مظاهر الاضطرابات النفسية
محتويات المقال
محتويات
- ١ مقدمة
- ٢ مظاهر الصحة النفسية
- ٢.١ التكيّف مع النفس
- ٢.٢ التكيّف مع الآخرين
- ٢.٣ التعامل مع الإحباط
- ٢.٤ النجاح
- ٢.٥ الإقبال على الحياة
- ٢.٦ الأخلاق
- ٢.٧ المشاعر الإيجابية
- ٢.٨ الاتزان
- ٣ مظاهر الاضطرابات النفسية
مقدمة
إن الضغوط الكبيرة الملقاة على عاتق الإنسان في هذا العصر أثرت بشكل كبير على صحته النفسية، فبدأت الاضطرابات والأمراض النفسية بالظهور لدى الكثير من الناس، ولا بدّ أن هذه الأمراض أمر غير محبب وأن الجميع يبحثون عن الصحة النفسية والحياة الهادئة، فما هي إشارات ومظاهر الصحة النفسية؟ لا بدّ بداية أن نذكر أن مظاهر الصحة النفسية تشمل المظاهر التي لا يمكن لأحد أن يلاحظها إلا صاحبها كتكيفه مع نفسه مثلاً، وكذلك المظاهر التي يمكن للآخرين أن يلاحظوها كتقبل الآخرين والتكيف معهم.
مظاهر الصحة النفسية
هناك بعض الإشارات والمظاهر التي تدل على خلو الإنسان من الاضطرابات والأمراض النفسية، كتكيفه مع نفسه ومع الآخرين وقدرته على التعامل مع الإحباط والتغلب عليه، والإقبال على الحياة، والشعور بالمشاعر الإيجابية، والتحلي بالأخلاق والاتزان في ردود الأفعال.
التكيّف مع النفس
إن توافق الإنسان مع نفسه ومع دوافعه وقدرته على التحكم في نفسه والتعامل مع مشاكله بحكمة وإيجاد حلول لها يعتبر من أهم مظاهر الصحة النفسية، وأن يعيش الإنسان بسلام داخلي مع نفسه، ومن الدلائل على تكيف الإنسان مع ذاته أن يتقبلها وأن يعرف قدراته وحدودها، فيسعى لتطوير هذه القدرات وتعزيزها، ويتقبل عجزه أو إخفاقه في تحقيق بعض الأمور الخارجة عن إرادته، أما الإنسان غير السوي نفسياً فإنه غالباً لا يكون في حالة سلام مع نفسه، فلا يعرف قدراته ولا يكون متقبلاً للإخفاق أو للحدود الخارجة عن إرادته.
التكيّف مع الآخرين
فمن مظاهر الصحة النفسية تكيف الإنسان مع الآخرين وقدرته على بناء علاقات اجتماعية سليمة سواء في البيت أو العمل بحيث يكون طرفي العلاقة سعيدين بها، وهذا النوع من العلاقات السوية يجب أن يكون مبنياً على الحب والتفاهم والتسامح وغيرها من القيم الإيجابية التي تدل على أن نفسية الإنسان سوية، أمّا العلاقات المضطربة والتي يسودها الحقد والحسد والكراهية فإنّها غالباً ما تدل على أمراض في نفسية الإنسان خصوصاً إذا كانت كل علاقاته مبينة على الكره وعدم التفاهم وعدم التسامح، وبالرغم من ذلك فإن الإنسان السوي نفسياً لا بدّ وأن يواجه بعض الاضطرابات في علاقاته بالآخرين وهذا لا يعني أن نفسيته غير سليمة.
التعامل مع الإحباط
لا تخلو حياة الإنسان اليومية من الضغوطات المختلفة التي تسبب إحباط الإنسان، وهنا تلعب شخصية الإنسان وصحته النفسية دوراً كبيراً في التعامل مع هذا الإحباط، فالإنسان السليم نفسياً يكون متفهماً لهذه المشاعر السلبية ويتعامل معها بحكمة ولا يجعلها تأخذ أكثر من وقتها أو أكبر من حجمها، ويجابه هذا الإحباط وهذه المصاعب والشدائد ولا يهرب منها، أّما إذا انهار الإنسان أمام أقل العوائق والصعاب ولم يستطع مجابتها ومواجهتها وتركها تتراكم وتتفاقم قد يدل هذا على اضطراب نفسي كالاكتئاب مثلاً، فكلما قلت نسبة الإحباط كلما كان الإنسان سوياً وكلما زادت نسبته ولم تتم معالجته أو التعامل معه كلما أعطى ذلك مؤشراً على الاضطراب.
النجاح
فالنجاح مرتبط برضا الإنسان عن ذاته وثقته في قدراته وتصالحه مع نقاط ضعفه، والإنسان الناجح لا يستسلم للهزائم بسهولة، وهي كلها مظاهر لا تتواجد إلا في الإنسان السليم نفسياً، فهو وحده قادر على القيام بهذا وعلى بناء علاقات اجتماعية سليمة في بيئة العمل، ولكن هذا لا يعني أن الإنسان إذا أخفق أحياناً فإنه غير سوي نفسياً، بل على العكس فإن الإخفاق دليل على الإنسان يجرب أشياء جديدة ويتقدم ويحاول تطوير نفسه، كما أنّ الخطأ والفشل أحياناً يعتبران ظواهر عادية قد يقع فيها أي إنسان، لكن الإنسان الذي يعاني من اضطرابات نفسية معينة لن يكون قادراً على مواجهة الصعوبات في العمل ولن يكون راضياً عن نفسه أو عن قدراته أو إنجازاته، وهو ما يعيق من الوصول للنجاح في العمل وفي حياته اليومية أيضاً.
