مصطفى كمال اتاتورك
يعد مصطفى كمال أتاتورك أول رئيس لتركيا بعد سقوط الخلافة العثمانية، كما ويعد مؤسس الدولة التركية الحديثة، من ألقابه الذئب الأغبر وأبو الأتراك، وذلك بسبب بصمته الواضحة التي تركها والتي توجت ببناء جمهورية تركيا الحديثة.
ولد أتاتورك لأب يدعى بعلي رضا أفندي في العام 1881 ميلادية، حيث تعود عائلته في أصولها إلى الأفرانتولار، حيث كانت هذه العائلة مستقرة في سلانيك، وكان والده موظفاً في الجمارك إلى جانب مهنته كتاجر للخشب، وكان لعلي ستة أبناء توفوا جميعاً وهم صغار ما عدا مصطفى وبنته مقبولة، التحق وهو صغير بمدرسة شمس أفندي وكانوا في هذه الفترة خارج سلانيك، فقررت والدته العودة إليها حتى يلتفت مصطفى إلى دراسته بسبب انشغاله عنها في الزراعة، ثم التحق بالمدرسة الرشدية المدنية ثم بالمدرسة الرشدية العسكرية، وقد كان لمعلميه تأثير كبير فيه، حيث انهم هم من أسهموا وبشكل كبير في تشكيل عقله وبلورة تفكيره ليصبح تفكيراً حراً. بعدما انهى مصطفى دراسته في المدرسة بتفوق باهر، انتقل إلى المدرسة الحربية، حيث تخرج منها برتبة رئيس أركان حرب.
بعد تخرج أتاتورك خدم فترة تدريبه في دمشق، وقد كان شديد الاهتام بالثورات التي قامت واندلعت في سوريا، فاكتسب خبرة كبيرة جداً في هذا المجال أي في مجال التعامل مع الثورات. أسس أتاتورك جمعية الوطن والحرية في العام 1906 ميلادية، ليذهب بعدها إلى يافا بمعاونة صديقه حسن بي، ثم عين مصطفى في بروسبي التي تقع بالقرب من الحدود المصرية، ثم انضم إلى جمعية الإتحاد والترقي، ثم في العام 1909 ميلادية صار أتاتورك رئيساً للحرب في سلانيك، ثم تدرج في المناصب إلى أن وصل إلى منصب في مركز قيادة الجيش في العام 1911 ميلادية.
بعد ذلك خاض أتاتورك حروباً كثيرة وهامة جداً، خلال فترة طويلة رافقها العديد من الأحداث الهامة في حياته، إلى أن وصل إلى مرحلة رئاسة الجمهورية، حيث انتخب رئيساً للجمهورية في العام 1923 ميلادية، حيث أنه أجرى عدة تغييرات هامة وجذرية لإيصال تركيا إلى ركب الحضارة، حيث أعيد انتخابه لثلاثة مرات متتالية مدة كل فترة أربع سنوات، وقد كان أتاتورك مسؤولاً عن كل شئ في البلاد، فلم تغفل عنه لا شاردة ولا واردة. توفي في العام 1938 وسط موكب وجنازة عظيمة.
تعد شخصية أتاتورك من الشخصيات الجدلية، فيرى البعض من الناس ممن لهم توجهات معينة انه كان أقرب إلى الشيطان منه للإنسان، بسبب أفعاله وأعماله، بينما يراه البعض الآخر رمزاً من رموز النضال الوطني والكفاح والعمل من أجل المصلحة العامة، كما ويعتبره الأتراك بطلاً قومياً، لهذا تكريمه باقٍ إلى يومنا هذا.