مفهوم الطب النفسي
محتويات المقال
الطب النفسي
يعتبر الطبّ النفسي من الأمراض المَعروفة منذ زمنٍ طويل، فمنذ أكثر من ألفين وخمسمئة سنة قبل الميلاد عَرف الفراعنة الأمراض العقلية، ودرسوها، وصنّفوها في مخطوطات حجرية، وفي كتبهم المقدسة، وأطلقوا عليها أسماء تميّزها؛ كمرض المنخوليا أو مرض الاكتئاب الشديد والذي يُستخدم كمصطلح نفسي لوصف تلك الحالة.
دوّن العديد من العلماء والأطباء القدامى مُصنّفاتٍ عديدة تشرح العديد من الأمراض النفسية، وتبيّن أسبابها، والطرق التي اتّبعت آنذاك لعلاجها، وقد برز عدد من العلماء على مستوى العالم، من الأطباء الأجانب، والعرب ممّن اهتمّوا بدراسة الأمراض النفسية، وأسبابها، أمثال: سيجموند فرويد، وابن رشد، وابن سينا، وغيرهم.
إنّ الأمراض النفسيّة ليست وليدة العصر الحديث، ولا هي نتاج الحضارة، والتطور العلمي، والتكنولوجي الذي ساد في العالم، وليست لها علاقة بالبعد عن الدين، ولا حدثت بسبب مَس الجن، وسكّان العالم الآخر كما يَعتقد الكثير من الناس، إنّما هي أمراض نشأت عن أسباب مشتركة مع الأمراض العضوية، بفارق طُرق التشخيص، وطرق العِلاج لهذه الأمراض.
مفهوم الطب النفسي
- يقصد بالطب النفسي العلم الذي يقوم على دراسة ومعالجة الدماغ، والجهاز العصبي، وتأثير الجهاز العصبي على التصرفات، والمشاعر النفسية، والحالة النفسية للأفراد.
- يصنّف الطب النفسي باعتباره من العلوم التي تعتمد على تشخيص الحالة النفسية للمريض، وذلك لعدم القدرة على إجراء فحوصات طبيّة تبين إذا ما كان المريض يُعاني من مرض الاكتئاب مثلاً، أو من الوسواس القهري، وغيرها من الأمراض النفسية الشائعة، لذا يعتمد الطبيب النفسي اعتماداً كلياً على التاريخ العائلي للمريض، ويبحث إن كانت هناك حالات مشابهة له، ويشخص حالته بما يظهره المريض من سلوكيات، وأفعال في الوسط الذي يعيش فيه، سواء أكان في أسرته، أو جامعته، أو مع المجتمع ككل.
أسباب الأمراض النفسية
- يصنّف المرض النفسي حاله حال الأمراض العضوية الأخرى له؛ حيث يحصل بسبب أسباب وراثية، وأسباب عضوية، وأسباب اجتماعية، وأسباب بيئية، وهو يختلف من وقت إلى آخر، ويتفاوت في شدّته من مرحلة عمرية إلى مرحلةٍ عمريّة أخرى، بمعنى أنّ أمراض طب نفس الشيخوخة التي تُصيب كبار السن كالزهايمر، والخَرَف تختلف عن الأمراض التي تُصيب فئة الشباب، كأمراض الفصام، أو الاكتئاب.
- يحدث المرض النفسي بسبب وجود اختلالات في النواقل العصبية في الجهاز العصبي، أو وجود ضمور في خلايا المخ، بسبب إصابة الشخص بمرض عضويّ مُعيّن، أو تعرّضه للإشعاعات الضارة، أو إصابته بإحدى الحوادث التي أثرت بشكل مباشر على وظائف الدماغ.
- قد يلعب الحزن دوراً في حدوث الأمراض النفسية، لكنه لا يعد سبباً رئيسياً لحدوثها إلا عند الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لاستقبال هذا المرض، وما يتبع عنه من أمراض عضوية، كمرض السكري، والضغط، والإصابة بالقرحات المعديّة، أو الجلطات القلبية، وغير ذلك.