مباحث الرغيف !.. بقلم الفاتح جبرا
السودان اليوم:
استيقظ المواطنون يوماً على تغريدة لذلك المسؤول على حسابه الخاص الذي يتابعه ملايين المواطنين الذين ينتظرون الحل من رب العالمين لانفكاك الأزمات التي يعيشونها والمتمثلة في ندرة السلع الضرورية الحيوية كالوقود والخبز والغاز و(القروش ذاااتا).
ولأن (الرغيف) يعتبر من مكونات الغذاء الأولية بالنسبة للمواطن، فقد كان معظم المواطنين يتابعون في أمل ورجاء موقف هذه السلعة الاستراتيجية والتي تمثل أبسط مقومات حياتهم البائسة، كما يتابعون محاولات انقشاع أزمتها عبر تغريدات المسؤول وقراراته التي يتخذها يومياً وهو يسير في الاتجاه الصحيح.
فوجئ المواطنون بالمسؤول وهو يخاطبهم في تغريدة جديدة تقول: من الواضح إن أزمة الرغيف لن تنفرج ما لم تكن هنالك متابعة وإجراءات صارمة تمنع حيازة الرغيف عند من لا يستحقه لذا فقد قمنا بإنشاء (مباحث الرغيف) من أجل ضبط انسياب هذه السلعة المهمة، أعتقد أننا نسير في الاتجاه الصحيح.
مشهد (1):
يجلس (عباس) صباحاً أمام إحدى ستات الشاي وهو يحمل في يده (كباية شاي) ويقرض في رغيفة، يقف أمامه شخصان يرتديان بدلة سفارى (بنية) ونظارات سوداء:
• كمان بتقرض ليك في رغيفة كاااملة مع شاي الصباح؟
• مالو ياخي فيها شنو؟
• يعني إنت تقرض والشعب ده (ينقرض؟) رغيفة مع الشاي يا مفتري؟ يعني بتفطر بي كم عيشة؟
• ياخ ما قاعدين نفطر ذاااتو.
• (في صرامة): ورينا مخزن عيش الفطور وين؟
• يا جنابو والله ما مخزن ولااا عيشة
• (في أمر): كدي طلع لينا (جيوبك) دي؟
• يا جنابو في عيش بيدسوهو في الجيوب؟
• مالو ما بيدسا؟ شايف الزول المركبنو في البوكسي داك؟ طلعنا من جيبو ست وعشرين عيشة!!
مشهد (2)
بعد يوم عمل شاق يعود (عوض النقاش) إلى منزله وهو يحمل كيسين، وذلك بعد وقوفه لساعة كاملة في الصف في أحد الأفران، يتوقف أماه (بوكس) ينزل منه شخصان:
• يا زول أقيف عندك
• (في استغراش): في شنوو؟
• كمان شايل ليك كيسين وبتسأل!
• ما أشيل وإنتو مالكم؟
• (ابتسامة مستهترة): نحنا مالنا؟ (يطلع البطاقة)، ثم يخاطبه في صرامة: معاك مباحث الرغيف!
• ويعني شنو؟ شايل مخدرات؟
• الرغيف ده يا مواطن ممكن يسقط حكومة، شُفْتَ ليك مخدرات سقطت ليها حكومة؟
• هسه دايرين شنووو؟
• (في صرامة): بطل الفصاحة وافتح الكيسين ديل ورينا الفيهم..
• (يقومون ببعثرة الكيسين والاطلاع على محتوياتهما): كمان عشرين عيشة؟.. متزوج؟
• لا
• كمان عزابي وشايل ليك عشرين عيشة؟ جبتهم من وين؟
• من المخبز
• يعني ح تكون جبتهم من الصيدلية؟ ياتو مخبز البخالف التعليمات ده؟
• مخبز (التقوى) داااك
• (يقومون بمصادرة الرغيف ويتجهون نحو البوكس)!
• (في تضرع): يا جماعة ما تشيلوهو كوولو.. خلاس شيلو عشرة وخلو ليا عشرة؟
• (والبوكس يتحرك): ياخ قول الحمدلله الما فتحنا ليك مادة (حيازة)!
(مشهد 3):
عدد من الشباب بيظبطو في بوش أمام أحد الدكاكين حيث قاموا بتقطيع (الرغيف) في صحن كبير، يتوقف أمامهم (بوكس المكافحة)، ينزل منو شخصان:
• بتعملو في شنو؟
• والله يا عمك بنجازف لينا في بوش
• تجازفو بي عيش الناس الغلابى ديل مش؟
• وإنتو مالكم؟
• مالنا كيف؟ معاكم (مباحث الرغيف).. إنتو ذااتكم سبب الأزمة!
• كيف يعني؟
• مقطعين ليكم مية عيشة في البوش ده وتقول ليا كيف يعني؟
• يا جنابو ديل كووولهم عشرة عيشات
• (في تهكم): شُفتوا ليكم عشرة عيشات تملأ ليها صحن؟
• (ينده على الشخص الآخر): يا عسكري عد العيش بتاع البوش ده.. خلي ليهم (عشرة) وصادر الباقي.. ولو (نقنقو) أفتح ليهم مادة (بوش بإهمال)!
مشهد (4):
يقوم (حسين) بتدوير عربته مبتعداً قليلا من (المخبز) فيستوقفه شخص:
• (يوريهو البطاقة): معاك مباحث الرغيف
• أهلا في شنو؟
• لو ممكن بس أفتح لينا الضهرية دي!
• (ينزل حسين ويفتح الضهرية في اندهاش ودون نقاش)
• (ينظر لمحتويات الضهرية): كمان شايل ليك (شوالين)؟ ديل كم عيشة؟
• لألف يا جنابو
• ألف عيشة والناس ما لاقية عيش؟
• عندنا سماية يا سعادتك
• سماية والشعب ده يجوع؟
• يا سعادتك (سماية) تجوع ليها (شعب) مال (قيدومة) تعمل فيهو شنو؟
• (يهبش ليهو كيس صغير): أها والكيس ده فيهو شنووو؟
• (في خوف): فيهو (دكوة)!
• (يمسك في الموبايل): آلو.. الو.. مباحث (الدكوة)؟ آآس شايل ليهو زي (نص كيلو).. الموقع شمال صينية أزهري قريب من مخبز الـ… ووو
كسرة:
معاكم لي (مباحث) التبش!!
كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 104 واو – (ليها ثماني سنين وثمانية شهور)؟
• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 63 واو (ليها خمس سنين وثلاثة شهور).
=–==
الوسيلة