مدينة جرش
محتويات المقال
مدينة جرش
تعتبر جرش إحدى المدن الأردنية الواقعة إلى الجهة الشمالية من العاصمة عمّان، تبعد عنها ما يقارب الثماني والأربعين كيلومتراً، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر حوالي ستمائة متر، يمكن دخولها عبر مدخلين الأول من الجهة الجنوبية والثاني من الشرقية، يحدها من الجهة الشمالية محافظة إربد ومن الغربية محافظة عجلون، ويسكنها ما يزيد عن واحد وأربعين ألف نسمة، من أصل مئة وثلاثة وخمسين ألف ينتشرون في باقي أنحاء المحافظة، التي تعتبر مدينة جرش عاصمةً لها، والمعروفة باسم جرش أيضاً.
التسمية
في البداية سمّاها الساميّون بجراشا أو جرشو، وتعني المكان كثيف الأشجار، وعندما جاءها الإغريقيون سمّوها بجراسا خلال الفترة الهلنستية، أمّا الرومانيون فقام الملك بومبي بتسميتها بومبي الشرق نسبةً إليه، وكان ذلك في الثالث والستين ما قبل الميلاد؛ بهدف مواجهة الأنباط الذين احتلوا المناطق الجنوبية، وبعض النقوش التي تعود للنبطيين ذكرتها باسم جراسا، أمّا السلوقيون فأسموها بأنطاكيا الواقعة على نهر الذهب، ولكن في العصر الأموي أعاد العرب لها اسما الأصلي جرش، وكان ذلك في أواخر القرن التاسع عشر للميلاد.
تاريخ جرش
مرّت عليها العديد من الحضارات المختلفة، ابتداءً باليونانية فالرومانية إلى أن تمّ فتحها من قبل المسلمين خلال عصر الفتوحات الإسلامية، وأثناء حكم العثمانيين لها عرفت باسم ساكب، وكان يطلق تحديداً على قريتيْ جرش وساكب، ولكنه سرعان ما اختفى لتسترجع اسمها الأصلي جرش، فسجّل في الضرائب تحديداً في نهاية القرن السادس عشر للميلاد.
في العام سبعمائة وسبعٍ وأربعين ميلادياً، ضرب المدينة زلزال كبير دمر جزءاً كبيراً منها، وتعددت بعده الزلازل والحروب إضافةً للفتن، جميعها أدت لخراب كبير؛ فبقيت تحت الأنقاض لسنين عديدة؛ حتى اكتشفها رحالة ألماني اسمه أولريش زيتسن، وكان ذلك في العام ألف وثمانمئة وستة للميلاد، وبدأت على إثر اكتشافه عمليات التنقيب؛ لترجع جرش وتنهض من جديد، وبعد سبعين سنة من ذلك بدأ المسلمون بالتوافد إليها، تبعهم الشراكسة، وأخيراً أهل بلاد الشام، تحديداً في بدايات القرن العشرين.
أبرز المعالم في جرش
تعتبر من أهم المدن السياحية في الأردن، نظراً لوجود العديد من المعالم الأثرية والتاريخية فيها، كما تقام فيها سنوياً المهرجانات والأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة، ومن أهم معالمها:
- المسرح الجنوبي: تأسس في القرن الأول للميلاد في الفترة الرومانية، يتسع لحالي ثلاثة آلاف متفرج.
- المسرح الشمالي: بني أيضاً من قبل الرومانيين، يتسع لألف وخمسمئة مشاهد، وكان يستخدم تحديداً لإقامة المبارزات والمصارعات الخاصة بالحيوانات المفترسة، وحالياً يقام عليه مهرجان جرش للثقافة والفنون، منذ العام 1981م حتى يومنا هذا، بإشراف الملكة نور الحسين.
- سبيل الحوريات: مجموعة من نوافير المياه، موجودة ضمن مبنى تمّ بناؤه في نهايات القرن الثاني للميلاد، مزين بالنقوش الرخامية والزخارف الهندسية الجميلة.