من أسباب إجابة الدعاء
محتويات المقال
الدعاء
الدعاء عبادة عظيمة يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى، وهو سلاح المؤمن في جميع أمور حياته، ولو علم الإنسان كيف تعمل منظومة الدعاء والاستجابة لما توقف عنه، إن علاج جميع الأمور بيد الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه واللجوء إليه بالدعاء، وبعد ذلك يُقبل العبد على العلاجات الأخرى؛ فالبدعاء تتحقق الكثير من الأمنيات، وبه شفاء من الأمراض وبه يكتسب الإنسان المهارات التي يتمناها وبه تحلو الحياة.
أنواع الدعاء
الدعاء نوعان؛ وهما دعاء في العبادة؛ وهو هداية من الله لعباده المؤمنين وذلك بالتوسل إلى الله سبحانه وتعالى لجلب منفعة أو إبعاد مضرة، ويكون على ثلاث حالات قبل البدء بعمل ما وطلب العون من الله، وقد يكون خلال العمل للتثبيت فيه، وقد يكون بعده اعترافاً بفضل الله والاستغفار للتقصير في عبادته، أما النوع الثاني فهو دعاء المسألة لقضاء الحاجات؛ وهو الدعاء بجلب نفع أو إبعاد مضرة، وقد تكون للمسلم والكافر ويكون للأمور الدنيوية، ولا يعني استجابته محبة الله ونيل رضوانه، وإنما رحمة من الله لمن دعاه به.
علامات استجابة الدعاء
دعاء العبد مستجاب ولا مفرّ من ذلك، فقد قال الله تعالى في كتابه: {ادعوني استجب لكم}، لذلك لا يعني تأخر العطاء مع الإلحاح بالدعاء وعدم الاستجابة اليأس؛ فإن الله سبحانه وتعالى يحب أن يسمع صوت عباده وهو يدعونه، وكذلك يستجيب الله سبحانه وتعالى حسب ما يراه خيراً للعبد في حياته الدنيا والآخرة وفي الوقت المناسب، لذلك قد تكون الاستجابة في الوقت الذي دعا به العبد، وقد يؤخرها الله سبحانه وتعالى إلى وقت آخر، وقد يدفع بها مصيبة عن صاحبها ويعوضه بدلاً عنها، وقد يدخرها للعبد إلى يوم القيامة وهذا أفضلها.
ومن علامات استجابة الدعاء الشعور بصفاء القلب ونقائه وصفائه، والبكاء والشعور بالسكون والهدوء والقشعريرة وأن ما كان به العبد من هموم قد زالت، لذلك لا بد من الاستمرار بالدعاء وعدم اليأس، وجعله السلاح الذي نتقوى به على جميع ظروف الحياة، وبذلك نتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بعمل الصالحات بجميع أنواعها، وننال الأجر والثواب ونفوز بالجنة بإذن الله تعالى.
أوقات استجابة الدعاء
لا بدّ من الالتجاء إلى الله والدعاء منه في كل الأوقات وخاصة التي يستجاب بها الدعاء؛ فإنه يرد القدر من فضل الله سبحانه وتعالى على العباد ومن ذلك: الثلث الأخير من الليل، وبين الآذان وإقامة الصلاة، والنوم على طهارة والاستيقاظ في الليل، ففيها ساعة لا يرد بها الدعاء وفي شهر مضان وخاصة عند الإفطار، وفي ليلة القدر، ووقت نزول المطر، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وأثناء السجود وهو أقرب ما يكون به العبد من الله سبحانه وتعالى.
أسباب استجابة الدعاء
إن الدعاء من صفات الرسل والأنبياء -صلوات الله عليهم وسلامه-، فقد كانوا يدعون الله في جميع الأحوال، وقد استجاب الله لهم لما كانوا يقومون به من المسارعة بالخيرات، والدعاء من الله بخشية واستشعارٍ لعظمته، واليقين بأن الله سيستجيب لهم.
إن أسباب استجابة الدعاء كثيرة ومتنوعة ومن ذلك: عبادة الله سبحانه وتعالى والقيام بالواجبات من صلاة وصوم والإكثار من صلاة النوافل وغير ذلك، والدعاء بما هو خير وعدم الدعاء بقطع الأرحام أو الإثم أو القطيعة، والاستغفار والتوبة من الذنوب، وحضور القلب بالدعاء والتضرع والخشية من الله واستشعار عظمته، والدعاء بأسمائه الحسنى وصفاته وعدم الشرك به.
والعمل الصالح وبر الوالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والابتعاد عن المحرمات، والإلحاح بالدعاء من الله سبحانه وتعالى واستقبال القبلة ورفع اليدين أثناء الدعاء، والدعاء للمؤمنين بخير الدنيا والآخرة، فمن دعا لغيره بالخير له مثل ما دعا، والإكثار من قول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.