من هو ابو طلحة الانصاري
ابو طلحة الانصاري
بدأت قصة إسلام أبي طلحة الأنصاري عندما أراد أن يخطب أم سُليم، ذهب إليها فلما وصل الى بيتها ، واستأذن إليها، و قام بعرض نفسه عليها
قالت له إن مثلك لا يُردأبدت، ولكني لن أتزوجك لأنك كافر
فقال لها ما هذا الذي يمنعكِ مني ؟ قالت: إن أسلمت يا أبا طلحة رضيت بك زوجاً لي، وجعلت الإسلام مهري , فلما سمع أبو طلحة كلامها ، ذهب إلى صنمه الخشبي، و بدأ يتوجه إليه بالعبادة
فقالت له يا أبا طلحة ألا تدري أن إلهك الذي تقوم بعبادته من غير الله سبحانه و تعالى قد نبت من الأرض؟
فرد: بلى
قالت له : ألا تخجل من عبادة جزع شجرة، و من خشبها جعلت لك إلهاً، بينما جعلت من بعضها الآخر وقوداً لتخبز عليه
ثم دخل أبو طلحة الاسلام و علمته ام سليم كيف يدخل فيه و طلبت منه أن يذهب إلى بيته فيحطم صنمه ويرمي بها جميعها.
” ما سمعنا أبدا بمهر كان أكرم و أجل من مهر أم سليم، فقد كان مهرها الإسلام”و كان يقال حينها :
كان أبو طلحة يحب نبي الله صلى الله عليه وسلَّم فكان يكثر النظر إليه و يحب الاستماع إلى حديثه الجميل.
فلما أتى يوم غزوة أُحد ؛ انكشف المسلمون عن النبي صلى الله عليه وسلَّم، فأتى إليه الكفار من كل جانب، فأذوه و كسروا رَباعيته، وجرحوا رأسه ، وأسالوا الدم من وجنته.
انتصب أبو طلحة أمام النبي كالجبل الراسخ و الشامخ ، و وقف الرسول ورائه يتترس به، و بدأ أبو طلحة برمي السهام واحدا تلو الاخر على الكافرين ، وبقي أبو طلحة يدافح عن نبي الله عليه الصلاة و السلام حتى كسر ثلاثة أقواس، و قضى على الكثير من جنود الكفار .
من القصص و العبر الدالة على جود و سمو أخلاق أبو طلحة أنه كان يملك بستان كبير فيه الكثير من أشجار النخيل والعنب لم يكن هناك بستاناً أعظم منه شجراً و زرعا، ولا أعذب منه ماء، ولا أطيب منه ثمراً و فاكهة.
وعندما كان أبو طلحة يصلي في بستانه الكبير و العظيم ، انتبه إلى طائر جميل و أخضر اللون، له منقار أحمر اللون ، فأعجبه منظره الرائع ، و تاه عن أداء صلاته بسبب ذلك الطير الجميل، فلم يدرِ عن نفسه كم ركعة صلى ثلاثاً أم أربعاً. و لما انتهى من صلاته سأل نبي الله عليه الصلاة و السلام ، وشكا له ما حدث معه بسبب الطائر ، و قال له : أشهد يا نبي الله أني جعلت ذلك البستان العظيم صدقة لله سبحانه و تعالى.