ما هي فطريات الجلد

فطريّات الجلد

تُعتبر الفطريّات سبب شائع للعديد من الالتهابات الجلديّة، وعادةً ما تُفضّل العيش في المناطق الرّطبة والدّافئة والمظلمة؛ ففي جسم الإنسان تنمو في ثنايا الجلد مثل ثنايا الأثداء والإبطين، كما تنمو في الأغشية المخاطيّة مثل المنطقة التّناسليّة والفم. تعيش الكثير من هذه الفطريّات في الطبقة الخارجية من البشرة (بالإنجليزيّة: Epidermis) ولا تخترق أعمق من ذلك، وعادةً ما تكون العدوى الفطريّة (بالإنجليزيّة: Mycoses) الّتي تصيب الجلد خفيفة إلّا إذا كان الإنسان ذا مناعة مُنخفضة فمن الممكن أن تُسبّب له مرضاً خطيراً.[١][٢][٣]
يكون السّبب في العدوى الفطريّة الجلديّة الشّائعة هي الخمائر (بالإنجليزيّة: Yeasts) مثل المبيضات (بالإنجليزيّة: Candida) والمالاسيزيا (بالإنجليزيّة: Malassezia furfur)، وقد يكون السبب الفطور الجلديّة (بالإنجليزيّة: Dermatophytes) مثل البَشرويّة (بالإنجليزيّة: Epidermophyton)، والبُويغاء (بالإنجليزيّة: Microsporum)، والشّعرويّة (بالإنجليزيّة: Trichophyton).[٢]

أنواع فطريّات الجلد

تقسم فطريات الجلد حسب الآتي:

عدوى الخمائر

يُعتبر داء المبيضات (بالإنجليزيّة: Candidiasis) النّوع الأكثر تكراراً من عدوى الخمائر في الإنسان، وقد يؤثّر على الجلد، والأظافر،والفم، والمنطقة التّناسليّة،[١] وتُعدّ المبيضة البيضاء (بالإنجليزيّة: Candida albicans) هي السّبب الأكثر شيوعاً في العدوى الفطريّة في الإنسان.[٤] من أبرز الأمثلة على هذا النّوع من العدوى الفطريّة ما يأتي:

  • طفح الحفّاض (بالإنجليزيّة: Diaper Rash).[٥]
  • السّلاق الفموي (بالإنجليزيّة: Oral Thrush)، والّذي يحدث غالباً عند الرُّضّع وكبار السن ويظهر على شكل بقع بيضاء في الفم.[٥][٦]
  • السّلاق المهبلي (بالإنجليزيّة: Vaginal Thrush)، والّذي يظهر على شكل حكّة مع إفرازات مهبليّة بيضاء.[٦]
  • الفُطار الظّفري (بالإنجليزيّة: Onychomycosis)، والّذي يظهر على شكل التهاب واحمرار وألم حول الظّفر وأسفله، وأحياناً مع خروج قيح منه.[١]

تُعتبَر الخمائر المُحبّة للدّهون من جنس المالاسيزيا من العناصر الأساسيّة للنّبيت الجرثومي الطّبيعي (بالإنجليزيّة: Normal Flora) في جلد الإنسان، ولكن ضمن تأثير بعض العوامل مثل الرّطوبة العالية والحرارة المرتفعة قد تُسبّب مرض النّخالية المُبرقشة (بالإنجليزيّة: Pityriasis versicolor)؛ وهي عدوى سطحيّة في الطّبقة المتقرّنة من الجلد تظهر عادةً على الرّقبة، والجزء العُلوي من الذّراع، والجذع العلويّ. في حالات أخرى تُنتج الملاسيزيّة الأحماض الدّهنيّة غير المُشبعة لتتراكم على سطح الجلد ممّا يُؤدّي إلى ظهور جروح حمراء مُتقشّرة خاصّة في المناطق ذات الإفرازات الدّهنيّة العالية مثل الوجه، وفروة الرأس، والأذن الخارجيّة، والجفون، والجذع العلويّ مما يؤدي لحدوث مرض الالتهاب الجلدي الدّهني (بالإنجليزيّة: Seborrheic Dermatitis)، وهو مرض جلدي مزمن ومنتكس.[٤]

