معني الدولة في علم الاجتماع
الدولة
الدولة هي صاحبة السلطة العليا، والنهائية في أيّ إقليم في العالم، ولا يوجد سلطة تماثل سلطتها في الشمولية، والتوازن، لذلك يعتبرها الكثير من المفكّرين السياسيّين منظمة المنظمات؛ لأنها تحمل من داخل وطنها، أو إقليمها لواء السلطة على الأفراد الذين يعيشون داخل حدودها، كما أنّها القائمة على تنمية علاقات خارجيّة قويّة مع دول أخرى، بغرض تبادل المصالح الاقتصاديّة، أو الثقافيّة، أو بقصد التحالف الأمنيّ، والعسكريّ لدفع أيّ خطر، أو هجوم من الدول المعادية.
ما دامت الدولة هي المنظّمة العليا، فإنّ لديها ما يمكّنها من استصدار القوانين العامّة، والأنظمة المطلوبة لجميع فئات الشعب، ممّن يعيشون داخل حدودها، لهذا فقد اعتبرت الدولة القائم الأول على وضع كلّ وسائل تنظيم السلوك البشري داخل إطار الدولة العام.
مفهوم الدولة في علم الاجتماع
لقد استطاع علماء الاجتماع وضع عدة مفاهيم للدولة، أحصيت بمئة واثنين وأربعين مفهوماً، والتي استطاع فيها العلماء تقريب المفهوم أكثر ممّا كان عليه في السابق، من خلال توضيح جوانب عديدة تتعلق بها، ونذكر من هذه التعاريف المصطلحات التالية:
- العالم آبن يمر عرف الدولة بأنّها: بناء طبقي، أو بناء اجتماعي داخل حدود جغرافيّة، تملكه الطبقة القوية المسيطرة على الأفراد، وذلك من أجل تنظيم السيطرة، واستغلالها لتحقيق مصالحها، وخاصّة الاقتصادية منها على حساب الطبقات الأخرى، كما أنّها تتميّز بالطبقية شأنها شأن الاستعمار عندما يسيطر على مجموعة من الناس.
- العالم هولاند: يرى العالم هولاند أنّ الدولة مجموعة من الكائنات البشرية التي تشغل حيّزاً معيّناً، وتسود فيه إرادة طبقة معيّنة من الأفراد بفعل قوّة ما، فتصبح قادرة على الأمر، والنهي، والحكم كما يطلب منها.
- العالم قارنر عرف الدولة بأنّها: شعب يشغل بصفة دائمة مكاناً جغرافياً معيّناً، أو إقليماً محدّداً، يترابط بقوانين عامّة، وبعادات، وتقاليد، والدولة تأخذ طابع الهيئة السياسيّة الموحّدة، حيث تقوم بممارسة الحكم من خلال أفرادها، أو من خلال حكومة منظّمة تسيطر على الأفراد، والأشياء داخل حدودها.
- ريموند كارفيليد: يعرف الدولة بأنّها مجتمع من الأفراد يقيمون بشكل مستمر في إقليم ما، ومستقلين في قوانينهم عن أيّ تدخل، أو تسلط خارجي، ولهم حكومة منظمة تشرع، وتطبّق قوانينها على جميع الأفراد المقيمين داخل حدودها.
- هيربرت سبينسر: يرى الدولة شركة داخل حدود معيّنة، تقوم بأغراض حماية المصالح المتبادلة، بمعنى أنّ الدولة تقوم على حماية من يتعاون معها لما فيه مصلحتها أولاً، ومصالحه ثانياً، وما عدا ذلك يظل مشاعاً ليحمي نفسه بنفسه.
مما تقدم نستنتج أن الدولة مكوّنة من عنصرين أساسيين هما: السكان، والأرض، والباقي قضايا موضوعة قد يختلف عليها من شخص، إلى آخر حسب ما يراه من رفاهية وتقدّم لهذه الدولة، بوجود العنصر الثالث المتغيّر وهو السيادة، ليستخلص المفهوم الأكبر للدولة بأنّها: مجموعة من الأفراد يقيمون على بقعة من الأرض لها سيادتها، وقوانينها، وهي تطبّق من قبل سلطة عليا على الجميع وبالتساوي.