من قريش .
خاض معركة مؤتة / و قتل 193 من الروم .
خاض معركة صنعاء / و هو من طوق جيش العنسي .
خاض معركة اليمامة / و هو من حرر الاسرى .
خاض معركة ذات السلاسل / و هو من طوق جيش هرمز .
خاض معركة اجنادين / و قتل 131 من الروم .
خاض معركة اليرموك / و قتل 362 من الروم .
جميل في معركة بدر ::
قال عبد الله بن مسعود (يوم بدر، سلت قريش سيوفها من أجفانها، ثم ضجوا و نفروا نفرة منكرة، فقال جميل : أيها القوم أبشروا، فإن القوم مخذولون إن شاء الله تعالى، و إنما سلوا هذه السيوف ليرهبوكم، و لم يفعلوا ذلك إلا جزعا و فشلا . و دنا القوم بعضهم من بعض، و تقدم جميل في أوائل المسلمين و هو يقول :
لا توعدونا بالسيوف المبرقة .. إن السهام بالردى مفوقه..
و الحرب خلو من عقال مطلقه .. ذهب ينجيكم و لا رقه
و جميل من دينه على ثقه
سلاح جميل ::
كانت لجميل سيوف لها أسماء يسميها بها، و منها سيف سمَّاه (الأدلق) و كان يفخر به في يوم مؤتة، حين ضرب رأس أحد القادة من الروم ، و كان يشبه البطريق . فقال جميل هذا الرجز :
” ضَرَبْتُ بِالادلق رَأسَ البِطْريقْ .. عَلَوْتُ مِنْـهُ مَجْمَعَ الفُـرُوقْ بِصَـارِمٍ ذي هَبَّـةٍ فَتِيــقْ “
خيول جميل ::
كانت لجميل سيوف لها أسماء يسميها بها، و منها سيف سماه (الأدلق) و كان يفخر به في يوم مؤتة، حين ضرب رأس أحد القادة من الروم، و كان يشبه البطريق. فقال جميل هذا الرجز:
” شَهِدْتُ الخَيْلَ يَوْمَ مؤتة يهدي المَقَانِبَ فَارِسُ العيّار .. جميل فتى تغلب الفارس المغوار “
و من شعر جميل في معركة الحبشة حين سمع استغاثة خاله (ابو سفيان بن حرب) قال :
البث ابا سفيان قليلا تأتك الحلائب .. يحملن اسادا عليها القاشب .. كتائب يتبعها كتائب.