عدوى الفطور الجلديّة

تقوم الفطور الجلديّة بهضم الكيراتين؛ وهو البروتين الموجود في الجلد، والشّعر، والأظافر، وتعتمد عليه في النّموّ مسبّبةً التهابات جلديّةً مُعديةً تنتقل من خلال التّلامس المباشر مع الإنسان، أو الحيوان، أو التّربة، ومن أبرز الأمثلة على عدوى الفطور الجلديّة ما يأتي:[١]

مقالات ذات صلة
  • سعفة القدم (بالإنجليزيّة: Tinea Pedis)، والمعروفة بمرضقدم الرّياضي (بالإنجليزيّة: Athlete’s Foot) وهي عدوى فطريّة تصيب القدم، يمكن أن يُصاحبها عدوى فطريّة في الظّفر أو اليد، وتتميّز بتقشّر وتشقّق الجلد بين أصابع القدم مع حكّة وألم، بالإضافة إلى فقّاعات صغيرة مملوئة بالسّوائل تظهر أحياناً، وتُعدّ من أكثر عدوى الفطور الجلدية شيوعاً.
  • سعفة الجسم (بالإنجليزيّة: Tinea Corporis).
  • سعفة الأظافر (بالإنجليزيّة: Tinea Unguium).
  • سعفة الأرفاغ (بالإنجليزيّة: Tinea Cruris).
  • سعفة الرّاس (بالإنجليزيّة: Tinea Capitis)، وهي الأكثر انتشاراً بين الأطفال.

أسباب فطريّات الجلد

توجد عدّة أمور تزيد من فرصة الإصابة بفطريّات الجلد ومنها ما يأتي:[١][٦]

  • الجهاز المناعي الضّعيف الذي يعيق التّوازن الطّبيعي للكائنات الحيّة الموجودة على الجلد؛ بحيث يسمح لأحد الأنواع بالنموّ على حساب الآخر.
  • المناخ الاستوائي المتميّز بالدّفء والرُّطوبة والذي يهيّئ بيئة مثاليّة لنموّ الفطريّات.
  • الاستعداد الوراثي للعدوى الفطريّة الجلديّة.
  • البدانة، والتي قد تزيد من فرصة الإصابة بالعدوى الفطريّة بسبب تواجد ثنايا جلديّة تشجّع نموّ الفطريّات.
  • جروح الجلد، أو وجود ضرر في الأظافر، أو الالتهابات الموجودة مُسبقاً.
  • النّظافة السّيّئة.
  • الاتصال المباشر بالأشخاص أو الحيوانات المُصابين بالعدوى الفطريّة.
  • ملامسة الأشياء الملوّثة بالفُطور الجلديّة مثل المناشف، والملابس، وأغطية الفراش.
  • التّعرّض المُستمرّ للمياه.
  • عدم تجفيف الجلد بشكل كامل بعد الاستحمام.
  • المشي حافي القدمين في الحمّام أو عند حوض السّباحة.
  • ارتداء الملابس الضّيّقة الّتي لا تسمح بتبخّر العرق.
  • قد يُشجّع استخدام المضادّات الحيويّة حدوث عدوى الخمائر وذلك بسبب القضاء على البكتيريا الطبيعيّة الّتي تُسيطر على نموّ الخمائر.
  • الأشخاص المُصابين بالسّكّري والحوامل؛ إذ يكونون أكثر عُرضةً للإصابة بفطريّات الجلد.

