مركّب بيكربونات الصوديوم
لو تأمّلنا أجسامنا وممّ تتكوّن وما تركيبها، لوجدنا أنّها تتألف من مركباتٍ يدخل في تكوينها عددٌ معينٌ من العناصر مثل: الكربون، والفسفور، والهيدروجين، والنيتروجين، إلخ…، ولو نظرنا إلى طعامنا الّذي نتناوله، لوجدنا أنّه لا يتكوّن إلّا من مواد كيميائيّة، ومن هذه المواد الكيميائية موادٌ عضوية؛ أي مركّبات أساسها عنصر الكربون، فطعامنا يتألّف من كربوهيدرات، وبروتينات، وسكريّات، أو دهون.
ونحن نستعمل في حياتنا العمليّة مواد ومركّباتٍ كثيرةٍ، وقد لا يخلو يومٌ من أيامنا لا نستعمل فيه هذه المركّبات، فمثلاً مركّب كلوريد الصوديوم نحتاجه بشكلٍ مستمر، ولا يخلو طعامنا منه، وملح الطعام مهمٌ جداً كمكوّن أساسي في جميع أطعمتنا جميع أطعمتنا، والكثير من المواد الأخرى نستعملها ولا نعرف ما هي أو من أين جاءت، فمثلا ً ملح الطعام يتمّ استخراجه من مياه البحار بعد معالجته وإدخال بعض المواد المحسّنة للطعم.
وبعيداً عن الأطعمة التي لا نستطيع العيش من دونها، لو ألقينا النّظر على ملابسنا وبعض الأدوات التي نستعملها، لوجدنا أنّها ليست إلّا مركّباتٍ كيميائيةٍ، ملابسنا تتكوّن من القطن أو النايلون، وما النايلون إلّا أحد مبلمرات مركّبات الكربون، بينما يتكوّن الخشب الذي نستعمله في أثاثنا من مركّبات الكربون، وقس على ذلك الكثير من الأشياء في حياتك.
وفي الحديث عن غذائنا وعلاقته بالكيمياء، نجزم بأنّ طعامنا متعلّق بصورةٍ لا يمكن تخيّلها بالكيمياء ولا سيّما الكيمياء العضويّة؛ فالطعام الّذي نأكله أساسه الطبيعي عضوي، والتغيّرات التي تحدث لهذا الطعام في أجسامنا هي تفاعلات كيمياء عضويّة. كذلك عمليّة الأيض، والنموّ، ووظائف الجسم الأخرى تشملها الكيمياء العضويّة.
مركّب بيكربونات الصوديوم
من أشهر المواد الكيميائيّة المستخدمة في حياتنا بعد ملح الطعام هي بيكربونات الصوديوم أو ما تسمّى كيميائياً بـ(كربونات الصوديوم الهيدروجينيّة)، ويتّصف هذا المركّب بأنه مركبٌ أبيض اللون يمكن إذابته بالماء، وهو ذو ذائبيةً عالية نسبياً، تتكوّن هذه المادة من ذرّة صوديوم وذرّة هيدروجين، وأيضاً ذرّة كربون واحدة، وثلاث ذراتٍ من الأكسجين.
استخدامات بيكربونات الصوديوم
في الحديث عن استخدامات هذا المركّب، فهي ليست فقط في أمور الأطعمة والأغذية فحسب؛ بل إنّها تصل إلى أوسع من ذلك ومنها:
- في الصناعات الدوائيّة كمادّة مضادة للحموضة.
- يستخدم كمادّة تساعد على إطفاء الحرائق.
- في صناعة المنظّفات، وتضاف أحياناً إلى علف الحيوانات.
وأمّا عن كيفيّة تكوينها وأماكن تواجدها، فهي سهلة التحضير؛ حيث يتم تحضيرها من خلال معالجة محلولٍ مشبعٍ من تفاعل مركّب كربونات الصوديوم مع غاز ثاني أكسيد الكروبون، وذلك حسب المعادلة التالية: Na2CO3 + CO2 + H2O ⇌ 2NaHCO3، وبعد ذلك تتمّ عمليّة التعقيم والتصفية، ثمّ تتمّ زيادة التركيز، وبعد ذلك تجفّف، وبهذا يتكوّن لدينا مركّب بيكربونات الصوديوم بنقاوة تصل إلى 99%.