الإقبال على الحياة
إن الإقبال على الحياة والاستمتاع بما فيها من الطيبات التي أحلها الله تعالى يعتبر دلالة على صحة الإنسان النفسية، فالإنسان السوي يكون متفائلاً ومستبشراً ولا يخاف من مواجهتها وعيشها، أما الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب مثلاً فإنهم غالباً ما يحجمون عن الحياة ولا يقبلون عليها وتكون لديهم رهبة منها، كما أنّهم يكونون دائمي التشاؤم والخوف وتوقع الأمور السيئة، لذلك انظر إلى نفسك وراقب سلوكك، فإن وجدت أنك لست مقبلاً على الحياة وأنك دائم التشاؤم فربما من الأفضل أن تتحدث مع شخص مختص لتفريغ هذه المخاوف ومعرفة أسبابها ومعالجتها.
الأخلاق
فقد أثبتت العديد من الدراسات أن أخلاق الإنسان الحسنة مرتبطة بسلامته وصحته النفسية، فالإنسان الكريم والبشوش والودود والذي يتقبل الآخرين ويسامحهم والذي يعتذر عن أخطائه ويصدق في قوله وفي عمله هو إنسان صحي، أمّا الكذب والتكبر والغرور والغيبة والنميمة والكره والحسد بالإضافة على عدم القدرة على تقبل الآخرين وعدم القدرة على الاعتذار كلها مؤشرات تدل على عدم صحة الإنسان نفسياً.
المشاعر الإيجابية
إن الشعور بالسعادة والحب والأمن والاستقرار والرضا عن الذات وتقبل الآخر كلّها أمور تعطي دلالات عن مدى صحة الإنسان النفسية، وبالمقابل فإن الكره والتشاؤم والنفور من الآخرين والخوف الدائم والقلق وغيرها من المشاعر السلبية قد تدل على اضطراب الإنسان نفسياً خصوصاً إذا كانت هذه المشاعر ملازمة له بشكل دائم وكانت ناتجة عن أسباب غير واضحة أو غير مقنعة.
الاتزان
فالاتزان والتحكم في النفس وفي الانفعالات تعد من المظاهر التي تدل على صحة الإنسان النفسية، فيكون هناك نوع من الترابط بين شدة انفعالات الإنسان وشدة المؤثرات، وبين ردة الفعل والفعل، أما عدم التناسب بين الانفعالات والمؤثرات يعد أمراً غير صحي، كأن يفرح الإنسان لأمر محزن أو أن يبكي بشدة لأمر صغير لا يتسبب بكل هذا الانفعال أو أن يفرح بشدة لأمر بسيط، وأن لا يستطيع التحكم في انفعالاته سواء الإيجابية أو السلبية.
ومن الضروري أن ننوه هنا إلى أن الإنسان قد يمر بكثير من الحالات التي لا تتطابق مع المظاهر السابقة فقد يشعر الإنسان أحياناً بعدم تقبله للفشل، أو بعد الرضا مع الذات، عدم التكيف مع الآخرين، عدم القدرة على التعامل مع الإحباط، التعرض للفشل، أو الشعور بالمشاعر السلبية، ولكن يبدأ الأمر في التحول إلى اضطراب يدعو للقلق إذا أصبحت هذه الصفات ملازمة للإنسان.
مظاهر الاضطرابات النفسية
وهناك بعض العلامات التي تدل على بداية الإصابة باضطرابات نفسية، لذلك يجب الانتباه لها جيداً ومعالجتها والتعامل معها قبل أن تتفاقم وتتحول إلى مرض، وهذه الأعراض هي:
- الشعور بحالة غير طبيعية تتمثل في عدم الرغبة في مخالطة الآخرين، وفقدان الرغبة بالتعامل معهم.
- حالة من التأخر في التحصيل العلمي أو العملي وعدم القدرة على إحراز التقدم والنجاح.
- فقدان الرغبة في المبادرة أو المشاركة في النشاطات المختلفة.
- مشاكل في التركيز والذاكرة والتفكير المنطقي.
- الشعور بعدم الانتماء والشعور الدائم بالوحدة حتى وإن كان الإنسان بين جمع من الناس.
- اضطرابات النوم، كالأرق أو النوم الزائد.
- اضطرابات الطعام، كتناول كميات كبيرة أو فقدان الرغبة في تناول الطعام.
- تغيرات مفاجئة في المزاج، كالشعور بالفرح الشديد ثم العصبية والحزن مثلاً وبدون مبرر.
فإذا لاحظت الكثير من هذه الأعراض تطرأ عليك فيفضل التحدث إلى طبيبك عنها، لفهم سببها وإيجاد علاج لهذه الحالة قبل أن تتطور، ومن الممكن أن تكون هذه الأعراض ناتجة عن مرض عضوي أو أن تكون سبباً له، ويمكن للطبيب تحديد ذلك.