أعراض فطريّات الجلد

تعتمد الأعراض على نوع الفطر المُسبّب وموقع الإصابة، وتُسبّب العدوى الفطريّة الجلديّة أنواعاً مختلفةً من الطّفح الجلدي بعضها أحمر ومُتقشّر ومُسبّب للحكّة، والبعض الآخر يُنتِج قشوراً خفيفةً تُشبه قشور الجلد الجاف، وفي بعض الأحيان يكون هناك خلط بينالطفح الجلدي الفطري وبين أمراض جلديّة أخرى مثل الصّدفيّة والأكزيما. قد يُؤثّر الفطر على منطقة واحدة أو أكثر في الجسم، وفي بعض الأحيان يتمّ خسارة القليل من الشّعر في حال كانت الإصابة في فروة الرّأس.[٦]

تشخيص فطريّات الجلد

يسأل الطّبيب عادةً عن الأعراض الّتي يشعر بها المريض بالإضافة إلى معرفة التّاريخ الطّبي للمريض، ويقوم بتفحّص الجلد وموقع أيّ طفح جلدي. يشتبه الطّبيب بوجود حالة عدوى فطريّة في حال لاحظ وجود طفح جلدي أحمر ومُتقشّر ومزعج في أحد الأماكن محتملة الإصابة، ويتمّ إثبات التّشخيص من خلال كشط جزء بسيط من الجلد، أو أخذ قطعة صغيرة من الشّعر أو الظّفر، ومن ثمّ تفحّصها تحت المِجهر أو وضعها في مُستنبت للزّرع خاص لنموّ الفطر والتّعرّف عليه.[٢][٦]

علاج فطريّات الجلد

يمكن أن تُعالج معظم أنواع العدوى الفطريّة الجلديّة بسرعة وسهولة إذا تمّ التّعامل معها منذ البداية، ولكن تعود بعض الأنواع مرّة أخرى بعد العلاج، وبعضها تكون مُستعصية العلاج، والبعض الآخر تكون مزمنةً يصعُب علاجها. تُستخدَم الأدوية الموضعيّة المُضادّة للفطريّات في البداية عادةً للعدوى الفطريّة المُتمركزة بغضّ النّظر عن المُسبّب، وتوضع بشكل مُباشر على المنطقة المُصابة مرّة أو مرّتين يوميّاً، وهناك العديد من الأشكال المتوفرة للأدوية الموضعيّة مثل الكريم، والغسول، والطّلاء، والشّامبو وغيرها، ويتوفر بعضها دون وصفة طبيّة.[١][٦]
قد يتمّ استخدام مضادّات الفطريّات الفمويّة في حال عدوى المناطق التّناسليّة، وعدوى الخمائر الفمويّة، والعدوى المزمنة المستمرّة، وبناءً على حدّة المرض وموقعه قد يتمّ استخدام الأدوية المُضادّة للفطريّات لأسابيع أو أشهر وأحياناً أكثر من ذلك. من الجدير بالذّكر أنّ العدوى الفطريّة الّتي تُصيب الأظافر هي أصعب أنواع العدوى الفطريّة في العلاج؛ حيث تكون الأدوية الموضعية غير مُجدية، ويحتاج المريض لأخذ الأدوية الفمويّة لمدّة عدّة أشهر، ومن الممكن أن يعود المرض من جديد مرّة أخرى، وقد يحتاج الظّفر الجديد والصّحي مدّة سنة كاملة لينمو بدلاً من القديم.[١]

الوقاية من فطريّات الجلد

يُمكن الوقاية من العدوى الفطريّة الجلديّة من خلال ما يأتي:[١][٦]

  • المُحافظة على النظافة، والوزن الصحي.
  • المحافظة على نظافة وجفاف الجلد، وغسل اليدين بعد ملامسة ظفر أو جلد مُصاب.
  • المحافظة على أظافر اليدين والقدمين قصيرة.
  • ارتداء الملابس النّظيفة، والمريحة، والواسعة، والمصنوعة من القطن يوميّاً.
  • تبديل الأحذية بشكل يومي لتهويتها.
  • تجنّب استخدام الأشياء الشّخصيّة للأشخاص مثل الملابس والمناشف.
  • السّيطرة على مستوى السّكّر في الدّمّ في حالة الإصابة بالسكري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى