ما هي أهمية السلام
أهميّة السلام
كثيرًا ما نسمع وسائل الإعلام تتناول كلمة السّلام في معرض ذكر أخبار الحروب المشتعلة بين كثيرٍ من الدّول والشّعوب، وتسمع كلمة السّلام كثيرًا من أفواه القادة والسّياسيّين حين يتحدّثون عن اتفاقيّات السّلام، فالعالم ينشد السّلام كمعنى سامٍ من معان هذه الحياة، وإنّ أهميّة السّلام تنبع من آثاره في الحياة، فماهي الجوانب التي تبرز فيها أهميّة السّلام؟
يعتبر السّلام وسيلة لتحقيق الوئام بين الشّعوب، فعندما يتحقّق السّلام ويسود بين الشّعوب ترى معاني التّوافق والوئام متجليّة بصورةٍ رائعة بين الشّعوب مهما اختلف عرقها وأصولها، فتبتعد عنهم روح التّباغض والتّشاحن وتسود بينهم روح الألفة والمحبّة والتّعاون. كما ويعدّ السّلام وسيلةٍ لإنهاء الخلافات وحلّ النّزاعات بين الدّول والشّعوب، فكثيرًا ما نسمع عن عقد اتفاقيّات سلام بين دول وشعوب توافقت على إنهاء الحرب والخلاف بينها، وإنّ هذه الاتفاقيّات تمهّد السّبيل من أجل توطيد العلاقات بين الشّعوب المتصالحة وتطبيعها، وهذا بلا شكّ ثمرة من ثمار السّلام وفوائده.
كما أنّ السّلام يعدّ بيئة محفّزة للإنتاج وجلب الاستثمارات، فحين يسود السّلام بين الدّول والحكومات فإنّ ذلك يعدّ حافزًا لقدوم الاستثمارات إلى الدّول المتصالحة، ذلك بأنّ بيئة الأمان والاستقرار تعدّ عامل نجاح للاستثمارات المختلفة، بينما تشكّل النّزاعات والحروب عاملاً طاردًا لها، لذلك ترى الدّول التي تعقد اتفاقيّات سلام وتعاون مع غيرها من الدّول تتمتّع بنوعٍ من التّقدم الإقتصادي ويزيد دخلها القومي، بينما ترى الدّول التي تشهد حروبًا ونزاعات من أفقر الدّول وأكثرها مديونيّة.
السّلام هو وسيلة لتواصل الشّعوب مع بعضها البعض والتّعرف على عادات وتقاليد كلّ شعب، إضافة إلى أنّه وسيلة لتبادل المعارف والخبرات، فالدّول التي يكون بينها سلام وتصالح فإنّها تمهد السّبيل من أجل إقامة علاقات ثقافيّة بين شعوبها فيتعرّف كلّ شعبٍ على منجزات الشّعب الآخر ويتبادل معه الخبرات والمعارف المختلفة، فلكلّ شعبٍ ثقافة وفلكلور وعادات تميّزه عن الشّعوب الأخرى؛ وبالتّالي فإنّ السّلام يشكّل فرصةً لهذا النّوع من العلاقات الإيجابّية النّافعة بين الشّعوب.
السّلام هو روح الدّيانات وغاية الرّسالات السّماويّة والشّرائع الرّبانيّة، فالسّلام هو من أسماء الله تعالى الحسنى، كما جاءت جميع رسالات الله المبلّغة عن طريق رسله إلى النّاس بمعاني السّلام والمحبّة بين النّاس، وقد جعل الله تعالى الدّين واحد وهو الإسلام دين السّلام، قال تعالى (إنّ الدّين عند الله الإسلام)، كما كان السّلام هو من مظاهر سلوكيّات المسلم في حياته فهو يسلّم على إخوانه من المسلمين بقوله: “السّلام عليكم”، ويردّ على من يلقي عليه السّلام بقوله: “وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته”؛ ولمثل هذا السّلام أثرٌ عجيب في النّفوس كما بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام.