ما هي قارة أوقيانوسيا
محتويات المقال
قارّة أُوقيانوسيا
تُعرف قارة أوقيانوسيا (بالإنجليزيّة: Oceania) أنّها أصغر قارّة بين قارّات العالم القديم، وحاليّاً تمّ ضمّ أراضيها إلى قارّة أستراليالتصبح جزءاً منها بناءً على تصنيفات التّضاريس الجغرافيّة لقارّات العالم الحديث، وتُشكّل الآن المناطق الجغرافيّة التّابعة لأوقيانوسيا كلاً من نيوزلندا، وأستراليا، وغينيا الجديدة.[١]
يُعتبر اسم أوقيانوسيا من الأسماء المُستخدمة لوصف مجموعة من الجُزر التي تقع في منطقة المحيط الهادئ، وتعدُّ منطقة هذه القارّة من المناطق المعزولة والمُحيطة لكلّ من قارة آسيا، وقارتَي أمريكا الشماليّة والجنوبيّة. تمّ تقسيم قارّة أوقيانوسيا إلى أربعة أقسام، وهي: أستراليا (يشمل أستراليا ونيوزلندا)، وميلانيزيا، وبولنيزيا، وميكرونيزيا (هي مجموعة من المناطق التي تُشكّل غالبيّتها جُزراً ساحليّةً)، ولم يكن البشر يعيشون في العصور الأولى إلا في قسم أستراليا؛ وذلك بسبب عدم اكتشاف هذه المناطق الجديدة في ذلك الوقت.[٢]
التاريخ
يُعدُّ التاريخ الخاصّ في قارّة أوقيانوسيا والشّعوب التي سكنت على أرضها، من الدّراسات التاريخيّة والجغرافيّة المُهمّة، وما زالت الأبحاث جاريّةً لاكتشاف العديد من الأمور الخاصّة بها. تُشير نتائج الأبحاث إلى أنّ قارّة أوقيانوسيا لم تكن مأهولة في السُكّان في الفترة الأولى من عصر ما قبل التّاريخ، أمّا السُكّان الأوائل لها فقد كانوا في فترة العصر الحجريّ؛ إذ استخدموا العظام والحجارة في صناعة أدواتهم، وقد تمّ العثور على العديد من هذه الأدوات بجانب بقايا العظام البشريّة التي اكتُشِفَت في تلك المناطق.[٣]
بدأت فترة الاستيطان التاريخيّة الحقيقيّة لقارة أوقيانوسيا في منطقة ميلانيزيا، وتحديداً عند قدوم الميلانيزون إليها، وكان من السّهل التنقّل بين قارّة آسيا وأوقيانوسيا؛ بسبب ارتباطهما معاً من خلال طريق اليابسة، ولكن مع ذوبان الجليد وازدياد منسوب المياه بين القارّتين انفصلنا عن بعضهما البعض، فتمّ عزل السُكّان الميلانيزون والغينيون، عن سكان إندونيسيا في قارّة آسيا، وعن قسم من أستراليا.[٣]
شهدت أوقيانوسيا في الفترة الزمنيّة المُمتدّة بين القرن السّادس عشر للميلاد والقرن التاسع عشر للميلاد مُنافسةً واضحةً بين الدّول الاستعماريّة الأوروبيّة التي سعت للسّيطرة على الأراضي التّابعة لهذه القارّة؛ لأنّها تحتوي على العديد من الموارد الطبيعيّة المُهمّة، فبعد وصول الرّحلات الاستكشافيّة الاستعماريّة إلى مناطق أوقيانوسيا قام المستعمرون الأوروبيّون بقتل وإبادة مجموعات كبيرة من السُكّان الأصليّين لقارّة أوقيانوسيا.[٣]
كانت إسبانيا من أوائل الدّول التي أنشأت مُستعمرةً تابعةً لها على أراضي أوقيانوسيا، ومن ثمّ ظهر الزّحف الاستعماري الأوروبيّ؛ إذ حرصت كل من هولندا، وبريطانيا، وفرنسا، والدّنماركعلى إنشاء مُستعمرات خاصّة بها على أراضي قارّة أوقيانوسيا من أجل الاستيلاء على أكبر كميّةٍ مُمكنة من مواردها الطبيعيّة، ولم يتمكّن السُكّان الأصليّون من مواجهة هذه الحملة الاستعماريّة الكبيرة، وتمّ احتلال العديد من الأراضي التّابعة لقارة أوقيانوسيا، وما زالت أغلبها تتبع للنّفوذ الاستعماريّة حتّى هذا الوقت.[٣]
