مقالات في الجمال – الشمس
إن حب الإنسان للشمس و علاقته النفسية بها شيء لا يقبل المجادلة ذلك لأنها أي الشمس هي المصدر الرئيسي للدفء و الضياء على أرضنا و كذلك هي من أهم مصادر السعادة و التفاؤل للإنسان خلال سنين حياته , هذا كله إضافة لأشياء و فوائد أخرى كثيرة للشمس و التي تجعل منها نعمة من أعظم النعم في حياة الإنسان يجب أن لا يمنعنا من ذكر مضارها على جمال الإنسان و الذي يتمثل في تسريع شيخوخة جلده و إظهار خطوطه القبيحة و التي تظهر جلية واضحة عند البحارة و المزارعين الذين يتعرضون لأشعة الشمس فترات طويلة .
و للإيضاح فإن مصطلح شيخوخة الجلد لا يقتصر على ظهور الخطوط الجلدية (التجاعيد) و إنما هو مجموعة من الأعراض و الآفات التي تصيب الجلد نتيجة التقدم بالسن أو نتيجة أسباب معينة تسرع هرمه و بالتالي فقدان حيويته و شبابه .
و هكذا نجد أن من يريد الحفاظ على جمال وجهه لابد له من الوقاية من الشمس أو تجنبها و ذلك منذ العقود الأولى للحياة و حتى آخر العمر .
الوقاية من الشمس قد تتمثل في لبس قبعة عريضة أو استعمال كريمات خاصة لذلك و هذه الأخيرة قد يسرت الأمر كثيراً و جعلت التنعم المعتدل بأشعة الشمس أمراً مقبولاً إلى حد ما على الرغم من أن التجنب التام هو الأفضل للراغبين بالحفاظ على جمالهم أطول فترة ممكنة .
الضرر الجمالي الآخر للإنسان من الشمس يظهر بزيادة تصبغ جلده و بالتالي اكتسابه للون أقتم و هذا الأخير مرفوض عند غالبية البشر و في غالبية الأحوال و مع ذلك فهو مطلوب في أحيان قليلة و عند بعض البشر , و من هذه الحالات القليلة هي رغبة البعض في اكتساب اللون البرونزي اللامع أو ما يسمى بالبرونزاج و ذلك إما بالشمس الطبيعية أو بالطيف المسبب للإسمرار و هو الأشعة فوق البنفسجية و الذي تم تصنيع أجهزة خاصة لإطلاقه كي يتم استعماله تجميلياً و طبياً .
على الرغم من نداءات التحذير من البرونزاج و أضراره إلا أنه شائع في البلاد الغربية و من الطريف ذكره أن كثيراً من فتيات السويد مغرمات باللون القاتم و ربما حسدن الزنوج على ألوانهم و تمنين أن يكن مثلهم .
القبول الآخر لتحول الجلد نحو القتامة نتيجة أشعة الشمس نجده عند معالجة مرضى البهاق و الذين يعانون من ابيضاض جلودهم ابيضاضاً مرضياً .
إن عدم قبول القتامة الجلدية التي تنتج من أشعة الشمس هو الأشيع و الأغلب عند الإنسان الطبيعي و لهذا السبب سارع العلماء و المختصون باكتشاف ما يستطيعون من علاجات لهذه الحالات .