مبعوث دولي يكشف من الخرطوم عن تسرب عناصر متطرفة من النيجر لجنوب ليبيا
الخرطوم 29 نوفمبر 2018- سيطرت التطورات الأمنية في جنوب ليبيا على مداولات اجتماع (دول الجوار الليبي) الذي استضافته الخرطوم الخميس لعدة ساعات قبل أن ينهي جلساته ببيان ركز على ضرورة إيجاد حلي سياسي للأزمة هناك.
- وزير الخارجية السوداني يتوسط نظيريه المصري والليبي خلال اجتماع لدول الجوار الليبي في الخرطوم 29 نوفمبر 2018 (سونا)
وأظهر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، قلقا مما آلت اليه الأوضاع في هذا البلد، كاشفا عن تسرب متطرفين من دولة النيجر مؤخرًا، إلى جنوب غرب ليبيا.
وقال في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع الخرطوم الذي عقد على مستوى وزراء خارجية دول الجوار الليبي "وقعت عمليتان إرهابيتان كبيرتان في الجنوب الليبي، وتشير المعلومات إلى أن الذين قاموا بها من القادمين الجدد إلى الجنوب الليبي، وهذا مثار قلق لدينا".
ولفت الى أن الأمم المتحدة تجد صعوبة بالغة في الوصول والتمركز بتلك المناطق الشاسعة بما يستلزم دق ناقوس الخطر ولفت الانتباه الى الوضع.
وأضاف سلامة" اتفهم القلق الذي يساور دول الجوار، لا سيما تلك التي تجاور جنوب ليبيا لوجود حركات مسلحة ليبية، وتشكيلات مسلحة غير ليبية، وتصاعد تمركز الحركات الإرهابية ناهيك عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية وإجمالا كلها عناصر لا تبعث على الارتياح”.
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) السبت الماضي المسؤولية عن هجوم على بلدة في صحراء جنوب ليبيا أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وخطف آخرين.
بدوره قال وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد، إن بلاده تمد يدها لكافة الفرقاء الليبيين، وتأمل من خلال العمليات الأمنية المشتركة على المناطق الحدودية ودول جوار ليبيا، المشاركة في إزالة الخطر الذي يمثله وجود بعض المجموعات المسلحة الوافدة إلى الجنوب الليبي والتي حوّلت ذلك الجزء من ليبيا إلى ساحة معارك جديدة”.
وأبدى خلال كلمته أمام الاجتماع أملا في تحقيق المزيد من التفاهمات للوصول إلى تسويات سياسية ومجتمعية لتعود ليبيا إلى مكانها الطبيعي في أفريقيا والعالم العربي.
وأشار الى أن اختيار السودان لهذا التوقيت لعقد اجتماع دول جوار ليبيا، يضع في الاعتبار الرياح المواتية التي بدأت تهب في المنطقة، مشيراً الى ما تحقق من سلام بين فرقاء جنوب السودان وبين أثيوبيا وأريتريا في الوسط الإفريقي ومايدور من حراك ومساعٍ تصالحية في الوسط العربي.
وأوضح أن من بين دواعي عقد الاجتماع بالخرطوم، التعاون والمصير المشترك لمجابهة الأخطار والتحديات، المتمثلة في الحركات المسلحة المتمركزة في ليبيا، والجرائم المنظمة والإرهاب والحفاظ على الاستقرار والسلم في ليبيا.
ويقول السودان إن جماعات من متمردي دارفور تسربت الى ليبيا واتخذت منها ملاذا، كما أن بعضها تحول الى مرتزقة يقاتل الى جانب بعض الفصائل هناك.
وأشار البيان الختامي للاجتماع الى أن حل الأزمة الليبية جذريا يكمن في الخيار السياسي الذي يقرره الليبيون أنفسهم.
وامن المجتمعون على ضرورة وجود مبادرة موحدة برعاية الامم المتحدة تعكس رغبات وأولويات الليبيين. كما أقروا عقد عقد الاجتماع الوزاري المقبل في مدة اقصاها ستة أشهر في اي من دول جوار ليبيا بعد التشاور بينها.
واكد البيان الدعم الكامل لخطة الممثل الخاص للأمم المتحدة بشأن ليبيا بما يشمل احاطته الاخيرة لمجلس الامن.
وجدد التزام دول الجوار بدعم ومساندة ليبيا في إطار انتقال سياسي سلمي يستند على تطبيق توافقي للاتفاق السياسي الذي يرمي الى التوصل الى مصالحة وطنية واقامة مؤسسات وطنية موحدة وقوية ذات مصداقية لكافة الليبيين.
كما شدد على رفض التدخل الخارجي في الشأن الداخلي الليبي، الى جانب تكريس مبدأ التوافق دون اقصاء او تهميش والالتزام بالحوار الشامل واعطاء الاولوية للمصالحة الوطنية ورفض اي حلول عسكرية.
وامن على تشجيع الحوار بين الليبيين وايلاء موضوع الجنوب الليبي اهمية قصوى والدعوة إلى تكثيف التنسيق الفعلي بين الدول الاقليمية في إطار محاربة الارهاب والعنف والانشطة الاجرامية.