اللّغات
تُعتبر اللّغات التقليديّة هي الأكثر انتشاراً في تاريخ أوقيانوسيا قبل ظهور الاستعمار الأوروبي على أراضيها، فقد كانت اللّغة الأستراليّة التقليديّة هي اللّغة المُنتشرة بين القبائل، وارتبطت مع اللّهجات المحليّة المحكيّة، وكانت جزءاً رئيسيّاً من أجزاء المُجتمع في أوقيانوسيا، إذ شكّلت مخزوناً ثقافيّاً واضحاً في فترة ما قبل الاستعمار الأوروبيّ، والذي يظهر بوضوح في كافّة بقايا الآثار التي تمّ الحصول عليها عن طريق عمليّات البحث والاكتشاف للأراضي القديمة، والتي شملت العديد من المواد الأثريّة التاريخيّة.[٤]
عند وصول الاستعمار الأوروبي إلى أراضي أوقيانوسيا، تمّ استبدال اللغة التقليديّة بمجموعة من اللغات الأوروبيّة؛ وهي اللغة الإنجليزيّة، واللغة الفرنسيّة، واللغة الإسبانيّة، بصفتهم اللغات الاستعماريّة، والتي عملت على بناء ثقافة جديدة للشعوب، والقبائل المتبقيّة في مناطق أوقيانوسيا، والتي ظلّت في أراضيها واستخدمت هذه اللغات بجانب لغتها الأصليّة؛ حتى اختفت لغات أغلب الشعوب التي تسكن تلك المناطق، واندثرت مع مرور الوقت، وأصبحت اللغات الأوروبيّة تستخدم على نطاق واسع، ولكن بالاعتماد على مجموعة من اللهجات المحكيّة، وحافظت القليل من المناطق على استخدام اللغات التقليديّة ضمن الجماعات الشعبيّة الأصليّة.[٤]
الجغرافيا
تصل المساحة الجغرافيّة الإجماليّة لكافّة مناطق قارّة أوقيانوسيا القديمة إلى أقل من 1,500,000 كم²، وتُقسم المناطق الجغرافيّة الخاصّة بها إلى قسمين، وهما:[٥]
- مناطق الجُزر المرتفعة: هي المناطق الجغرافيّة التي تتكوّن عموماً من الجبال والتّلال، وتصل أغلب الجبال في هذه المناطق إلى ارتفاعات فوق سطح البحر، والكثير منها ظهرت نتيجةً للتجمّعات البركانيّة التي انتشرت في تلك المناطق في العصور الماضيّة، كما تُعاني هذه الجُزر من حدوث الكثير منالزّلازل العنيفة التي أدّت إلى تدمير البُنية التحتيّة للعديد من المعالم الطبيعيّة والصناعيّة.
- مناطق الجُزر المُنخفضة: هي المناطق الجغرافيّة التي تحتوي على الشّعاب المرجانيّة، وبقايا العديد من الكائنات الحيّة البحريّة كالمرجان، وأغالب هذه الجُزر صغيرة في الحجم مُقارنةً بالمناطق المُرتفعة، كما تتوزّع هذه الجُزر المُنخفضة على مناطقَ مُتفرّقةٍ من المحُيط الهادئ، وقد يصل ارتفاع مُعظمها إلى متر واحد فوق سطح البحر، وتغرق العديد من هذه الجُزر بسبب الزّلازل البحريّة التي تضربها.
المناخ
يُعتبر المناخ السّائد في أغلب مناطق قارّة أوقيانوسيا مناخاً مداريّاً؛ لذلك تعدُّ أراضيها دافئةً في كافّة أيّام السّنة، وقليلاً جداً ما تنخفض درجات الحرارة لتصل إلى ما يُقارب 20 درجةً مئويّةً، وقد ترتفع إلى 27 درجةً مئويّةً في أغلب مناطقَ قارّةٍ أوقيانوسيا، أمّا المناطق الجبليّة فتتميّز بمناخها البارد وتساقط الثّلوج على مُرتفعاتها. يختلف هطول الأمطار بين المناطق المُتنوّعة لأوقيانوسيا؛ ففي المناطق المُنخفضة يُعتبر سقوط الأمطار قليلاً مقارنةً بالمناطق المُرتفعة