مفهوم تغير المناخ
عادة ما يتم تعريف المناخ بأنه “متوسط معدل حالة الطقس” في مكان ما . ويشمل أنماط درجة الحرارة وهطول الأمطار (المطر أو الثلج) والرطوبة والرياح والمواسم.و تلعب أنماط المناخ دورا أساسيا في تشكيل النظم البيئية الطبيعية فبالاعتماد عليها تنتشر الظواهر الاقتصادية والنشاطات الطبيعية التي تتناسب مع الطقس في المنطقة. ولكن المناخ لم يعد كما كان عليه الحال ، لأن الماضي لم يعد مؤشرا يمكن الاعتماد عليه في المستقبل. فمناخنا يتغير بسرعة مع الآثار التخريبية الناتجة عن التقدم العلمي والعمراني ، وإن التغير الحاصل في المناخ يسير بشكل أسرع من أي فترة في السنوات 2،000 السابقة .
ووفقاً للتقارير يجب الاستعداد لتغيير الحاصل ولا بد في المناخ، فارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون وغيره من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي بالإضافة إلى إرتفاع درجة حرارة الأرض والتي تسبب تأثيرات واسعة النطاق، بما في ذلك ارتفاع مستويات البحر.و ذوبان الثلوج والجليد. والتأثيرات الحرارية الأكثر تطرفا، والحرائق والجفاف؛ بالإضافة إلى حدوث المزيد من العواصف الشديدة والأمطار والفيضانات. فإن العلماء يتوقعون أن هذا المسار وهذه الاتجاهات سوف تستمر و في بعض الحالات سوف تتسارع، مما سيشكل مخاطر كبيرة على صحة الإنسان، فغاباتنا والزراعة وإمدادات المياه العذبة، والخطوط الساحلية، والموارد الطبيعية الأخرى التي تعتبر حيوية للاقتصاد والبيئة ستغير نوعية حياتنا.
لأنّ العديد من الأنظمة مرتبطة بالمناخ فإنّ التغير الحاصل في المناخ يمكن أن يؤثر على العديد من الجوانب ذات الصلة وهنا نطرح السؤال أن كيف سيؤثر ذلك على حياة الإنسان والنبات والحيوان، فهو يؤثر بشكل مباشر على إنتاج الأغذية، وتوافر استخدام المياه، والمخاطر الصحية. فعلى سبيل المثال، يمكن للتغيير في التوقيت المعتاد للأمطار أو درجات الحرارة أن يؤثر على موعد تفتح النباتات وإعطائها الفواكه، وكذلك على موعد تفقيس الحشرات أو متى تكون التيارات في حدها الأعلى فكل التوقيت الزمني يعد متصلاً بالمناخ يصله وثيقة وتغيير المناخ سيغير كل ما سبق مؤذناً بجدول زمني جديد. كما أنه سوف يغير المواعيد المعتادة للتلقيح عند الحيوانات فتختلف مواعيد هجرة الطيور وتفريخ الأسماك مما يؤثر على عمليات الصيد وأوقاتها أيضاً .
بعض الاختلاف الحاصلة في المناخ على المدى القصير تعتبر أمراً طبيعياً، ولكن الاختلافات الحاصلة على المدى الطويل تشير لتغير المناخ. فالدول والمجتمعات في جميع أنحاء العالم تحتاج لخفض انبعاثات غازات الإحتباس الحراري التي يسببها الإنسان لتجنب تفاقم تأثيرات المناخ والحد من مخاطر خلق التغيرات التي تتجاوز قدرتنا على الإستجابة والتكيّف.